يحتفل العالم في الحادي والثلاثين من يوليو من كل عام بيوم حراس (جوالين) المحميات، وذلك تقديراً لجهودهم في الحفاظ على كنوز الأرض الفطرية ومخاطرتهم بأرواحهم لحمايتها، وقد اختير هذا اليوم؛ لأنه يمثل موعد ميلاد الاتحاد العالمي لحراس المحميات، الذي أنشئ منذ أكثر من خمس وثلاثين سنة، ويتم فيه تكريم هذه الفئة من حماة البيئة والحياة الفطرية، الذين يعملون في ظروف صعبة ويخاطرون بحياتهم للحفاظ على أكثر من 100.000 محمية منتشرة حول العالم، ولنتذكر أولئك الأبطال الذين ضحوا بحياتهم للمحافظة على تراث الأرض الفطري. وتشير تقارير الاتحاد العالمي لحراس المحميات أن 105 من حراس المحميات فقدوا حياتهم أثناء القيام بأداء واجبهم في الحفاظ على الحياة الفطرية خلال السنتين الماضيتين، ومن ناحية أخرى ففي دولة مثل الكنغو الديمقراطية قتل أكثر من 140 من حراس المحميات خلال 15 سنة الماضية وهم يؤدون عملهم في الحفاظ على التنوع الأحيائي. وبهذه المناسبة وتقديراً لكل حراس المحميات بالعالم، وبالأخص أولئك الأبطال من أبناء الوطن الغالي من جوالي المحميات، الذين ندين لهم -بعد الله- بالفضل في الحفاظ على تراثنا الفطري، يطيب لي أن أشارك بهذه المقالة عن أهمية دور الجوالين بمحمية محازة الصيد في المساهمة بالبحوث العلمية التي كان لها الأثر في نجاح التوطين لكثير من الأنواع الفطرية بالمملكة كالمها العربي وظبي الريم وظبي الإدمي وطائر الحبارى، حتى أصبحت أكثر محمية قدمت أبحاثًا ورسائل علمية (ماجستير ودكتوراه)، كما صارت إحدى أهم المحميات على مستوى العالم؛ لما قدمته من تجارب علمية تطبيقية تختص بحماية الحياة الفطرية، استحقت على إثرها جائزة أفضل محمية بدول مجلس التعاون الخليجي. لقد كان لتجربتي في العمل مع جوالي محمية محازة الصيد أثرها البالغ ليس على المستوى العلمي فقط، بل على المستوى الشخصي أيضًا؛ فالذكريات الجميلة التي عشتها مع الجوالين بالمحمية، قدمت لي تجربة ثرية تعرفت خلالها الكثير عن الحياة الفطرية، أشعرتني بأنني تلميذ في مدرسة التعايش مع الصحراء، فتعلمت منهم كيف نروض قساوة الصحراء ووعورتها وأجواءها المتقلبة، لنرى جمالها وزينة ما عليها من مخلوقات الله، لقد جسدوا لي شرحاً لقصة الخضر مع موسى عليه السلام فتعلمت أنك مهما بلغت من العلم فهناك من هو أعلم منك، كما غرسوا بصبرهم وجلادتهم سهم العشق في عروقي لتسري محبة كل ما على أرض الوطن من حياة فطرية في جسدي، كذلك أروني قدرات ابن المنطقة العجيبة من ذكاء وفطنة ومعرفة فطرية بالتعامل مع صعوبة الحياة بالصحراء، فعلى سبيل المثال لا الحصر: قدرتهم على الاستدلال على الطريق بالليلة الظلماء، ومعرفتهم بتتبع أثر الحيوانات البرية، وتذكر آثار الأقدام لذكر الظباء أو مها عربي مفقود من بضع سنين، وتسجيل واسترجاع ذكريات أحداث بالمحمية لم تدون كان يمكن تذوب في بحر النسيان، فلا أنسى كيف دلني أحدهم على عش لطائر صغير من القبرات يقبع تحت ظل شجيرة صغيرة كنا قد شاهدناه معاً قبل أكثر من سنتين بالصدفة، فكان لتذكره المكان والتاريخ والوقت دليل على فطنة وذكاء ابن هذه الأرض الطيبة، كذلك المعرفة التي تولدت من خبرة تراكمية تمنيت لو أن هناك وسيلة لحفظها وتعليمها للأجيال القادمة