أكد الفنان التشكيلي عبدالرحمن المغربي الفائز بجائزة مهرجان سوق عكاظ «لوحة وقصيدة» لهذا العام أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أضفى على الجائزة قيمة كبيرة كونه أحد التشكيليين والمثقفين العرب وراعي جائزة سوق عكاظ والذي اعاد بفكره وثقافته السوق الى اوجه رغبة منه في استعادة تلك البطولات الثقافية والادبية التي كان يصدح بها المكان ، واضاف المغربي ان فوزه بالجائزة يعد باكورة نجاح رحلة طويلة في عالم التشكيل امتدت لأكثر من 20 عاما بين مشاركات داخلية وخارجية واقامة 4 معارض شخصية وحصد العديد من الجوائز المحلية والعالمية . ? كيف يقيم المغربي مسابقة «لوحة وقصيدة» ؟ فكرة المسابقة رائده وتحمل في طياتها عدة معان جميله كونها تجمع بين الشعر العربي الاصيل وبين عالم الالوان المليء بالجمال والاكثر حسا ونطقا في عالم متغير يبقى اللون سيد الموقف ويبقى شريك فاعل ومؤثر في المشهد الادبي والثقافي في كافة انحاء العالم . ? ماذا يعني لك الفوز بالجائزة ؟ الجائزة بشكلها العام تعد شرفا كبيرا لأي تشكيلي فائز بها وأرى ان لها طعم خاص كون من يرعى تلك المسابقة هو الامير الفنان والشاعر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة الذي سعا جاهدا إلى إعادة السوق إلى أمجاده بفعل فكره الثقافي والأدبي الذي أحكم بها التخطيط والتنفيذ حتى اصطبح مهرجان سوق عكاظ احد اقوى المهرجانات في المملكة وأكثرها تركيزا على الجوانب الأدبية والثقافية. ? بصفتك أحد النقاد التشكيليين في المملكة كيف ترى المشهد التشكيلي السعودي ؟ بالطبع المشهد التشكيلي السعودي في السنوات الاخيرة كان امتداد طبيعي لمؤسسي الحركة التشكيلية في المملكة منذ اكثر من 60 عاما حتى تعاقبت الاجيال الفنية وساهمت كل حقبه في الارتقاء بالساحة التشكيلية الى ان وصل الجيل الحالي مواصلا تلك الحقب الفنية والتي بالطبع كان للتجانس وتبادل الخبرات الاثر الكبير في ما وصلت اليه الساحة التشكيلية من تطور وارتقاء حتى اصبح الفنان التشكيلي السعودي ينافس اقرانه العرب بل لان البعض وصل بأعماله بعرضها في عدة دول اوروبية سبقتنا في مجال الفن بقرون. ? حدثنا عن لوحتك الفائزة وكيف نبعت الفكرة ؟ لوحتي الفائزة كانت بعنوان «رعاه» للشاعر أبو القاسم الشّابي هي تجسيد لتلك المعاني الجميلة التي خرج بها الشاعر في قصيدته والتي تباها فيها راعي الاغنام بالصبح الجميل الذي ملا الافق وهو يستعدي اغنامه لملء الوادي بالمرح والتمتع برائحة الزهور واقطفي كلأ من الارض في مرعى جديد متأملة اصوات الطيور وشداها السعيد . ? فسر لنا عملك الفائز كناقد فني ؟ العمل كما ذكرت هو تجسيد لمعاني القصيدة حيث رمزت تلك المعاني بالعناصر التي ذكرها الشاعر في قصيدتها وكان من اهمها الاغنام التي كان يغدو بها صبحا ويعود بها مساء في وادي وصفه بالجمال والعذوبة . فأدخلت ترميز الخرفان بشكل تجريدي متعامد تارة ومتجانس تارة اخرى بالوان الصحراء وألوان السماء التي كان الوصف الشاعري بينهما متوسطا اعماق الشاعر وامنياته وحبه وشغفه للحياة التي اتضح بوصف وادجيه بالوادي المزهر المشع نورا وبهاء ما يدلل على عشقه الابدي لمهنته و «الراعي» ولأغنامه التي تعد للكثير ثروة لا غنى عنها ، وحاولت في اللوحة ان استخلص ملامح القصيدة ولفتها البلاغية برؤية ذاتيه لاتقليدية مستفيدا من المدارس الفنية المعاصرة ومحافظا على ذكريات الزمان والمكان .بصلابة الخطوط واتساقها وتأكيد الكتلة في نسيج عضوي واحد حافل بالتردد والإيقاع ومتماسك البناء مع التأكيد علي استلهام الفنون البدائية والحفريات القديمة وجماليات لغة تشكيلية جديدة خاصة باستخدام العجائن والسطوح والمواد الغريبة لكسب سطح اللوحة ملمسا مختلفا وثراء لوني .