(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) أنت خلقتنا ولك محيانا وإليك مماتنا لا راد لقضائك يا رب العالمين.. انتقل ألى رحمه الله الأستاذ صالح عبد العزيز محمد العبيكان يوم الجمعة الموافق 16-1-1439ه، وصلِّي عليه بعد صلاة الجمعة في مسجد الملك خالد بأم الحمام بالرياض ودُفن في مقبرة الدرعية بالرياض بعد معاناة طويلة مع المرض، نسأل الله تعالى أن يكون له تكفيراً وطهوراً ونوراً يوم القيامة، وإنّ القلب ليحزن والعين لتدمع والفؤاد يتفطر على فقده. كان العزيز الغالي وفياً مخلصاً. كان وفياً أميناً حنوناً بشوشاً كريماً لمن يأتي إليه، عاش حياته في بيت صلاح وتقى وعبادة وكرم وكان إنساناً متواضعاً لطيفاً، ابناً وأخاً للكبير وأباً للصغير. صديق للجميع طيب المعشر، لا يمل مجلسه وحديثه، بيته مفتوح للجميع من حبه للناس وحب الناس له.. يتألم لما يؤلم الناس ويفرح لهم بما يفرحهم، محل ثقة وتقدير من الجميع ومن يعرفونه، كان ينصح بنصح المحب ومحبة الناصح. وهو الرجل الذي أود أن أسطِّر بعض كلمات الوفاء والعرفان بحقه ولا أظنها ستفي فهي ليست إلا جهد المقل، إنه ذلك الرجل الذي عرفته دائماً حكيماً كبير الهمة صريحاً صدوقاً لم تغيره الأيام والليالي ولم تنل من همته السنون، بل هو في الواقع من زيّنها بعطائه وحكمته ووفائه وتفانيه وإخلاصه وبشاشته، إنه الرجل الذي أجزم أنّ كل من عرفه - حتى ولو لبعض الوقت - يتفق معي أنه قد تملّك فيه جانباً من مودة خالصة وإعجاباً عميقاً، بالطبع كثيرون هم أولئك الرجال الذين نلتقيهم في مراحل حياتنا، ولكنْ قليلون هم أولئك الذين يتركون في أنفسنا أثر الوفاء العميق، بحيث يبقى وجودهم فينا راسخاً نتعايش معهم في تجاربهم وحكمتهم ورؤيتهم ومحبتهم، نعزّي فيه أنفسنا ومن فقده ممن أحبوه وأحبهم، كما لا يفوتني أن أخصّ بالعزاء والمواساة والدته وزوجته وأبناءه وإخوانه الأستاذ فهد والأستاذ عبد الرحمن والأستاذ سعود والأستاذ عبد الله وأخته وجميع أسرة آل العبيكان، وجميع محبيه وأصدقائه وزملائه وأقاربه وجيرانه، وأسأل الله أن يلهم الجميع الصبر والسلوان، رحمه الله رحمة واسعة ورفع درجاته يوم يلقى ربه وأسكنه فسيح جناته ويعوّض الجميع خيراً .. آمين. فإنّ القلب ليحزن وإنّ العين لتدمع ولا نقول إلاّ ما يرضي ربنا.. وإنّا على فراقك يا صالح لمحزونون.. لله ما أخذ ولله ما أعطى ولا حول ولا قوة إلاّ بالله. ** **