حذر الدكتور إبراهيم بن عبد الله الدويش أستاذ السنة النبوية بكلية العلوم والآداب بجامعة القصيم، والأمين العام لمركز رؤية للدراسات الاجتماعية من الاستسلام لطاعون العصر "الاكتئاب" الذي تجاوز عدد ضحاياه أكثر من نصف مليار مسلم؛ مشيرًا إلى أن هذا الوباء يفتك بإنسان كل 28 ثانية ، مضيفًا: بحسب إحصائيات عالمية يموت مليون إنسان سنويًا من ضحايا الاكتئاب، ونجح 25 % من المكتئبين في تنفيذ محاولات الانتحار. وكشف الدويش عن تزايد محاولات الإقدام على الانتحار بسبب الاكتئاب بين الشباب والتي وصلت نسبتها بحسب الإحصائيات العالمية إلى 500 %، لافتًا إلى فشل 20 مليون مريض بالاكتئاب سنويًا في محاولات الانتحار، محذرًا من أنه بذلك أصبح أعظم خطرًا من الحروب التي يقتل ويموت فيها الكثير من البشر.
وأوضح الداعية الدويش في محاضرته " تفاؤله صلى الله عليه وسلم في الأزمات " التي ألقاها ضمن البرنامج الدعوي المنبري " نفحات من رحاب الحرم " بمصلى شركة مكة المقابل للمسجد الحرام، بأن آثار الاكتئاب تعد أكثر خطورة من بعض الأمراض المزمنة كضغط الدم والسكر وغيرهما لافتًا إلى أن معاناة المريض النفسي قد تكون أكثر من معاناة مريض السرطان. وتساءل الدويش : ما الذي ضيق علي الإنسان حتى وصل إلى هذا الحد والتفكير في الانتحار؟ لماذا استسلمنا لمصائب الدنيا وأحوالها واضطراباتها؟ لماذا سلمنا أنفسنا لوساوس الشيطان؟ لماذا أصبح الإنسان يستسلم بسهولة لضغوط الحياة التي تحيط به ؟ وأضاف : أليس هناك منهج شرعي نستطيع أن نتعامل به حتى نستطيع أن نخرج من هذه الأزمات؟.
وأردف الأمين العام لمركز رؤية للدراسات الاجتماعية لقد وجدت أن النبي صلى الله عليه وسلم كلما اشتدت عليه الأزمة وضاقت كان أكثر تفاؤلاً وانشراحًا فسيرتهصلى الله عليه وسلم هي المخرج لمن أراد التفاؤل ، وطالب الشيخ الدويش بجعل التفاؤل منهج حياة للمسلم وذلك اقتداء بسيرته صلى الله عليه وسلم ، وقال "كن متفائلاً في كل حالك، تفاؤل، اطمئن أيقن أن الله معك، ألست تردد في صلاتك " إياك نعبد وإياك نستعين" ؟ فكن حاضر القلب في الصلاة وأنت تسأل الله هذا السؤال ، ولا تردد وتكرر دون أن تفهم المعاني والآيات ! واستعرض الدويش في محاضرته نماذج ومواقف من تفاؤله صلى الله عليه وسلم في الأزمات والشدائد مشيرًا إلى أن التفاؤل النبوي يقود للعمل والتوكل والاجتهاد والأخذ بالأسباب لا الكسل والقعود والتواكل ! مستدلاً بمنهجية التفاؤل بقوله صلى الله عليه وسلم : "عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ ، وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ " ، موضحًا أن تبسم الرسول صلى الله عليه وسلم الدائم دلالة عملية على تفاؤله ، مشيرًا إلى أن الذي لا يبتسم سيتألم ويكتئب ويضيق ! واستغرب الداعية الدويش نسيان المسلمين لعبادة " الابتسامة " وقال : "نحن نذهب ونتصدق بالمال ونركع ونسجد ونقرأ القرآن لكننا نسينا" الابتسامة "هذه العبادة الجميلة الرائعة ، التي نؤجر عليها مع أنها لا تكلفنا شيئًا يُذكر.
ويشار إلى أن المحاضرة تأتي ضمن فعاليات "البرامج الدعوية بمنطقة الحرم" التي ينظمها المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بأجياد بالتعاون مع مركز الدعوة والإرشاد بمكةالمكرمة للعام الرابع عشر على التوالي ، تسجّل بالصوت والصورة وتعرض عبر وسم #هدى_للعالمين، على "تويتر" ، كما تقوم مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية، برعاية البرامج سنويًا، بالإضافة إلى الرعاية الإعلامية من "جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية" والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم كراعٍ مشارك .
ويمكن أيضًا متابعة جميع فعاليات وأنشطة البرامج الدعوية التي ينظمها المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بأجياد بمكةالمكرمة بمنطقة الحرم، من خلال حسابات المكتب على مواقع التواصل الاجتماعي: فيسبوك ajyad3، تويتر ajyad-3، إنستجرام ajyad3، واتسآب: 0555573903