في فجر أمس الخامس من شوال من هذا العام 1438ه توفي الرائد الذي لا يكذب أهله، والقمر المنير، والبدر الساطع في سماء التربية والتعليم د. عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي، وبموته انطفأ سراجه الذي أضاء حياتنا التعليمية والتربوية قرابة ثلاثة عقود ونصف خلال عمله في التدريس والإدارة. ولقد مضى على معرفتي به قرابة 35 عامًا لم أر منه ما يقض المضجع أو يكدر الصفو فو الله ما هي إلا سنوات أمضيتها معه كلها محبة وصفاء وصدق ونصيحة، إلى جانب ما هو عليه من بهاء وهيبة وسكينة؛ إن قلت إنها سكينة وهيبة وبهاء العابد فقل، وإن قلت إنها سكينة وهيبة وبهاء الحكيم المجرب فقل. وإن قلت إنها حسن الخلق ونقاء السريرة وصدق الطوية فهي كذلك فلقد كان كريمًا سمحًا جميل العبارة طيب المعشر ولا تراه إلا ناصحًا أو مؤنسًا أو معلمًا أو مستشارًا أمينًا، قليل اللهو كاف عن الأذى متعففًا عن لغو الحديث لا يحسد ذا نعمة ولا يكره ذا سلطان، ولا يرجو لمن يؤذيه إلا الخير والهداية والصلاح. كنت دهرًا مديرًا له، وأصبح دهرًا مديرًا لي فلم أر منه في الأولى سوى النصح والصدق والأمانة، ولم أر منه في الثانية سوى التواضع والصبر والحلم وبذل المعروف. فلله كم هو مثال ونموذج في القدوة الصالحة. وفي السنوات الثلاث الماضية أصابه من المرض الشديد ما لم يزده إلا صبرًا وقربًا من الله حامدًا شاكرًا ذاكرًا لله ولا يخبر عن حاله إلا بالمزيد من الحمد والاعتراف بالفضل لله ومزيد نعمه عليه. ولأن غاب نجمه فما غاب ذكره وسيرته الحسنة في الناس. فاللهم أجبر مصابنا فيه وأخلف علينا وعلى والدته وزوجته وأهله وأرزقهم الصبر وأنزل عليهم السكينة وأحسن عزاءنا وعزاءهم وعظم أجورنا وأجورهم في مصابنا فيه. اللهم اغفر له وارحمه وأرفع درجته في المهديين والحقه بالصالحين وأحسن وفادته عليك. واكرم نزله واجعله في أمانك وضمانك وذمتك وأجمعنا به في دار كرامتك. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} البقرة 156. ** **