من خلال تحويلها إلى مقرر يدرس بالجامعات! نعم بالجامعات، ففي الولاياتالمتحدةالأمريكية تم إعداد مقررات تدرس بالجامعات، دونت خلالها خبرة الهنود الحمر بطرق قص الأثر، والاستدلال بالنجوم وأصبحت مقررات في تخصصات يعمل خريجوها كأدلاء في الشرطة وحرس بالمحميات. محمية محازة الصيد ثمة مدخل يجدر التوقف عنده قبل أن أبدأ بالموضوع؛ إذ من الضروري أن أقدم نبذة عن محمية محازة الصيد، التي أنشئت عام 1989م، على بعد 170كم من مدينة الطائف على طريق الطائف- الرياض السريع، وقد اختيرت المحمية لتكون موطناً لإعادة توطين أنواع كانت قد اختفت من المنطقة مثل ظباء الريم والإدمي وطيور الحبارى والنعام والأرنب البري. ويعود اسم المحمية «محازة الصيد» لاسم منطقة تقع شمال المحمية في نفس موقع محافظة المويه الجديد على الطريق السريع، عرفت بتجمع الظباء بها في أوقات معينة من العام، والصيد هو اسم يطلق على الظباء في كثير من مناطق المملكة، والمحمية مسيجة بالكامل، وهي ثالث أكبر محمية مسيجة في العالم؛ حيث يبلغ طول سياجها حوالي 255كم، ومساحتها نحو 2244كم2، ومعظم أرضها مفتوحة وتربتها رملية إلى حصوية، مع وجود ثلاث مناطق مرتفعة هي جبل خرص وشعف الأسمر وشعف الأبيض أو العفر، وهذان الجبلين (الشعفين) قد ورد ذكرهما في العديد من الشعر القديم والحديث فهذا ابن مقبل ينشد: ويقول الشاعر سعود بن عبدالله السبيعي: دور الجوالين في متابعة الأنواع التي أعيد توطينها أوكلت الهيئة مهمة متابعة الأنواع التي تم توطينها بمحمية محازة لمركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية، وجندت جوالي محازة الصيد لمساندة الباحثين في برامج المتابعة، وقد كانت فطنة وحنكة الأمير سعود الفيصل -رحمه الله- في تسليم دور المساندة لجوالين ذوي خبرة في المناطق البرية مختارين من القبائل القاطنة حول المحمية، فهم يعرفون المنطقة ويحفظونها شبراً شبراً، ولهم في كل ركن ذكرى، فهذا تزوج في هذا الوادي وذاك يذكرنا بالشجرة الذي ولد تحتها، ولعل هذا كان من أهم مقومات النجاح للمحمية، جعلت لها أهمية عالمية، كما كان لها دور في خدمة المجتمع المحلي؛ فتشغيل أبناء المنطقة بالمحمية عرف بأنه يؤدي لزيادة الحركة الاقتصادية بالمنطقة، فتوافر مصادر دخل ثابتة يسهم في رفع المستوى المعيشي للسكان المحليين. وقد أشار عدد من الدراسات العلمية المنشورة إلى زيادة فعالية المحافظة عندما يتم تعيين أفراد الحماية من القرى المجاورة للمحمية، فالكل بهذه القرى عيون تراقب، والكل يهمه المحمية فهي جزء من الأرض التي أحبوها وينتمون إليها، وأتذكر دراسة قرأتها في مجلة الحماية البيولوجية وهي من المجلات القوية في مجال الدراسات العلمية للمحافظة على التنوع الأحيائي عن فعالية عمل حراس محمية بإحدى الدول الإفريقية لحماية الفيلة من الصيادين؛ حيث ذكرت أن هناك زيادة في نسبة حالات الصيد للفيلة بالمحمية التي حراسها من خارج المنطقة التي يعملون بها، كما انخفض عدد البلاغات من المجتمع المحلي عن مشاهدات لدخول صيادين لمنطقة المحمية، بينما العكس في المناطق التي يعمل بها جوالون من أهل المنطقة؛ حيث زادت البلاغات من المجتمع المحلي على وجود صيادين بالقرب من المحمية مما جعل المخالفين