كل عام تفرح مكةالمكرمة باستقبالها ضيوف بيت الله الحرام، وتهيئ المشاعر مستبشرة لتقديم أرقى الخدمات للحجيج، والسهر على راحتهم وصحتهم، وتحقيق أجواء الأمن والأمان لهم لتأدية مناسك الحج بيسر وراحة.. وتسخر المملكة العربية السعودية كل الإمكانات متشرفة بتقديم كل هذه الخدمات بصورة متكاملة.. فمنذ أن تطأ قدم الحاج الكريم أرض بلاد الحرمين الشريفين يلاقى بالترحيب والاستقبال الأخوي تماشيًا مع أخلاق المسلمين. وكان لمظاهر حسن استقبال ضيوف مدينة النبي الكريم الأثر العميق من الشكر والامتنان من ضيوف الرحمن، وعبَّر الكثير منهم عن هذه اللحظات الروحانية الأخوية بدموع الفرح والسعادة.. وهكذا كانت وستبقى حال الخدمات العالية الممزوجة بالفرحة بالتشرف بواجب تأديتها من قِبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان نصره الله وشعبه العربي السعودي المضياف. ولم تشهد مواسم الحج أنواعًا من الإجرام التخريبي والعمل على تسييس الحج ونتائجه السلبية من فوضى أمنية وتعريض أرواح ضيوف الرحمن للخطر في مكةالمكرمة في المواسم ما قبل ما يسمى ثورة الخميني في نهاية السبعينيات، بل كانت محصورة بمحاولات إجرامية فردية، مثل تهريب مخدرات وعمليات نشل وسرقة أثناء تأدية مشاعر الحج في الطواف والسعي وداخل المخيمات المنتشرة في منى، وكانت هذه الحوادث محدودة ومسيطرًا عليها من قِبل العيون الساهرة لرجال الأمن المكلفين بالعمل اليقظ على راحة وخدمة أفواج الحجاج المنتشرة بأعداد كافية لبسط الأمن والأمان تنفيذًا للخطط المطبقة ميدانيًّا من لجنة الحج العليا، ومشاركة كبار المسؤولين في الوزارات المعنية من داخلية وخارجية ودفاع والحج والصحة وقيادة أمن الحج، مع مشاركة فعّالة من هيئات الطوافة وشركات نقل الحجاج. وقد حظي هذا الاهتمام الواجب على حكومتنا الرشيدة بالشكر والتقدير من كل حجاج العالم الإسلامي إلا المخالفين من هيئات الحج التابعة للنظامين الإيراني وتابعه وللأسف القطري لهذا الموسم بالتشكيك والمحاولات اليائسة البائسة لتسييس موسم الحج لهذا العام، بعد أن قدمت حكومة خادم الحرمين الشريفين كل التسهيلات والاهتمام البالغ براحة ضيوف الرحمن وتوفير كل السبل اللازمة لتخفيف إجراءات دخولهم من المنافذ الحدودية البرية والجوية والبحرية بسرعة ونظام ويسر متناه، أكدها أشقاؤنا الحجاج القطريون الذين دخلوا من منفذ سلوى الحدودي وإعلان شكرهم وعرفانهم وتقديرهم لحكومة خادم الحرمين بتسهيل الإجراءات الرسمية لدخولهم لبلدهم الثاني المملكة العربية السعودية. وجاء الإجراء غير المتوازن للنظام القطري بعدم السماح للطائرات السعودية والتي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - نصره الله - بوضعها بخدمة أشقائنا الحجاج القطرين وتسهيل نقلهم إلى الديار المقدسة لتأدية فريضة الحج ومشاركة إخوتهم ضيوف الرحمن، والذين حرمهم تعصب حكام الدوحة بعنادهم المخالف دوماً لآمال وطموحات الشعب العربي الخليجي وللأسف تحالفوا في التحريض والمعارضة مع نظام الملالي في طهران وتكرار عملهم الدائم باستغلال موسم الحج لإثارة أفكارهم الخيالية وتعريض ضيوف الرحمن للفوضى والترويع . الهدف الأساسي لكل هذه الممارسات غير الطبيعية لهذا الخطاب المنافي للإسلام الحنيف الوسطي ومحاولة امتصاص الغضب الشعبي داخل قطر العزيزة لحرمانه من تأدية فريضة الحج لهذا الموسم. وإن أجهزة الأمن المكلفة بتحقيق الأمن والأمان لضيوف الرحمن اليقظة خصصت حيزًا كبيرًا من جهودها لمنع المندسين في صفوف الحجاج من أتباع الحرس الثوري وحزب الله من إثارة أعمال الشغب والعنف بين أفواج الحجاج بإثارة الفوضى وإطلاق هتافات وشعارات غريبة ومخالفة لشعائر الحج، وفرضها على ضيوف الرحمن المرفوضة من قِبلهم لبُعدها عن روحانية شعيرة الحج ومخالفتها الثوابت الإسلامية. وإني أناشد بكل أمانة كل مراكز ودور الإفتاء الإسلامية إعلان فتاواهم المنطلقة من ثوابت الدين الإسلامي الحنيف لمنع الترويع والفوضى اللذين يتعرض لهما ضيوف الرحمن في كل موسم من مثل هذا التحريض السياسي غير المقبول من كل حجاج العالم الإسلامي.