لعن الله قومًا ضاع الحق بينهم. تذكرت هذا القول المأثور وأنا أقرأ مقالة فتحي بن لزرق التي عنونها ب(حقيقة الشرعية)، هذا المقال المليء بالدس الرخيص وإلباس الحق بالباطل. وفتحي بن لزرق كما أعرفه ويعرفه كثير غيري ينطبق عليه مثل النائحة المأجورة التي تبكي وتولول في كل المآتم؛ فقبل ثورة الشباب في ال11 من نوفمبر كان مع علي سالم البيض وقناة عدن لايف التي تبث من الضاحية الجنوبية في بيروت بدعم إيراني طبعًا، وكان يردد تلك الأسطوانة المشروخة بأن هناك شيئًا اسمه الجنوب العربي محتل من قِبل اليمن. وبعد الانقلاب يمم وجهه شطر المخلوع عفاش بوصفه واحدًا من الأقلام المأجورة التي تمارس القفز الواضح على الحقائق، ومنها تلميع عفاش والترحم على أيامه وسنواته بعد أن تكشفت كل مساوئ عفاش وعوراته. وأنا هنا لا أرد على فتحي بن لزرق؛ فتخرصاته وأكاذيبه واضحة مكشوفة، لكني أردت أن أقف مع حقيقة الشرعية التي تناضل من أجل استعادة اليمن ودولته المنقلب عليها والتحالف العربي الداعم لها، فأقول ابتداء: لم يكن الأمر وليد خلاف أو سوء فهم بين أطراف، وإنما مؤامرة إيرانية مكشوفة، تصدى لها الجميع بوعي من خطورتها، ودراية بمن يعملون في مواجهتها. فما هي أو من هي الشرعية؟ إنها ممثلة برجال ضحى غالبيتهم بأهلهم ومالهم دفاعًا عن الوطن، وفي طليعة الكل ومقدمة الجميع فخامة المشير عبد ربه منصور هادي الذي ضحى بعدد من أفراد أسرته، وكان بإمكانه حقن دمائهم لو تعامل مع المشروع الإيراني، فضلاً عن قادة يرتقون شهداء وهم في مقدمة الجبهات إلى جانب جنودهم. إنَّ مما تلقفه فتحي بن لزرق وأمثاله من الأقلام المأجورة مفردات المرتزقة وحكومة الفنادق، وأن السعودية تنفق أموالها على من لا يستحق، وكأن المملكة ودوائر صنع القرار فيها يمكن خداعها والتدليس عليها كما جاء في خطاب المخلوع عفاش الأخير، لكن الحقيقة أن المملكة العربية السعودية الشقيقة تقف عن إدراك كامل على ما تعمله مع أشقائها اليمنيين، وتقود التحالف المناصر للشرعية على قاعدة الثقة المتبادلة بين الشرعية اليمنية والتحالف. وقد تحققت العديد من الانتصارات التي ستنتهي حتمًا بالنصر الأكيد بإذن الله لليمن وللأمة العربية في مواجهة الأطماع الإيرانية الخاسرة. وأجدها مناسبة أن أستشهد بما قاله الزميل محمد العرب مراسل العربية عن جبهة نهم، الذي قال لمن يعرف نهم: أنا صعدت الجبل بالسيارة في ساعات عدة فما بالكم بمن يصعدونه على الأقدام في طريق مزروع بالألغام وكمائن القناصة.. تلك هي الحقيقة، فضلاً عن أن الحرب كما وصفها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع قامت من أجل إنقاذ اليمن، ويمكن حسمها في أيام، ولكن سيكون هناك ضحايا في كل بيت في اليمن والمملكة، وكما قال سموه إن الوقت لدينا، وسيسجل التاريخ أن هذه أنظف وأعدل حرب في تاريخنا الحديث. وعودًا على بدء، يمكن القول إن من حِكَم الله التي تتجلى في الفتن سقوط الأقنعة، ولن يكون فتحي بن لزرق أول المتساقطين ولا آخرهم.