أزاح قطع العلاقات مع قطر الستار عن كنز من المعلومات التي كانت مستترة عن دور قطر التخريبي في اليمن منذ سنوات طويلة وتشعب علاقات الدوحة بين الأطراف اليمنية، فالقطريون كانوا أول من شرعَن للحوثيين حضورهم السياسي بعد وساطة أمير قطر السابق حمد بن خليفة في العام 2004م، كما أنّ الدعم القطري لم يتوقف يوماً تجاه جماعة الإخوان المسلمين في اليمن وحظيت المؤسسات التابعة لجماعة الإخوان برعاية قطرية كجامعة الإيمان التي كشف في داخلها مخازن أسلحة متوسطة وخفيفة أثناء سقوط صنعاء في 2014م. ليس بالجديد كل ما سبق حول دعم قطر لجماعات الإسلام السياسي في اليمن، فهذا الدعم يأتي في إطار مفهوم زعزعة استقرار اليمن وتهديد الحدود السعودية ضمن الاستراتيجية الإيرانية، وهذا الدعم النشط والعلاقات الوثيقة بين هذه الكيانات والدوحة لعب في تأليب الشارع اليمني فعلاً مؤثراً، من خلال وسائل الإعلام التي يسيطر عليها كوادر حزب التجمع اليمني للإصلاح بشكل واسع، وليس فقط على مستوى الإعلام المحلي في اليمن، بل حتى على الصعيد الإقليمي، فلقد وصلت هذه الكوادر إلى العديد من المؤسسات الإعلامية العربية وسيطرت هذه الكوادر على خطاب يضمن لجماعة الإخوان حضورهم المؤثر باستمرار في كل المراحل السياسية التي مرت فيها اليمن. توكل كرمان وبعد قطع علاقات السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر، لعبت دور رأس الحربة في الحملة على التحالف العربي، بدأت حملتها المضللة من خلال تقرير منظمة سام للحقوق والحريات الممول من الاستخبارات القطرية، وتضمّن التقرير معلومات مغلوطة حول وجود سجون سرية في عدن والمُكلا، وتم الرد على ذلك التقرير عبر اللجنة الوطنية التابعة للشرعية وفنّدت كافة المغالطات، غير أنّ قناة الجزيرة لم توقف حملة التشويه للتحالف العربي عبر استضافتها العديد من كوادر حزب الإصلاح في تركيا الذين استمروا في تضليل الرأي العام. تتخذ توكل كرمان من تُركيا مقراً لها، وتمتلك مؤسسة إعلامية ضخمة تحت مؤسسة بلقيس الإعلامية، ولها عقارات في أنقرة واسطنبول وأزمير تملكتها توكل كرمان عبر دفعات مالية تسلّمتها من قطر وكانت الدفعة الأولى بمبلغ (20 مليون دولار)، مؤخراً جندت توكل كرمان عدداً من الإعلاميين لمهاجمة دور الإمارات في اليمن، وانطلق خطاب معادٍ للإماراتيين بشكل واسع، وبثت في إطار الحملة قنوات (الجزيرة وبلقيس ويمن شباب) سلسلة تقارير مغلوطة هدفها الإساءة لدور الإمارات في اليمن. ومع انعقاد دورة مجلس حقوق الإنسان في الدورة السادسة والثلاثين، انضمت حمالة الحطب كرمان إلى الحملة ضد التحالف العربي ووجهت سهامها على السعودية بشكل مباشر، ومن خلال الرصد والمتابعة لهذا التحول، فلم تنشط توكل كرمان بشكل منفرد بل إنّ مجاميع واسعة تحركت معها خاصة في هجومها على السعودية وبث تقارير مطولة حول إدعاءات أبطلتها اللجنة الوطنية المشكّلة من الرئاسة اليمنية. طعنات توكل كرمان للتحالف العربي تؤكد مُجدداً أنّ جماعة الإخوان المسلمين مازالت متغلغلة في مؤسسات الشرعية التي عليها أن تعلن حظر هذه الجماعة واعتبارها جماعة إرهابية، للانسجام مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب السعودية ومصر والإمارات والبحرين، فهذه الخطوة هي واحدة من خطوات استعادة الشرعية، فلا يمكن الإبقاء على الإخوان والحوثيين وهم يمثلون الإسلام السياسي، وهم السبب في هذا الصراع الدائر الذي قدمت فيه السعودية والإمارات دماء أبنائها لأجل استعادة اليمن من أيادٍ تتخطفه وتريد به شراً، خطوة بهذه الجرأة تكفل إسكات حمالة الحطب توكل كرمان ومن خلفها من القطعان.