عندما تريد أن تتعامل مع النجوم كناقد، عليك أن تتذكر أنّ رد الفعل سيكون -في الغالب- عاطفياً وربما يتطور الأمر لتكون محل اتهام، إما بالباحث عن شهرة أو بالمتعصب أو «باللي ما عنده سالفه»، وللأمانة هناك من يقيم النص النقدي للنجوم بموضوعية ويحترم ذلك ..!! كتبت ذات مرة لسامي الجابر «انتبه أنت مدرب مبتدئ والتاريخ الكروي لا يصنع مدرباً عظيماً»..!! وسأكتب اليوم لماجد عبد الله «انتبه أنت إداري مبتدئ والتاريخ الكروي لا يصنع منك إدارياً عظيماً»..!! ما المشكلة حينما أتعاطى مع نجم بحجمه الحقيقي أمام المهمة التي سينفذها ؟؟ أحدهم كتب: لم تنتقدون ماجد فهل لن يصنع نووياً؟؟ وسأجيب: وهل ماجد فوق النقد ؟ زميل قال: يجب أن لا يتم مناقشة تعيين ماجد ؟ وأقول: ولماذا تناقش إذاً بتعيين كيال الذي بحسب المعطيات أكفأ إدارياً من ماجد ؟ وأقول أيضا : تذكّر أن أسوأ أيام منتخب الأرجنتين كانت بقيادة المدرب المبتدئ مارادونا ؟؟ احترام القرار يختلف عن تشريحه نقدياً الذي لن يلغيه أبداً ومادام القرار فنياً أو إدارياً صدر، فلابد من احترامه والسعي لإنجاحه للمصلحة العامة بدلاً من التشويش لإفشاله بداعي التعصب أو أسباب أخرى، فالهدف الوطني يبقى أسمى من أي اختلافات من هذا النوع..! شخصياً لا يفرق عندي تعيين كيال أو ماجد أو أي كفاءة أخرى، لأن الأهم لدي هو البحث عن صلاحيات وحدود عملهم، ومن هنا أستطيع أن أكون عادلاً بنقد عملهم وضد من يتحرج من نقد أي قرار أو نجم ففي الأخير لا أحد يولد كاملاً ..!! الذين هللوا لماجد سيضعونه صاحب أي بصمة قادمة وسيبرؤونه من أي إخفاق لا سمح الله، مثلما فعل محبو سامي الجابر الذين يرون أنه لم يفشل مع الشباب الذي أقاله بل إن النادي فاشل..!!!! أرى أن المشكلة الوحيدة لتعيين ماجد عبد الله ستكون بتسليط الضوء الإعلامي على الأمور الإدارية أكثر من أي وقت سابق، وهذا ضد الاستقرار المطلوب في هذه المرحلة، وإن استطاع ماجد بذكاء الخروج من تلك الإشكالية، فسيكون الطريق سالكاً لمصلحة عمله وللمنتخب أيضاً .. وأرى أن المشكلة الوحيدة التي يعاني منها الجابر، أن محبيه يرونه مدرباً عظيماً كما كان لاعباً عظيماً ..!! ماجد عبد الله قدوة حقيقية للأجيال الرياضية بكل صفاته الانضباطية وأخلاقه العالية وتاريخه الناصع، وعليه أن يدرك أن مهمته صعبة ودقيقة تتطلب عملاً حقيقياً واستعداداً علمياً ملهماً، وقلوبنا جميعاً معه ومع مساعده عمر باخشوين ومع الأرجنتيني باوزا رغم تاريخه القريب المخيف ..!! سامي الجابر يحمل قلب أسد بإصراره على النجاح، والفشل في محطة أو اثنتين أو ثلاث لا يعني شيئاً في مشوار طويل ينتظره كمدرب طموح لازال بأول الطريق . من المهم الإشارة إلى أن الرياضة السعودية «الآن» أصبحت مشروع دولة حقيقياً ينطلق من بسط يد «الدعم» للمنتخب الأول، وتطوير كافة مناحي الرياضة السعودية بقيادة الرئيس الجديد معالي تركي آل الشيخ. ومن المهم شكر كل من قدم وعمل واجتهد بإخلاص وطني، بداية من الراحل الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- والأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل والأمير عبد الله بن مساعد. مستقبل أفضل.. شعار أطلقته هيئة الرياضة.. ننتظره بشغف.