يتفادون الاقتراب من هذه المنطقة، وفوق كل ذلك تحسن وضع الفيلة بالمحمية. إن مساهمة الجوالين في جمع المعلومات ذات العلاقة بالمحمية والأنواع الفطرية بداخلها ليست وليدة حديثاً، لكن تطبيقها في جمع وتدوين المعلومات عن بعض الأنواع كان له أثر كبير في رفع مستوى الفهم العلمي للأنواع الفطرية المعنية بالحماية، ففي سلطنة عمان بدأ برنامج التوطين للمها العربي في أواخر السبعينيات من القرن الماضي وكان للمعلومات المقدمة من الجوالين عن حركة المها العربي دور كبير في فهم سلوكيات هذه الحيوانات، وقدمت درساً ومرجعاً في إعادة توطين الحيوانات البرية بالمناطق الصحراوية. وأذكر أنه مع إطلاق قطيع المها العربي بالمحمية تحت رعاية الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- تحركت مجموعة من القطيع إلى مناطق لم يكن من السهل الاستدلال عليها، على الرغم من وجود أجهزة متابعة عليها، إلا أن قدرة الجوالين في تتبع الأثر بشكل عجيب، حيث يسير على أثرها وكأنه يتبع سيارة أخرى أمامه جعلت الباحث الفرنسي بالمحمية يتساءل بدهشة كيف استطاعوا القيام بذلك؟ فكان بعد ذلك يرافق الجوالين في جولته بالمحمية لشعوره بالراحة في العمل وسرعة الإنجاز وغنى المادة التي تضاف إلى خبرته العلمية، وما زلت أتذكر دموعه التي انسابت عند فراقه للمحمية، وتوصيته خلال حديثه عن أهمية استمرار الجوالين بعملهم في متابعة الأنواع التي تم توطينها بالمحمية، مهما كانت الظروف. جولة بالمحمية مع الجوالين لمشاهدة طيور أم سالم من أجمل أوقاتي بالمحمية هي تجوالي مع الجوالين داخل المحمية خاصة بعد أيام من هطول الأمطار، عندما يعطر الأجواء رائحة الزهور البرية، وتبدأ الصحراء بالغناء من خلال أصوات تغريد الطيور، ومن أجمل عازفيها وأشهرهم طائر يعرف عند أهل الجزيرة العربية بأم سالم؛ وهو من الطيور التي تغنى بها شعراء الجزيرة العربية، فصوته الجميل وحركاته البهلوانية لجذب الأنثى تجعلك تقف لتتأمله. أوقفنا محرك السيارة وأخذنا نراقبه لبعض الوقت فكان يمشي تارة ويقفز بالجو تارة أخرى مصدراً أصواتاً جميلة وكأنها أغنية الحياة، وبينما أنا أنظر بمنظاري المقرب لذكر أم سالم أتأمل سلوكياته سمعت جوال المحمية ينشد أبياتاً يتغزل بهذا الطائر قائلاً: وبينما كنا نراقب جاءت إحدى إناث أم سالم وبدأت تتأمل الذكر وعندها زادت حراكاته وارتفع صوت غنائه والأنثى تنظر إليه تارة وتتلفت تارة وكأنها تشاور نفسها! هل أسلم نفسي لهذا الذكر ليكون أباً لأبنائي، ومع اقتراب الذكر منها ظهرت وكأنها استسلمت لعشيقها ليفعل بها ما يشاء قبل أن يتركها لتبدأ في اختيار المكان وبناء العش دون مساعدة منه فتجمع من أعواد حشائش الثمام لتنسق وتوضب العش. لا أتذكر كم مكثنا من الوقت نراقبهما، فالذكر يغني ويتراقص قبل كل جماع والأنثى تبني العش من جمعها من أعواد الحشائش وأغصان الشجيرات الصغيرة، دون كلل أو ملل. بعد ثلاثة أيام طلبت من زميلي الجوال بالمحمية أن يعيدني إلى موقع هذه الطيور لنشاهد ما حدث لها، وقد قام الجوال بمعرفته بالمنطقة باختيار أقصر الطرق للوصول إليه على الرغم من بعده عن المخيم، وصلنا لتسجيل الملاحظات على هذا الطائر الجميل فوجدنا أن العش قد اكتمل وأن أول بيضة قد وضعت، استمرت