إذا استحكمت المخاوف التي يقع فيها الإنسان وتعقدت عليه الأزمات فلا دافع لها إلا بقدوة حسنة تقضي على الأزمات وتشيع روح الخير والطمأنينة. وهذا الكتاب «تفاؤله صلى الله عليه وسلم في الأزمات»، من تأليف إبراهيم بن عبدالله الدويش، يقدم النموذج الأمثل والمثال الأعظم لهذا الكون البشري المتجسد في أعظم الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ليؤكد على خصيصة روح الأمل والتفاؤل في أمة الإسلام. يقول المؤلف: من خلال تتبعي لسيرة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وجدته أعظم المتفائلين على الإطلاق في حياته كلها، بل كان يحب التفاؤل والفأل الحسن. ومن يقف على صور من تفاؤله صلى الله عليه وسلم يجد أن تفاؤله كان نابعاً من عقيدته القوية وإيمانه الراسخ ويقينه الكامل بالله سبحانه وتعالى، ولذا لم تكن المحن والأزمات مهما بلغت قسوة وضراوة تخرجه عن طبعه واعتداله أو تغير من أخلاقه وآدابه وقيمه ومبادئه أو تثنيه عن غاياته وأهدافه وتميل به يمنة أو يسرة. كما أن تفاؤله صلى الله عليه وسلم لم يكن مجرد أمنيات تتخذ مسوغاً وتكأة للقعود والنكوص وذريعة للتخاذل والتقاعس، بل تفاؤله إيجابي يصحبه يقين قوي وعزم راسخ صادق يعمق الثقة بالنفس ويزرع الأمل لمستقبل مشرق ويدعو إلى الجد والاجتهاد والصبر والمثابرة.