ليست المرة الأولى التي يُصدر فيها - وزير الخارجية الألماني - زيغمار غابرييل، اتهاماته لانتقاد السعودية، - بدءاً - بدفاعه المستميت عن دولة قطر ضد الدول الداعمة لمنع الإرهاب «المملكة، والإمارات، والبحرين، ومصر»، - ومروراً - بالحديث عن شأن المطالبة بوقف تمويل الإرهاب في المنطقة؛ وليؤكّد أن: «من العدل أن يشمل ذلك السعودية - أيضاً -»، - وانتهاءً - بما أثاره من جدل واسع حول تصريحاته الأخيرة التي اتهم فيها المملكة باحتجاز - رئيس الوزراء اللبناني المستقيل - سعد الدين الحريري، وتصريحه مع - نظيره اللبناني - جبران باسيل في برلين - قبل أيام -، بأن: «هناك إشارة مشتركة من جانب أوروبا، بأن روح المغامرة التي تتسع هناك منذ عدة أشهر لن تكون مقبولة، ولن نسكت عنها»، موجهاً اتهامه المشين تجاه السعودية. آراؤه الشاذة، ومواقفه المتناقضة، والتي تدعم رفع المصالح القومية على حساب مصالح النظام الدولي، وتبدو الازدواجية في التعامل مع طرف ضد آخر، تظهر جلياً من الاتفاق النووي الإيراني، واستماتته في الدفاع عنه، ومهاجمة كل من يعارضه، - وكذلك - هجومه الذي لا يهدأ ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفي سياق لا يختلف عن مفردات التناقض، - خصوصاً - عندما عبّر عن زيارة ترامب الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية، والحديث عن تحالف إسلامي - أمريكي، وكيف كان محط انتقاد في ثنايا تصريحاته، إذ أشار غابرييل إلى أنّ: «اختيار ترامب للسعودية؛ ليفتتح بها أول جولة خارجية له، يضع علامة خطيرة حول سياسته، والذي تجاوز حدود ما يمكن تحمّله». هذه التصريحات العشوائية المبنية على معلومات مغلوطة، تعتبرها المملكة بأنها لا تدعم الاستقرار في المنطقة، وأنها لا تمثّل موقف الحكومة الألمانية الصديقة، والتي تعدها حكومة المملكة شريكاً موثوقاً في الحرب على الإرهاب، والتطرف، وفي السعي؛ لتأمين الأمن، والاستقرار في المنطقة. وهي - بلا شك - تندرج وفق التدبير الأول الملموس؛ لإعادة النظر في هكذا تصريحات غير مسؤولة. في ظل كل المتغيّرات الحادثة على الساحة الدولية، وفي ظل سياسة فريدة من العمل الدبلوماسي، والسياسة المتزنة التي تغلب مصالح الشعوب، فإن التفاهم المشترك بين المملكة العربية السعودية، ودول العالم سيتواصل، وسيتطور إلى مراحل متقدّمة، دعمتها الشراكات الدولية؛ من أجل تعزيز الأمن، والسلم الدولي، وتعزيز النمو الاقتصادي العالمي، واستدامته، وحض المجتمع الدولي على التصدي للإرهاب، والوقوف مع جميع الدول المحبة للسلام في محاربته، والعمل على القضاء عليه، واستئصاله من جذوره، وذلك انطلاقاً من رسم قواعد ثابتة من التعاون القادم؛ لمواجهة متغيّرات - الحال والمستقبل -.