مراقبة هذا العش وأعشاش أخرى بالمحمية يومياً لتقدير أعداد البيض وفترة الحضانة، وجدنا أن متوسط عدد البيض يصل من اثنتين إلى أربع بيضات، أما حضانة البيض فيساعد الذكر الأنثى في الحضانة ليس لفترة طويلة ولكن خلال فترة ذهاب الأنثى للتغذية. لقد قادتني هذه الملاحظات التي حصلت عليها بمساعدة الجوالين بالمحمية لتقديم أوراق علمية عن هذا الطائر وتكاثره وسلوكه، وبخاصة سلوك التكيف مع البيئة الصحراوية، التي من أهمها على سبيل المثال استخدام هذه الطيور لجحور الضب في موسم الصيف للهروب من درجات الحرارة العالية، ولقد علقت مجلة الإيكونومي عن هذا البحث في عددها رقم 8150 بالمجلد رقم 353 لشهر ديسمبر عام 1999م، في خانة علوم وتقنية تحت عنوان «البقاء باردا في الصحراء». والحقيقة أن هذا البحث يمكن أن يرشدنا لأفضل السبل لبناء المساكن بالمناطق الصحراوية فجوف الأرض أبرد من ظهرها مما يؤدي إلى توفير في استهلاك الطاقة، لذلك ربما على المسئولين عن تطوير النزل البيئية بالمناطق المحمية ضرورة التفكير في تطوير نزل تحت الأرض بالمحميات، للاستفادة منها في السياحة البيئية لتلعب دوراً مهماً في رؤية 2030م. ومن التكيفات الأخرى الجميلة لهذا الطائر استخدامه لأحد النباتات البرية تعرف باسم «الملوخية البرية» ومحلياً يطلق عليها نبات «السطيح» وهو نبات ينمو متمدداً عرضياً ملتصقاً بالأرض مباشرة ويتميز بكثافة ورقية ورطوبة عالية، فيقوم الطائر مع اشتداد درجات الحرارة في فصل الصيف وهي التي تصل إلى 48 درجة مئوية في الظل، بينما تصل إلى أكثر من 65 درجة مئوية بالتربة بالتمدد فوق نبات السطيح وإلصاق جسمه. الجوالون ومتابعة النسور بالمحمية تأتي أهمية متابعة نسر الأذون لتناقص أعداده في جميع مناطق انتشاره في إفريقيا والشرق الأوسط، حتى أدرج مؤخراً ضمن الأنواع المهددة بالانقراض على المستويين العالمي والإقليمي، وقد لعب الجوالون دوراً مهمًا في تسجيل أعشاش نسر الأذون بمحازة الصيد، خاصة في السنوات العشر الأولى من إنشاء المحمية، وقد عملت معهم عن قرب وضح منه مدى براعة الجوالين في تجميع المعلومات والمساعدة في مسك وتحجيل عدد كبير من نسور المحمية، فجمع المعلومات بشكل فردي عن نمو الفراخ فيه صعوبة وخطورة على الباحث ويجب أن يكون هناك أكثر من شخص، للتعامل مع هذه النسور، فحجمها الكبير يصل وزن الواحد منها من 6 إلى 9 كيلوجرامات، كما أن موقع الأعشاش فوق الأشجار، التي يصل بعضها إلى أكثر من ستة أمتار، يجعل من الضروري مساندة الجوالين بالمحمية، وحقيقة أدى الجوالون دورهم خلال عملي معهم بشكل كامل، كما شارك عدد منهم في دراسة عن تكيف فراخ النسور على البيئة الصحراوية وتحملها لدرجات الحرارة العالية، فساهموا في مراقبة النسور لساعات متواصلة وأخذ القراءات عن درجات الحرارة لأجساد الفراخ، التي يتركها والداها بالعش لتواجه أشعة الشمس المحرقة مباشرة، التي قد تصل دراجات الحرارة إلى حوالي 65 إلى 70 درجة مئوية، وهذه المساهمة من جوالي محازة الصيد في أخذ القراءات ساعدت في فهم أفضل للتكيفات السلوكية والفسيولوجية لنسر الأذون. الجدير بالذكر أن الدراسات الأخيرة بإفريقيا أشارت إلى أن جوالي المحميات يستخدموا النسور ومنها هذا النوع من النسور