لفقيد العلم والعلماء الشيخ صالح بن غانم السدلان -رحمه الله- الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية و(وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي) مكانة أن تجشّم الملك سلمان لتعزية الأسرة ولا عجب. فقائد المسيرة بالأمس (القريب) أصدر أمره الكريم بإنشاء «مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف بالمدينة المنورة». ولا غرو و(نحن بهذا العصر بأمس الحاجة إلى مثل هذا... ولا سيما ونحن نشاهد خللاً في التعامل مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع سنته وهديه، بلغ أن تجاسر من ضعف عقله وعلمه ودينه على مقامه العلي، وتطاول على سنته...) إلخ. أن (أشرف علوم الدنيا الطب وأشرف علوم الآخرة الفقه) ولا غرابة، وهو مرفود بقوله صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيراً يفقهه بالدين) وأبشر يا فقيدنا أننا نحسبك من أولئكم.. ولعلي هنا أسوق ما كان يعتمده - رحمه الله - (أقصد في نهجه الفقهي مع ولاة الأمر).. وهنا لا بد من تقعيد.. نضع به حسباننا أن الأمور الخلافية مرد القطع فيها إلى الحاكم (فما يختار من أحد قولي العلماء له أن يلزم به الأمة) وهذا بالطبع وفق ما يرى (مما تقتضيه المصلحة العامة) وكذلك أن الطاعة للحاكم بغير ما حرّم الله هي طاعة تعبدية (يرجى مثوبتها عند الله) وأن الحفاظ على بيضة الأمة أولى من شقاق ظاهر يدفع إلى فتنة قد تعم تبعاتها الأمة، ويطم فداحة ما تجلبه من غمّة وعلى هذا بنى الخليفة عثمان رضي الله عنه (أن الله يزع - يردع- بالسلطان ما لا يزع بالقرآن) .. وهذا أمير الرياض يقدم ركب من صلوا عليه، هل من جديد؟ لا.. فقد كان: (السدلان) فقيد العلم، بل لا غرابة على هذا (أي أن يلقى من قيادتنا قدرهُ) وأكثر/ ففي لفتة أبوية حانية تجشّم الملك سلمان وقدِم ليقّدم العزاء به - وليس ذاك بكثير على قائد المسيرة الذي عُرف عنه تقديره لأهل العلم خاصة وقامات البلد بعامة فلا أنس سلفاً يوم صلينا على الشيخ صالح بن علي بن غصون بُعيد عيد الحج 1419 تحديداً 17-12 وذلك بجامع الراجحي القديم.. وكان الملك يومها (أميراً) على الرياض في مقدمة الذين تصدّروا المشهد من وجاهة الحضور وثلة من كبار العلماء يقدمهم فقيدنا الكبير ابن باز - رحمه الله -. كهذا الذي يجعلنا نفاخر ببلدنا لما للعلماء عندها من مزية لا تضاهى ولا تضام قدرها في كنفهم بخاصة من قدروا ل«ولي الأمر» قدره الشرعي.. أقول ما أقول وأنا الملوم بالتقصير فمدادي معذور لأن المفقود مثله والذي يكتب مثلي..! ومن ثمّ فإن للغتي وهي تفتقد أبجديات الكلمات التي توازي، بل إنها لتفرّ من بين أناملي العبارات ويهرب عن ملكتي الصياغة التي عهدتها وما كانت علي عصيّة يا أيها الراحل خانتني في يوم ( فقيدنا) فخجلت أن تأتي ولا تلبي حاجة في نفسي عساي أن أقضيها، أو أن لا توازي إزاء ما تملي.. قدرك! فاستبدلت مهجتي العبرات وسكب أنيني الزفرات.. بالشيخ صالح فما لي اليوم! عدا بضع من التنهيدات هي بقايا ما في كوبي ولا تفي ب(بعض) مطلوبي فإن كل تلكم (ما تقدم) لا تعدو كلمات في تأبين صاحب القلب الوارف الظل لمن تفيأ «أبا محمد» كم كان له قدر كبير وأثر زخم.. في حياتي.. ** **