فاصلة: «لا يجب أن تتحول الوسيلة الإعلامية لبوق دعائي أو أن تصبح الوسيلة هي الرسالة» - مارشال ماكلوهان - بت على يقين أن المعلومات التي يعرفها العالم من حولنا عن المرأة السعودية مشوشة وناقصة وسلبية أيضًا، لم يتولد هذا اليقين فجأة بل بنيته عبر سنوات طويلة خلال بحثي في الدكتوراه وحصر ما يكتب عن المرأة السعودية في بعض الصحف الغربية والعربية، أو كصحفية في متابعتي للتقارير الصحفية التي تنشرها القنوات الفضائية على مختلف توجهاتها وجنسيات ملاّكها. ليس جديدًا أن تكون صورة المرأة العربية في الإعلام العربي نمطية لكن المثير للبحث أن تظل صورة المرأة السعودية في قالب المرأة المقموعة والمغلوب على أمرها بينما يشهد مجتمعنا توجهًا إصلاحيًا تجاه قضايا المرأة منذ أكثر من عقد وقد وصل إلى خطوات متقدمة منذ انطلق بنا أميرنا الشاب محمد بن سلمان مهندس رؤية 2030 فيما يخص تمكين المرأة إلى طريق واضح الخطى ومدروس. ليس من المهم أن نتساءل لماذا لا يركز الإعلام الغربي وبعض الإعلام العربي على التغيير الذي نشهده في مجتمعنا باتجاه تمكين المرأة لأن الإعلام رهين رغبات الجمهور بما يثيره ويلفت نظره تجاه ثقافة مجتمع محافظ. لكن الواقع يشهد أن هذا المجتمع منفتح في قابليته للتغيير والتطوير ومن هنا جاءت أهمية أن نهتم بإعلامنا كأداة متطورة لتشكيل الصورة الذهنية عنا، وأن ندرك أننا مسؤولون عن هذه الصورة النمطية ليس فقط كإعلاميين بل كمواطنين ذلك لأن الإعلام الجديد جعل من كل فرد لديه جهاز حاسب آلي أو جهاز محمول صحفي ينشر الأخبار. والخطورة هنا أنه كمواطن ربما لا يدرك خطورة انتشار مقطع فيديو عن سلوك خاطئ في مجتمعنا لا يعدو كونه تصرفًا فرديًا. ومن خلال قنوات الإعلام الجديد خاصة برنامج «الواتس اب» الذي تكثر فيه المجموعات التي تضم أعضاء من مختلف البلاد العربية. يرسل البعض الفيديوهات التي لا تعدو كونها أخبارًا لم تكن تنشر إلا في الصحافة الصفراء، دون أي إدراك لمسؤليته تجاه تعامل المجتمع مع المرأة في بلده. فقط لو نسأل أنفسنا قبل إعادة إرسال أي رسالة عبر «الواتس اب» أو إعادة تغريد أي تغريدة عبر «تويتر» ما تأثير هذه الرسالة على مستقبلِيها وما هي الرسالة التي تحملها؟ حينها سنكون صافحنا الوطن بيد تشد من عزمه للتطور.