لتحديد مواقع الفيلة المقتولة من قبل مخالفي أنظمة الصيد، مما يسهم في العثور وبشكل أسرع على المخالفين قبل أن يتمكنوا من الهروب من المنطقة، لذا فقد لجأ المخالفين لأنظمة الصيد إلى تسميم جيفة الحيوانات المصادة بغرض قتل النسور، وهذا بالطبع أدى إلى تناقص حاد بأعداد النسور بالقارة الإفريقية. ووضع هذه النسور في الجزيرة العربية ليس بأحسن من مثيلاتها في القارة الإفريقية، فتسميم جيف الحيوانات النافقة لقتل الثعالب والذئاب والثدييات المفترسة الأخرى تمثل أكثر المسببات في تناقص أعداد النسور بشكل عام ونسر الأذون بشكل خاص، ويتضح حجم هذه المشكلة بنفوق أندر الحيوانات بالمملكة وهو النمر العربي، الذي قضى التسميم على خمسة من أفراده على الرغم من الجهود الجبارة للهيئة السعودية للحياة الفطرية للحفاظ عليه من خلال برنامج المتابعة للنمر العربي بواسطة الكاميرات الليلية وهي التي يقوم جوالون من أهل المنطقة بمتابعتها. وعلى أية حال فإن الدراسات الأخيرة تشير إلى أن محمية محازة الصيد هي من أهم مناطق انتشار نسر الأذون على مستوى العالم، لذا فقد اهتمت الهيئة منذ إنشائها بهذا الطائر، وجاءت متابعة الجوالين لتعزز برنامج المتابعة بالمحمية لهذه النسور. وتتراوح عدد الأزواج المعششة بالمحمية حوالي 28 إلى 37 زوجاً سنوياً، لذلك وضعت منظمة البيرد لايف إنترناشيونال محمية محازة الصيد ضمن أهم المناطق المهمة للطيور بمنطقة الشرق الأوسط، كما تقدمت الهيئة بمقترح لاتفاقية الأنواع المهاجرة لإدراج هذا النوع ضمن الملحق الأول للأنواع بالاتفاقية، وسوف يناقش هذا المقترح خلال مؤتمر الأطراف للاتفاقية في شهر أكتوبر المقبل 2017م، والحقيقة أن هذا النسر يمكن أن يكون جزءاً مهماً في برنامج السياحة البيئة بالمحمية كجزء من رؤية المملكة 2030م. وأخيراً فإنه على الرغم من أهمية المتابعة للتنوع الأحيائي وضرورة مشاركة الجوالين بالمحميات في برامج المتابعة، إلا أن المؤشرات الأخيرة تدل على أن هناك نقصًا كبيرًا في إسهام الجوالين لبرامج المتابعة للحياة الفطرية بالمحميات بالمملكة، حتى مع التحسن الملحوظ في المستوى التعليمي للجوالين، ربما يرجع ذلك إلى التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، وما أدت إلى زيادة عدد المخالفات بالمحميات مما شتت الانتباه عن جوهر العمل الحقيقي للجوالين في الحفاظ على الحياة الفطرية، حتى أصبحنا نسمع عن إصابة جوال نتيجة إطلاق نار من مخالفين لنظام الصيد. وعليه ومن خلال منبر جريدة «الجزيرةط ومشاركتها في هذا اليوم العالمي لحراس المحميات، فإن رسالتي للمسئولين بالهيئة تتلخص في مراجعة دور الجوالين في متابعة التنوع الأحيائي بالمحميات، بالإضافة للمشاركة المجتمعية في برامجها، لتكامل العمل، جنباً إلى جنب مع الباحثين ليصب في مصلحة العمل حتى تتحقق رؤية وطننا الطموح 2030م في الحفاظ على تراثنا الفطري لوطننا الغالي. ... ... ... عميد البحث العلمي بجامعة الطائف - مستشار غير متفرغ بالهيئة السعودية للحياة الفطرية - عضو اللجنة العلمية لمذكرة التفاهم للمحافظة على الطيور الجوارح المهاجرة بين افريقيا وأوروبا وآسيا - رئيس اللجنة الإقليمية لمنظمة البيرد لايف إنتر ناشيونال لمنطقة الشرق الأوسط