المشاعر المقدسة - رصد وتصوير حسن الدهيمان: تشارك أكثر من 150 متطوعة طبية بالإضافة إلى 250 طبيباً وممرضاً ضمن البرنامج الصحي التطوعي بالحج لخدمة ضيوف الرحمن في طرق المشاة بالمشاعر المقدسة ومحطات القطار وفي مشعر عرفات وبالقرب من الجمرات لتضميد الجروح الخفيفة والإسعافات الأولية والعناية بالقدم السكرية وحالات الإجهاد الحراري وتحويلها للمراكز الصحية. وأوضح الطبيب عبدالله دربي الشهري عضو المجلس التطوعي أن البرنامج أقيم للعام الخامس عشر على التوالي، ويهدف إلى تحسين الحالة الصحية لضيوف بيت الله الحرام عن طريق تقديم خدمات التوعية والرعاية الصحية وإجراء الأبحاث العلمية ويشرف على البرنامج الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالإضافة لبعض القطاعات الحكومية الأخرى ويلتحق المشاركون والمشاركات بدورة تدريبية قبل الحج لمدة خمسة أيام قبل نزولهم للميدان وعن مشاركة المتطوعات خلال الثلاث سنوات الماضية. أوضح الشهري أن جميع التخصصات الطبية مثل الطب البشري والعلوم الطبية والصيدلة وطب الأسنان وغيرها من جميع مناطق المملكة. والتقت «الجزيرة» بعدد من المتطوعات المشاركات في البرنامج موضحات أن مشاركتهن امتداداً لجهود المملكة وأبنائها في خدمة ضيوف الرحمن والعناية بسلامتهم من وصولهم الأراضي المقدسة حتى عودتهم. وقالت الطالبة أماني البوحي إحدى طالبات كلية الطب في جامعة الفيصل بالرياض إن أكثر ما يؤلمني بكاء الناس من الفرح بعد خدمتهم وتقديم الخدمات الصحية وتطهير أقدامهم وعلاجها من التقرحات بعد المشي.. وأسمع عبارات الشكر من مختلف اللغات؛ مشيرة إلى أن مشاركتها بالبرنامج لرغبتها بالعمل التطوعي في الحج فترة الإجازة الصيفية وهي فرصة لتطبيق ما تعلمته في الجامعة بالميدان.؟ وقالت البوحي رغم المشقة في العمل لكنها تجربة ممتعة ومستعدة لإعادتها كل عام رغبة في خدمة ضيوف الرحمن. من جانبها وقالت الطبيبة أميمة القحطاني وهي طبيبة مقيمة متخرجة حديثاً بحكم سكني بمكة المكرمة فهذا يحتم عليّ خدمة ضيوف الرحمن تطوعاً ورغبة في الأجر والمثوبة.. ودعوة الحاج بعد علاجه في أفضل بقعة وزمان يعطي رغبة البقاء فترة أطول حتى بعد انتهاء وقت العمل لكسب المزيد من الدعوات وتقديم الخدمة اللازمة. وتضيف: إنها لا تستطيع حبس دموعها بعد خدمة الحاج وكلامه بلغة غير مفهومة مستقبلاً القبلة مقدماً الشكر والدعاء. وقال طبيب الطوارئ عبدالرحمن مداوي من جامعة الملك خالد بأبها أن مشاركته للعام الخامس على التوالي جاءت رغبة في تقديم الخدمات الصحية لضيوف الرحمن وخدمتهم، وأن دعواتهم بلسم لكل مشقة وتحفيز للمشاركة عاماً بعد عام. وقالت الطبيبة سوسن الذبياني للتطوع لذة لا يعرفها إلا من جربها، فالحمد لله الذي أكرمني بشرف الزمان والمكان واختارني لخدمة ضيوف الرحمن فالتطوع زكاة علم وخدمة للدين والوطن، مشيرة إلى أن أحد الحجاج بعد أن قامت بتبريد رجليه بكى بشدة، وقال لدي ابن واحد فقط ولم أتوقع أن هناك من سيخدمني بتطبيب قدمي والإنحناء.. وأوضح أنه سيخصص لي دعوات في الصلاة، وآخر لم يتمالك نفسه من البكاء بعد أن رفضت أخذ مبلغ من المال نظير خدمته متوقعاً أنها خدمات بمقابل، فأشاد بجهود المملكة في تيسسير الحج لهم وتقديم الخدمات الصحية على الطرقات.. وحاج آخر يوصيني بعلمي.. وأنزل للميدان في السنوات القادمة ولا أتوقف عن هذا العمل لإيمانه بنجاح المرأة السعودية وقدرتها على النزول في كل الظروف لخدمة ضيوف الرحمن.