قبل أيام قليلة قررت محكمة التحكيم الرياضي "كاس" تثبيت عقوبة منع نادي الاتحاد السعودي من تسجيل اللاعبين لفترتين "الفترة الصيفية الحالية والفترة الشتوية المقبلة"، ورفض طلب الاستئناف المقدم من إدارته، وإلزام النادي بدفع مبلغ 1.9 مليون يورو للمهاجم الأسترالي جيمس ترويسي، ومعنى هذا الأمر عدم قدرة نادي الاتحاد على الاستفادة من قرار الاتحاد السعودي بمنح الأندية فرصة التعاقد مع ستة لاعبين أجانب، وأيضاً عدم الاستفادة من بند السماح للأندية بالتعاقد مع حارس مرمى أجنبي، بل وحتى اللاعبين السعوديين لن يكون بمقدور نادي الاتحاد التعاقد مع أحد منهم هذا الموسم، وهو بالضبط ما حذرنا وما زلنا نحذر منه ومن تكراره مع أندية سعودية أخرى. فكما أن الدوري السعودي في الموسم المقبل سيفتقد لمنافس قوي وجماهيري وهو نادي الاتحاد العريق ببطولاته وجماهيره ونجومه نظراً للموسم الطويل الذي ينتظره في ظل قلة خيارات مدربه، فالفريق أيضاً سيكون محرجاً في دوري أبطال آسيا فإما أن تسحب منه بطاقة المشاركة وإحلال الرائد مكانه كما حدث لذات الفريق في الموسم الماضي حينما أبعد وشارك بديلاً له الفتح، وإلا سيضطر للمخاطرة والمشاركة بتشكيلته الحالية من اللاعبين وسط قوة الأندية المنافسة المتحفزة والمدعومة بكتيبة من اللاعبين المميزين. أعلم بأن هناك من سيقول هذه مشكلة النادي وهو المسؤول عن تبعاتها وآثارها والبحث عن حلول لها، وهو كلام في محله ولكن من غير المعقول أن يعاني النادي وجماهيره من خطأ وقع فيه شخص أو اثنين أو حتى ثلاثة وأربعة ولم يعاقبوا. كما أنه من غير المعقول أن نرى كرة الثلج تتدحرج وتكبر شيئاً فشيئاً دون أن نسعى لإيقافها على الأقل وليس إذابتها، فالسكوت المطبق هذه الأيام من هيئة الرياضة خصوصاً ومسؤوليها يشاهدون ويسمعون ويقرأون عن تعاقدات وصفقات لأندية مديونة بالملايين يؤكد بلا شك أن هناك ضحايا كثر من الأندية السعودية في المستقبل وسيطولها من محكمة التحكيم الرياضي "كاس" ما طال الاتحاد. في الأسبوع الماضي قلت: "اللوائح جاهزة ومرسلة للأندية منذ عام وبدأ العمل فيها فعلياً وليس عليكم سوى تطبيق بقيتها على أرض الواقع وعدم التغاضي أو السماح بالتلاعب بسمعة الدوري السعودي؛ فسمعة دورينا أهم من الأندية أو الأشخاص". واليوم أيضاً أذكر ما دمنا جميعاً "في البر" والمنافسات لم تبدأ بعد، قبل أن يغرق موج الديون أندية أخرى فتعاقب، والخوف أن تصل العقوبات للاتحاد السعودي فيتضرر المنتخب. الوضع مأساوي وعلاجه لن يحدث إلا بتطبيق اللوائح والأنظمة الصارمة على الجميع وعلى حد سواء، بدلاً من وضع حلول مؤقتة ومطاطية. دقائق - قرار لجنة الاحتراف عندما سمحت للأندية السعودية بالتعاقد مع ستة لاعبين أجانب مع ترك الاختيار لهم بالتعاقد مع حارس مرمى أجنبي أو لا وبغض النظر عن رأيي في إيجابيته أعتقد بأنه سيغير من ملامح المنافسة في "دوري جميل" الموسم المقبل، وربما نشاهد أندية عريقة تصارع على الهبوط. - أيضاً وفي رأيي أن الجماهير السعودية ستستمتع أكثر بمباريات الدوري وقد تتابع مباريات كثيرة لا تتعلق بميولها من بعيد أو من قريب فقط من أجل المتعة. - جماهير الهلال متخوفة جداً من لاعبها الجديد المكسيكي ماتياس بريتوس، وفي رأيي أن خامته تناسب الدوري السعودي وطريقة لعبه تشابه أداء لاعب الشباب السابق المغربي رشيد الداودي، مما يعني أنه لن يلعب في خانة رأس الحربة الصريح بل خلف المهاجمين واعتقد أنه لاعب مناسب لطريقة المدرب الأرجنتيني رامون دياز. - بقدر ما تفاءلت الجماهير النصراوية بالبداية اللافتة للفريق النصراوي هذا الصيف؛ إلا أن الخوف من تكرار قصص الموسم الماضي حينما تسببت المشكلات في تشتيت أذهان اللاعبين عن المنافسة، ولعل معاقبة حارس الفريق عبدالله العنزي وإعادته من المعسكر للرياض تعد أبرز المخاوف، إذ لا تعلم الجماهير حتى الآن هل هو مخطيء أم لا خصوصاً مع الروايات التي أكدت بأن اللاعبين قالوا: إن العنزي لم يخطيء، فهل تعالج إدارة النصر تلك المشكلة بحكمة وتتدارك الوضع. - الأهلي والرائد لم يفقدا أي لاعب يريدانه هذا الصيف ويعملان بهدوء وصمت وهو الأمر الذي سيكون له تأثير إيجابي على مسيرتهما، وإن كنت أرى أن الشباب والفيصلي إضافة للهلال سيقدمون معهما النتائج الأبرز هذا الموسم وأضفت الفيصلي لحنكة إدارته وقدرتها الفذة في إقتناص اللاعبين الأجانب المميزين. ثانية "إذا أخطأت فلا تجعل العذر كذبة مزخرفة" - جوناثان سويفت ** **