من ينظر لمجتمعنا يجده مجتمعاً عقلانياً متفاعلاً مع الأحداث الوطنية، والإقليمية والدولية، وتجد لديه وعياً خاصاً وتقديراً للمسؤولية، ورغبة في التطوير والإصلاح، ومنذ أن أطلق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - رؤية السعودية 2030م، وهناك حوار داخلي دائم رغبةً في الفهم، وتفهم السياسات والإجراءات التي تهدف بالمحصلة إلى مصلحة بلادنا ومواطنينا. وعليه كان للمجالس، والندوات الأدبية والعلمية والفكرية، دور كبير في بلادنا وهي تناقش بعضاً من قضايانا الاجتماعية والتنموية والاقتصادية في أكثر من لقاء بعد أن كانت هذه المجالس محدودة، ومقصورة على فئة معينة من الناس، ومن أشهر هذه المجالس، والندوات الثقافية ثلاثية أحمد بن بندر السديري. وهي ثلاثية تربوية وعلمية وأدبية واقتصادية، يلقي فيها الأكاديميين وأصحاب الخبرة والفكر محاضرات ثقافية وعلمية تعين الشباب على توسيع مداركهم، وصقل مواهبهم، وترعاهم وتقيهم من السلوك، السيئ، كما أن هذه الندوة التربوية تشغل الشباب، وتبعدهم عن الضياع الفكري وأوقات الفراغ، وتمنحهم الأفق الواسع، وتساعدهم في الوصل للهدف المنشود ليفيدوا به أسرهم ومجتمعهم ووطنهم. فثلاثية أحمد بن بندر السديري تجاوز عمرها ثلاثين عاماً، وتقدِّم العلم والمعرفة بأفكار نيِّرة وراقية للجميع من خلال تقديم المحاضرات المتنوِّعة كل ثلاثاء في منزله العامر، والتي يقدِّمها كوكبة من المثقفين وأصحاب المعرفة، والخبرة في العمل الدعوي والخيري والإنساني وعلوم الشريعة والتربية والثقافة، والأدب والإعلام، والقانون والتعاملات المالية والتجارية والعقارية والاقتصادية. وعميدها أحمد بن بندر السديري يقودها بكل اقتدار، ويفتح قلبه وبيته كل ثلاثاء من كل أسبوع للمثقفين ورجال الأعمال والإعلاميين وعامة المواطنين في ثلاثيته الراقية والغنية بالثقافة والمعرفة، والتي يناقش فيها قضايا المجتمع، وشؤون الشباب السعودي، حيث تكون المناقشات في كافة شؤون الأدب والعلم والمعرفة، والتجارة والاقتصاد، ومن ميزات هذه اللقاءات غياب الفوارق الاجتماعية والوظيفية بين المجتمعين، وظهور روح الانسجام والتوافق بينهم. وهناك حوارات ومناقشات تتم في الثلاثية لما يستجد في الساحة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وقد يقرأ بها قصائد أو مقالات أو استثمار وغيرها من المواضيع الأخرى، ولا شك أن مثل هذه الملتقيات والندوات لها دور حيوي في تواصل المهتمين ومحاورتهم فيما يستجد من أحداث وموضوعات ثقافية وتربوية واجتماعية وسياسية واقتصادية وغيرها، وتعد الثلاثية تجربة ثرية ورافداً أدبياً مهماً للمؤسسات الرسمية كالأندية الأدبية، ومؤسسات المجتمع المدني، والجمعيات التعاونية والخيرية. وثلاثية أحمد بن بندر السديري تهدف إلى إثراء الحركة الفكرية، والثقافية والاقتصادية، وتعتبر دعماً لشباب المجتمع، والوطن والجمعيات التعاونية والأهلية، وتطوير البرامج والفعاليات، والأنشطة التنموية لكي تلعب دوراً أساسياً في تطوير العمليات المعرفية والتثقيفية، ونشر الوعي العلمي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، وإبراز مواهب الشباب باتباع ثقافة الإبداع والمهنية، ودعم مواهبهم لأنهم أساس التنمية الوطنية. كما أنها تجسد العمل الفكري والثقافي النبيل، وتعمق البعد الإنساني الوطني، وتفعل المسؤولية الاجتماعية، وهذه الأعمال تُعَدُّ ثمرة جهد كبير لأحمد بن بندر السديري صاحب الخلق الرفيع، والشخصية الفذة، وكرم الضيافة، لقد سعدنا بحضور الثلاثية، الذي أثلج صدورنا وهو بلا شك جهد عظيم يستحق عليه الشكر، والشكر موصول لكل من حضر وشارك في إخراج هذه الثلاثية بهذا المستوى المشرِّف والرائع.