استبشر أبناء الشعب العراقي بكل أطيافه بتنامي العلاقات المتأصلة بين العراق المملكة العربية السعودية، التي وصفها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بقوله -حفظه الله-: (إن ما يربط السعودية بالعراق ليس مجرد الجوار والمصالح المشتركة، وإنما أواصر الأخوة والدم والتاريخ والمصير الواحد)، وتطلع خادم الحرمين إلى مستقبل العلاقات المشتركة بين الشعبين الشقيقين العراقي والسعودي، قائلاً -حفظه الله ونصره-: (أتطلع أن تسهم اجتماعات مجلس التنسيق السعودي العراقي في المضي إلى آفاق أوسع وأرحب). وأضاف -حفظه الله- موجهاً بقوله (إن الإمكانات الكبيرة المتاحة تضعنا أمام فرصة نادرة لبناء شراكة فاعلة لتحقيق تطلعاتنا المشتركة).. بهذا الإيجاز السامي لخص -حفظه الله- محيط العلاقات التاريخية والتطلعات المستقبلية للعلاقات الأخوية المنتظرة بين الشعبين الشقيقين العراقي والسعودي في محيط البيت العربي. وتتزامن زيارة الرئيس العبادي مع تغلب الجيش العراقي الباسل ومعه كل الخيرين من أبناء الشعب العراقي في دحر العصابات الإرهابية المجرمة وتجفيف مستنقعات تمويلهم وحواضنهم المساعدة في الوطن العراقي الشقيق، ويحمل كل مواطن عربي وعراقي مشاعر الشكر والتقدير للإجراءات الحكيمة للقائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي الذي استطاع بحكمته وإخلاصه وصبره أمام الشدائد أن يحقق النصر على مصادر الشر والإرهاب الذي جلبته عصابات داعش ومن فتح لها بوابة المنطقة الغربية من العراق الحبيب ليسهل دخول عناصر الشر والإجرام الداعشي لتدمر وتحرق وتغتال أبناء الأنبار وصلاح الدين والموصل الحدباء، ونحن نأمل بكشف الحقائق وكشف الستار على مصدر الإجرام والفساد في (بعض) عناصر الحكم السابقين الفاسدين في العملية السياسية التي أدت بأخطائهم المتعمدة للفساد الإداري والمالي وإزهاق الأرواح البريئة وتدمير معظم مظاهر الحياة في المنطقة الغربية المنكوبة. المشهد السياسي العراقي مر بمراحل صعبة ومصيرية منذ الغزو الأنكلو أمريكي عام 2003م، ويعيش الآن بظروف اقتصادية حرجة نتيجة تحمله واجب محاربة الإرهاب الداعشي المجرم الذي أدى إلى امتصاص كل موارد الدولة في تجهيز الجيش وإمداده بالمعدات الحربية والمؤن، وهي كلفة عالية، وبعد انتصاره على الإرهاب ودحره في كل أماكن تجمعاته في غرب العراق التي حولتها الحروب القاسية إلى مناطق منكوبة مدمرة، مما يستوجب إعادة تعميرها بكلف عالية لا يستوعبها حجم الميزانية العراقية، ويتطلع الشعب العربي في المدن المنكوبة للمساهمة العربية في إعادة إعمار الأنبار وصلاح الدين وأم الربيعين الموصل، وأتمنى على الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي العربي المشاركة في صندوق عربي لإعادة تعمير ما دمره الإرهاب في المدن العراقية التي ابتلت بظلم وجنون الإرهاب. عهد حكومة العبادي وبإسناد كل القوى الدينية والسياسية المؤثرة في الشارع العراقي، (قد) يتمكن من نقل العراق العربي من التخلص من كل نفوذ إقليمي ودولي، باتباع استراتيجية متوازنة لسياسته الخارجية تستهدف بالدرجة الأولى مصالح العراق العليا أولاً، والملاحظ أن العراق -وللأسف الشديد- عاش لأكثر من عقد ونصف دون استراتيجية وخطط سياسية واقتصادية، لذلك جاءت هذه النتائج السلبية بكل النواحي مصحوبة بفوضى أمنية مستمرة! وقد تكون تباشير زيارة العبادي الثانية لرياض العروبة والخير إعادة العراق لسكته العربية الصحيحة ورسم علاقات متوازنة في محيطه الإقليمي والدولي وترسم خطة طريق حسب إستراتيجية ناجحة تؤهله للوصول إلى بر الأمن الأمان والاستقرار، ويعود عراق العروبة لبيته الذي اشتاق لضيافته الأصيلة بكل حضارته الموروثة لأكثر من سبعة قرون من التاريخ الزاهر والحاضر المنتظر الواعد بالخير والسلام.