لا شك أن دياز مدرب، كبير، وقدير، وخبير، وقارئ رائع لفريقه ولخصومه، وكثيراً ما حسم المباريات، بحسن تدخله فيها قبل أي شيء، ويكفي هذا المدرب (نجاحاً) إعادة الروح والتنظيم لفريقه، وإعادته لبطولة الدوري، بعد أن كان ابتعد لخمسة مواسم عن كل تلك الأشياء، لكن الرجل تغير نهجه مؤخراً، ولا سيما بعد أن جددت الثقة فيه لقيادة الفريق لعام ثانٍ! وبدأ يقوم بتصرفات محيرة، نسوقها هنا لمجرد التساؤل، لا النقد، ولكشف الغموض، الذي يجده أنصار الفريق من الإدارة، عل أحدًا يخرج عليهم مفسراً ما يجري داخل كواليس النادي! وإلا فالرجل ما زال متمكناً في نظري على كل حالاته، دياز يبالغ كثيراً في المحافظة على انسجام فريقه، ولذا يقوم بركن أي «وافد» جديد على النادي! محلياً كان أم أجنبياً، هو ركن الشمراني، وخربين، ومختار، وكادش، والبليهي، وكنو، وأخيراً الحبسي! كله من أجل الانسجام (حسب تصريح المدرب نفسه) لكنه لم يفعل هذا مع اللاعب الجديد «ماتياس» والذي كان حضوره بناءً على طلبه هو، حيث فضله على الحبسي، في اختيار القائمة المشاركة في آسيا، ولا ندري كيف اختفى مبرر الانسجام هنا واللاعب جديد كالبقية الذين طالهم الإبعاد؟ الذي أعرفه أنا، ويشاركني فيه الكثير، أن المجموعة الجديدة من اللاعبين المحليين والأجانب، جاؤوا في هذا التوقيت تحديداً، لمساعدة الفريق في استعادة أمجاده الآسيوية المستعصية، خصوصاً وهو في الأمتار الأخيرة من البطولة، والحبسي بالذات دفعت فيه المبالغ الطائلة، وأحضر من الدوري الإنجليزي، لهذا الغرض بالذات، ولا سيما نحن نعلم أن جل هفوات الفريق في آسيا، كانت بسبب الحراسة، صحيح أن المعيوف أبلى بلاءً رائعاً في مباراة العين الأخيرة، لكن الحبسي أكثر خبرة وتمرساً في تلك البطولات الكبرى، وما يزيد في حيرتنا أكثر، أن المهاجم الذي جاء به دياز، وفضله على الحبسي، قدم أداءً (مخيباً) جداً، ولا يوجد احتياطي له، إلا ياسر القحطاني اللاعب الذي تقدم في العمر، ومختار فلاته لم يكن حتى في التشكيلة، فهو ما يزال رهيناً لسياسة إبعاد المستجدين! وهذا ما منع المدرب من استغلال انهيار لاعبي العين وتسليمهم المباراة في الشوط الثاني، بفضل نقص اللياقة والرطوبة العالية والنقص العددي، العجيب في أمر دياز أنه يقاتل كثيراً، من أجل انسجام الفريق، وهو بنفسه من أفسد هذا الانسجام في مباراة العين الأخيرة! فشاهدناه ينقل جحفلي مكان الحافظ، ليصبح دورلأخير فقط تغطية البريك عندما يتقدم للهجوم، وكأن الفريق ليس به لاعبي وسط، وفي النهاية أصبح الفريق وكأنه يلعب بتسعة لاعبين، فالحافظ وماتياس بدا وكأنهما زائدان على التشكيلة، وفرط الفريق في فوز سهل أمام فريق منهار ومنقوص! كل ما تقدم (أشدد) على أنه ليس انتقاداً لعمل دياز، فأنا احترم عمله كثيراً، لكنه مجرد تساؤل حير الكثير من المحللين والجماهير، وتحدثوا عنه بعد اللقاء، وأجمعوا على أن الإجابة عند مدير الكرة (المفرج) فهو المسؤول الأول عن مكاشفة المدرب، وأنا هنا أضع المقال على مكتبه علنا نجد إجابة شافية لما تقدم. ** **