تقتات عليك المسافات، وتحار في حبك المفترقات. في صباحك يا عشرين أبدو وكأنني في لَحظِ الزمن شخصاً لأول مرة تشُدُّه ارتباكة المدى. في صباحك يا عشرين أنسَلُّ مِن عتمةِ الضوءِ إِلى تَعرُّجاتِ الذات. أسائل كتاب العمرِ عن طعم التجلي، عن طعم التخلي، عن تعب المسير، عن صلاة الشرود، عن تبتل الرهان في قلب الذاكرة! في صباحك يا عشرين سوف أُتقِن بكائي، نشيجي، رثاء قلبٍ أنهكه الضياع. اترك لي يا صباحُ زُوادةً أُسند بها ما تبقى مِن قلبٍ أوجعه حزن مديد. اترك لي عنوانَ ضوئك لِتُفرِغ مركبات الحزن فيه بعضاً مِن حمولة بوحها. اترك لي صرخة الميلاد، ونعومة المهاد. اترك لي «النوم الطفولي». اتركني دون اسم، اتركني كشذا التراب والمطر. خذني مني! خذني، انثرني عطراً في الهواء. أَوَكُلَّما تأتي يغادر نصفي غير عابئٍ بالنصف الآخر! أَوَكلَّما تأتي تُشعِرني أنني أحد الذين مرت به حضارة الإرهاق، والتهمَت براءتَهم! أَوَكلَّما تأتي يحفر السؤال أخاديداً في زوايا روحي بعمقٍ لا أستطيع اجتثاثه: ماذا سيكون؟ وماذا أريد؟ أوكلَّما تأتي أُنَضِّدُ الفكرة مَقعدين في عقلي وقلبي إلى الأبد! ما الذي سيحدث لو أننا اخترنا العيش في الهامش وتركنا المتن؟ المسافة بينهما ليست كبيرة، وليس مكاناً سيئاً على أية حال، هو مريح لمن يبحث عن مكان وحسب. متى سيكون الهوى لغير المجد متى؟ ومتى تحتفي تباريح الليل بسيرةِ الندى؟