خطا بثقته المعهودة ومهابته المُحبَّبة محمَّلاً بوفاء لا يحسن مثله إلاَّ هو، إلى ركن تدشين الكتاب المصوَّر عن الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله.. بعد افتتاحه للندوة العلمية لتاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز في 25 جمادى الأولى 1431ه بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات. حين قُدِّمت النسخة الأولى إليه لتوقيعها.. طلب قلماً.. أخرجتُ ما اعتدت الكتابة به فإذا بصاحب الشأن يرسم علامة استغرابٍ جادَّة على وجهه وهو يمسك بقلمي قائلاً: «هذا قلمي.. وش جابه هنا» ثم التفت إلى من حوله ليعلمهم أنه لا يرتاح إلى الكتابة بالأقلام الفاخرة وأنَّ مثل ذلك القلم البسيط هو ما يستخدمه في مكتبه. تشرَّفت النُّسخة بتوقيعه.. وأعاد القلم مع ابتسامةٍ بهيَّة. في توقيع ميزانيَّة الخير لهذا العام لفت انتباهي ذلك القلم.. البسيط. وقَّع به حفظه الله أكبر ميزانيَّة في تاريخ المملكة. المهمُّ ليس القلم.. وإنَّما الكفُّ التي تكتب.. بعد مناسبة التدشين قلت للأمير (الملك) سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله: إذا ما الدَّهْرُ.. قد ألقى بِكَلْكَلِهِ وحانَتْ دَوْرةُ الأزْمانْ بَدَتْ بَوَّابَةُ الآمالِ مُشْرِقَةً بَدا سلمانْ قويَّاً مثلَ نبضِ الأمسِ.. عُلويَّاً كَصوتِ الآنْ يَشُدُّ بِكَفِّهِ اليُمنى على المجدِ الذي يبْقى بِقبْضتهِ رفيعَ الشان فنَعْلو حَيْثُما يَرْضى ونَرْضى حَيْثُما قد كان لَهُ نمتدُّ أَذرِعةً بِهِ نشتدُّ أشرِعةً ووَعداً صيَّب الإيمان رعاكَ اللهُ.. محميَّاً بِروْعةِ أحْرُفِ القُرآن أيا رجُلاً تمثَّل واثقاً وطناً بمثلِكَ تزدهي الأوطان. ** **