لا تجرحه ثم تقول ما يوجعني يوجعك!! لا تزرع الشوك في صدره ثم تقول يهمني امرك ! الحب الحقيقي لا يظهر جوهره إلا عند الانفعال والغضب والغياب والخلاف اما في الحالات العادية والهدوء والرومانسية فسهل الادعاء والاحتواء الحب يا سادة صبر! نعم صبر وأنا هنا أتكلم عن الحب الإنساني بمعناه الواسع الجميل الرحب و ليس المختزل في واقعنا الحاضر في علاقة بين أنثى و رجل سواء كانت حلالاً أو حراماً / حقاً أو باطلاً الحب صبر: لما أحب الصحابة الله ورسوله وقدموا هذا الحب على النفس والمال والولد ضحوا بكل شيء وصبروا على التعذيب والجوع والطرد والموت فأي حب وأي صبر!!! أولم تروا كيف صبر الامهات حتى قبل أن ترى وليدها على الحمل والوحم و الثقل والوهن ثم تمر بويلات الولادة لكن مجرد أن تعانق عينيها صغيرها تنسى كل الألم، بل تستعذبه فقط لأنها: أحبته! ألم تروا كيف يعطي المعلم ويضحي الطبيب ويكافح التاجر ويتفانى المهندس ويبدع الفنان كل ذلك لإنهم أحبوا شيئاً ما ! مهنتهم أو علاقاتهم أو المال أو الصحبة أو أو الحب تلك الطاقة الكامنة التي تحرك الكون كله به نصبر على الأذى ونشرب على القذى به نتغافل عن زللهم ونتغاضى عن نقصهم نداري خواطرهم ونبلسم جراحهم به نمنح ونضحك نعطي ونترك به نصحو صباحاً متناسين ألم الأمس ونغفو ليلاً براحة قلب ونفس به بعد الله نجبر الكسر ونعلن النصر به نغفر الزلات ونقيل العثرات به نمنح بلا حد ونعطي بلا عد أن نحب يعني أن نبلسم جراح من نحبهم ونداري خواطرهم ونتقبل نقصهم قبل كمالهم وخطأهم قبل صوابهم وزللهم قبل اهتداءهم الحب صبر على نزواتهم وجنونهم كبواتهم وانفعالاتهم صبواتهم وهفواتهم وإلا كان الحب مجرد حديث ليل يتلاشى مع أول خيوط النور ومحض إدعاء يتوارى وراء غيوم الجفاء الحب صبر في كينونته وماهيته ونوعيته ممارسته وتعاطيه لذا إن الحب في أصله أجمل وأعذب أنواع الصبر فأستمتعوا به ومتعوا ارتقوا وتساموا ** ** - سارة الفراعنة