احتفالاً ب«اليوم العالمي للغة العربية»، الذي تم تحديده بهذا اليوم من كل عام، يقيم (مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية)، العديد من البرامج والفعاليات، بالشراكة مع جهات عدة ثقافية وأدبية، إلى جانب ما ستشهده مختلف مناطق المملكة ابتداء من اليوم، وذلك بإطلاق برامج متنوعة تستهدف شرائح المجتمع كافة عبر المؤسسات التعليمة والأكاديمية والثقافية في المملكة، إلى جانب ما يقوم به عدد من جهات رسمية، وقطاعات حكومية من الملحقيات الثقافية خارج المملكة، وما يصحب هذا الاحتفاء من حراك خليجي وعربي وعالمي، إذ يأتي الاحتفال باللغة العربية في هذا اليوم، انطلاقًا من جملة من الأهداف التي يأتي في مقدمتها: * إثارة الانتباه لليوم العالمي للغة العربية. * الإسهام في بعث الاهتمام باللغة العربية. * توفير الخدمات النوعية للأفراد والمؤسسات في مجال تمكين اللغة العربية. * أداء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، جزء من رسالته احتفاء بهذا اليوم العالمي. * إطلاق مشروعات نوعية خادمة للغة العربية. * استثمار الإمكانات المتاحة كاملة في خدمة اللغة العربية. * تحفيز المؤسسات في القطاعين الحكومي والأهلي، الداخلي والدولي لخدمة اللغة العربية، والاحتفاء بها، وتعزيز حضورها. * حيث يتم تحقيق هذه الأهداف من خلال قنوات احتفائية «عملية» مختلفة، تشمل المسارات التالية: - الندوات والملتقيات. - المعارض. - المسابقات الإثرائية. - المطبوعات وإصدار الكتب. - الشراكات محليًا، ودوليًا. العربية حول العالم يأتي الاحتفال بهذا اليوم العالمي للغتنا العربية، بعد أن أصبحت ضمن ست لغات معتمدة لدى منظمة «اليونسكو» التي يأتي إلى جانبها: الروسية، الإنجليزية، الإسبانية، والصينية، الفرنسية؛ لكون العربية أكثر لغات المجموعة السامية من حيث المتحدثينَ، وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، إذ يتحدث بها أكثر من 422 مليون نسمة، بوصفها لغة الأمتين الإسلامية والعربية، فهي لغة القرآن الكريم، حيث أصبحت منذ عهد صدر العصر الإسلامي وهي لغة سائدة بعد انتشار الإسلام، ما زاد في عمق مكانة اللغة العربية، التي أصبحت خلال العصور الإسلامية لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في البلدان التي حكمها المسلمون، وأثرت العربية، ما جعلها ذات تأثير مباشر أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والكردية والأوردية، والفارسية، والماليزية، والألبانية، الإندونيسية، وغيرها من اللغات الإفريقية الأخرى، كلغة الهاوسا، واللغة السواحلية، إلى جانب وضوح تأثيرها الذي لا يزال ماثلا في مفردات اللغات الأوروبية، كالإسبانية والصقلية، والبرتغالية، إضافة إلى المقومات والمقاييس المعيارية لها لدى منظمة «اليونسكو». جهود المملكة العالمية لا تزال المملكة أبرز الداعمين للغة العربية عالمياً، عبر مسارات عدة مؤسسية وبحثية وبرامجية، وفي مقدمتها «اليونسكو» إذ قدمت قيادة المملكة ولا تزال تقدم مختلف أشكال الدعم السخي لهذه المنظمة، إيمانًا منها برسالتها تجاه لغة القرآن، التي تعد هوية المسلمين الثقافية والفكرية والمعرفية والعلمية، إلى جانب ذلك يأتي «برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية» في منظمة اليونسكو، أحد الشواهد (النوعية) لدعم لغة الضاد في المنظمة، الذي بدأ داعما منذ 2007م، مقدمًا العديد من التبرعات لدعم برنامج الأمير سلطان -رحمه الله- لدعم اللغة العربية؛ ما جعل من جهود المملكة في العديد من المناسبات محل إشادة مديري المنظمة، إذ وصفت المديرة السابقة للمنظمة (إيرينا بوكوفا)، في العديد من اللقاءات، جهود المملكة ب«الجبارة والمثمرة»، قائلة: إن المملكة العربية السعودية دولة رائدة، ولها ثقل دولي كبير بوصفها رمزًا العالم الإسلامي»، ما يجعل دعم المملكة متواصلاً للمنظمة، ولمديرتها الجديدة (أودري أزولاي)، خدمة للغة الضاد، إضافة إلى إسهامات المملكة الدولية من خلال: إنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، وإنشاء العديد من كراسي اللغة العربية والثقافة الإسلامية في جامعات حول العالم، إلى جانب معاهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وإنشاء المراكز الإسلامية في العديد من دول العالم، إضافة إلى الجوائز التي تعنى بالعربية وآدابها. «التقنيات» محور تحديات تواجه اللغة العربية إقليميًا ودوليًا تحديات كثيرة يأتي في مقدمتها: غياب سياسات حكومية عربية متكاملة لتطويرها، إلى جانب ضعف البحث العلمي بشكل عام في علومها كاللسانيات والتواصل، ومزاحمتها من قبل العديد من اللغات المدعوة باقتصاديات السوق العالمي، إضافة إلى ما تواجهه لغة الضاد من تحديات تعيق ازدهارها عبر التكنولوجيا، في ظل ضعف حركة الترجمة، وتحديات تواجهها عبر «الرقمنة» التي يأتي في سياقها المحور الرئيس للاحتفال بالعربية في يومها العالمي، الذي تتفرع منه العديد من البرامج والفعاليات، محلياً وعربياً، وعالمياً، ما يستدعي في هذا السياق -أيضًا- ضمن محور هذا العام مناقشة إخفاق العديد من الدول العربية في توحيد المصطلح، وتراجع الجهود المؤسسية العربية، إلى جانب غياب أخرى في التصدي لجانب من هذه التحديات.