بعد كسر ذراع الإخوان في مصر بالإطاحة بالرئيس المخلوع محمد مرسي, ووقوف القوات المسلحة المصرية إلى جانب إرادة الغالبية العظمى من الشعب المصري وقيام الرئيس عبدالفتاح السيسي بشكر لكل من (المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت والمملكة الأردنية الهاشمية ومملكة البحرين), حتى بدأ الإخوان يعدون العدة للانتقام من مصر أولاً ومن هذا الخماسي ثانياً وبدأت حماس بعملياتها التخريبية في مصر بعد أن فقدت دورها فجأة وأصبحت عبئاً على الدولة المستضيفة لها وعبئاً إستراتيجياً على حركة الإخوان التركية, فتعاملت على حدود مصر فلسطين مع مهربي السلاح والمخدرات تارة ومع عناصر إرهابية تارة أخرى بهدف زعزعة الأمن الداخلي في مصر ليعطى انطباع أن الحالة الداخلية الراهنة قد تضرّرت نتيجة الإطاحة بالرئيس المخلوع محمد مرسي وانطباع آخر بأن ما زال لها دور في مصر لإثباته أمام الدول الداعمة لحماس مالياً وإستراتيجياً وجغرافيا. وبالتالي نرى هنا تحالفاً شريراً بين حركة الإخوان وحماس برعاية قطرية تركية، إذا اتفقنا أن لأردوغان أطماع في المساحة الجغرافية العربية وحلم الدولة العثمانية الذي ذهب أدراج الرياح يثيرني تساؤل لماذا قطر تنضم لتحالف الشر هذا ضاربة بعرض الحائط العلاقات العربية والخليجية التي يفترض أن تكون أولوياتها هي الدور الفاعل في التجمع العربي والخليجي إلا أن قطر تجاهلت كل هذا. لو تتبعنا قناة الجزيرة لوجدنا دورها يعكس نهج الحكومة القطرية في التهجم بشكل مباشر أو غير مباشر على السعودية والإماراتوالبحرين ومصر والأردن.. لماذا هذه الإيدولوجية الرخيصة التي انتهجتها قناة الجزيرة في التهجم على هذه الدول حتى من خلال موقعها الإلكتروني وحساباتها على تويتر لا تهدأ هجوماً وتلميحاً لهذه الدول. دور مشبوه غير مبرر اتخذته قطر ضد العروبة ما الذي يؤرّقهم من تلبية الجيش العربي المصري لنداء ملايين المصريين ما الذي يؤرّقهم من وقوف السعودية والإماراتوالبحرين والأردن إلى جانب مصر، حقيقة لقد سعت قطر إلى فسخ النسيج العربي سواء من خلال إعلامها أو من خلال سياستها. أما حماس الخيانة فمع وصول خالد مشعل وإسماعيل هنية لقيادة حماس سياسياً وعسكرياً, قاما بقلب بوصلة حماس من حركة وطنية فلسطينية إلى حركة إخونجية طوّعت نفسها مطية للإملاءات التركية والقطرية وأصبح شغلها الشاغل مناكفة مصر من ناحية دعم الإرهاب في سينا ما يُعرف ب(سرايا القدس) والتهجم الإعلامي على مصر وأخذ الرؤى الأردوغانية كمنهج أساس في الهجوم على مصر, فلو حقاً أن حركة حماس تهدف إلى مصلحة أبناء الشعب الفلسطيني لنأت بنفسها عن المقارعات السياسية واستأخت مصر التي تمثّل حدودها شريان الحياة لقطاع غزة وأفادت شعبها من علاقة منسجمة مع القيادة المصرية, إلا أن حماس تناست المصلحة الفلسطينية الشعبية ودأبت على العبث بالأمن المصري إرضاءً للطموحات القطرية والأردوغانية المريضة، وبدأت تعيث في سيناء فساداً، بل وقدّمت دعماً مسلحاً لا محدوداً للجماعات الإرهابية سواء داخل الحدود المصرية أو من خلال أنفاق الغدر التي تحفرها فئران حماس للتسلّل إلى الأرض المصرية أو من خلال الجانب الآخر مع الحدود الليبية وطبعاً هذا بدعم مالي وإستراتيجي قطري تركي أردوغاني. لقد تلاعبت حماس بدماء الفلسطينيين وآن لهذه القيادة أن ترحل وإعطاء قيادة حماس لوجوه جديدة ترعى مصالح الفلسطينيين وتحرص على العلاقات الطيبة مع الدول العربية بدلاً مما تفعله قيادة حماس الآن من التخوين والاتهامات الباطلة لمحسوبية سياسية التي كانت دماء الشعب الفلسطيني ثمناً لتلك المواقف لقيادة حماس. أما حركة الإخوان (وأرفض أن أضيف المسلمين إلى الكلمة), حركة تتخذ من الإسلام مطية لخدمة توجهها السياسي وتمييع الخطاب الإسلامي ليوافق نهجها الدكتاتوري لذلك تجد أن كل من يخالف ركبها ويرفض قراراها ولا ينصاع لطيفها تتهمه بأشد العبارات وأشنع الأوصاف إلى درجة تصل إلى اتهام من يقف ضدها بأنه غير مسلم وخارج من الملة, لذلك اتخذوا من إرهاب الكلمة وإثارة العاطفة الدينية أدوات لفرض آرائها, وها هم يهددون ويتوعدون ويحركون المغيبون باسم الدين حتى وضعوا معركتهم الآن في قالب نهجي شرعي إسلامي متناسيين أن عموم الشعب العربي والمصري ليسوا مجوساً وليسوا من عبدة البقر، بل هم مسلمون موحّدون بلا إله إلا الله محمد رسول الله. لقد كان قراراً حاسماً من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية بتأييد عربي ودولي كبيرين لقطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية والتجارية وإغلاق المنافذ البرية والجوية والبحرية علّ وعسى أن تعود قطر إلى رشدها لكن لا يبدو أنها عقلت وما زالت في عنادها غير المبرر وارتمائها بالحضن الإيراني تارة والأردوغاني تارة أخرى.. لقد سقطت ورقة الزيتون يا قطر وآن الأوان للاعتذار وتطبيق الطلبات العربية والخليجية للعودة الطبيعية للنسيج العربي والخليجي..آن الأوان خروجك من بيت الطاعة الإخونجية.. والحضانة الحمساوية. ** **