انصبت دراستي في السرد على الرواية تحديداً، ولما بدأت تدريس مادة النثر الحديث، وولجت للقصة القصيرة، وعرجت عليها في بلادنا، ومن خلال رائدها الأستاذ: أحمد السباعي –رحمه الله– في مجموعته (خالتي كدرجان)، وقصة «خالتي كدرجان» تحديداً، توقعت أن تسألني الطالبات ما معنى «كدرجان»؟ الذي يخبر السباعي في أول سطر في القصة إنه ليس اسمها: «لم يكن اسمها «كدرجان»، ولكنه لقب سترثي لها إذا عرفت كيف غلب عليها وأصبحت لا تُنادى إلاَّ به». فما معنى «كدرجان»؟ بدأت بالبحث على النت متوقعة أن أجد الإجابة بضغطة زر، لكن قوقل لا يعرف كدرجان!!، فرجعت لمكتبتي أنبش في مراجعي وبين كتبي، فوجدت رسالة ماجستير عن أعمال السباعي -من ضمن كتب زوجي التي استوليت عليها-، للباحث: سعيد الجعيدي. اطلعت عليها فوجدته يشرح المعنى في هامش صفحة 335 ب»الدرجان مشية الشيخ والصبي»!!، إذن هو يجعل الكاف في البداية للتشبيه؟!. لم يقنعني الاستنتاج، ورجحت أنها كلمة شعبية، فأخذت أسأل أمي ومن تعرف من كبيرات السن في مكة، فلم أجد من يعرف «كدرجان»!!، فتوجهت للدكتور: منصور الحازمي الذي رجح أن يكون لخفة ظل أهل مكة علاقة بمعنى الكلمة، وسألت أستاذي الدكتور: صالح بدوي الذي رأى أنها لفظة شعبية ربما اندثرت!، وسألت الدكتور أسامة السباعي، فقال إنه لم يخطر بباله أن يسأل والده يوماً عن معنى «كدرجان»!!، ووعدني بالبحث عن المعنى. وتوجهت بالسؤال للدكتور: حسن النعمي الذي رجح أن يكون مجرد اسم، وسألت الأستاذ القدير حسين بافقيه، فرجح أن يكون الأستاذ أحمد السباعي قد اخترع الاسم على وزن مرجان وكهرمان!، وما زال البحث مستمراً عن معنى «كدرجان»، وعلى من يعرفه أن يرشدنا إليه مأجوراً مشكوراً. ملاحظات: * ربما تكثر الدراسات عن القصة القصيرة، لكن قصتنا في بلادنا ما زالت في حاجة للمزيد والمزيد من الدراسات والتنقيب. * تمنيت لو تضبط بالشكل الكلمات العامية والشعبية في النصوص القصصية والروائية، حتى يتسنى لنا نطقها وحفظها بشكلها السليم. ** **