انتقل إلى رحمة الله محمد بن سعد الرويتع يوم الخميس الموافق 6-2-1439ه وصُلي عليه بعد صلاة العصر يوم الجمعة الموافق 7-2-1439ه في مسجد الملك خالد بأم الحمام بالرياض، ودُفن في مقبرة شمال الرياض بعد معاناة طويلة مع المرض، نسأل الله تعالى أن يكون له تكفيراً وطهوراً ونوراً يوم القيامة. وإن القلب ليحزن والعين لتدمع والفؤاد يتفطر على فقده، كان العزيز الغالي وفياً مخلصاً، كان وفياً أميناً حنوناً بشوشاً كريماً لمن يأتي إليه، عاش حياته في بيت صلاح وتقى وعبادة وكرم وكان إنساناً متواضعاً لطيفاً، ابناً وأخا للكبير وأبا للصغير، صديقاً للجميع طيب المعشر، لا يمل مجلسه وحديثه، بيته مفتوح للجميع من حبه للناس وحب الناس له.. يتألم لما يؤلم الناس ويفرح لهم بما يفرحهم، محل ثقة وتقدير من الجميع ومن يعرفونه، كان ينصح بنصح المحب ومحبة الناصح. وهو الرجل الذي أود أن أسطر بعض كلمات الوفاء والعرفان بحقه ولا أظنها ستفي فهي ليست إلا جهد المقل، إنه ذلك الرجل الذي عرفته دائماً حكيماً كبير الهمة صريحاً صدوقاً لم تغيره الأيام والليالي ولم تنل من همته السنون، بل هو في الواقع من زينها بعطائه وحكمته ووفائه وتفانيه وإخلاصه وبشاشته، إنه الرجل الذي أجزم أن كل من عرفه - حتى ولو لبعض الوقت - يتفق معي أنه قد تملك فيه جانباً من مودة خالصة وإعجاب عميق، بالطبع كثير هم أولئك الرجال الذين نلتقيهم في مراحل حياتنا ولكنْ قليل هم أولئك الذين يتركون في أنفسنا أثر الوفاء العميق بحيث يبقى وجودهم فيناً راسخاً نتعايش معهم في تجاربهم وحكمتهم ورؤيتهم ومحبتهم نعزي فيه أنفسنا ومن فقده ممن أحبوه وأحبهم، كما لا يفوتني أن أخص بالعزاء والمواساة ابنه سعد وعائلته وجميع أفراد أسرة آل الرويتع وجميع محبيه وأصدقائه وزملائه وأقاربه وجيرانه وأسأل الله أن يلهم الجميع الصبر والسلوان، رحمه الله رحمة واسعة ورفع درجاته يوم يلقى ربه وأسكنه فسيح جناته ويعوض الجميع خيراً.. آمين. {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي}. فإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. وإنا على فراقك يا أبا سعد لمحزونون، لله ما أخذ ولله ما أعطى، ولا حول ولا قوة إلا بالله، {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}. ** **