الملك سعود بن عبدالعزيز هو الأول من الملوك من أبناء الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه» حيث اختاره والده الملك عبدالعزيز ولياً للعهد وبعد وفاة الملك عبدالعزيز 1373ه تولى سعود قيادة البلاد ملكاً لأحد عشر عاماً، حيث تميز الملك سعود (رحمه الله) بأنه كان يسابق الزمن من أجل بناء الوطن وجعل المملكة في مصاف الدول الحديثة والأخذ بنهضتها، في هذه المقالة لا نريد أن نتحدث عن إنجازاته داخل الوطن وهي عظيمة، وإنما نتناول جزءًا من سياسته الخارجية وعلاقة المملكة بالعالم الخارجي حيث إن الملك سعود أولى بذلك اهتماماً كبيراً من توقيع المعاهدات الدولية وقام بأكثر من 35 رحلة رسمية خارج الوطن من إقليمية وأجنبية وكان ينوب عن الملك عبدالعزيز في كثير من الرحلات الخارجية وإنما نشير هنا إلى واحدة من رحلاته الخارجية الرسمية فاختيار الهند دون غيرها من الدول التي زارها الملك سعود «رحمه الله» لكونها دولة صناعية ولها تاريخ وحضارة مع المسلمين وفي قلب آسيا وعضو أساسي بمنظومة دول عدم الانحياز وللهند مع المملكة علاقة فريدة ومميزة وتاريخية من روابط اقتصادية وثقافية لعدة قرون، كما أنه لا يخفى على الحكومة الهندية وهي دولة متعددة الأديان والأعراق بالدور والمكانة للمملكة عربياً وإسلامياً لما تحظى به من رعاية وخدمة الحرمين الشريفين حيث بدأت رحلة الملك سعود التاريخية للهند في 26 نوفمبر 1955م بدعوى رسمية من الرئيس الهندي راجا بندرا انطلاقاً من الرياض إلى الظهران بالطائرة ومن ثم غادر إلى مدينة كراتشي وبقي فيها عدة ساعات ومن ثم غادر إلى مطار سانتاكروز في بومباي حيث كان في استقباله بالمطار الرئيس الهندي وأعضاء حكومته ثم أخذ طريقه بالقطار إلى مكان ضيافته بالقلعة الحمراء وكان في معيته عدد من أخوانه الأمراء عبدالمحسن ونايف وعبدالإله وأحمد والأمير مساعد بن عبدالرحمن والأمير محمد بن سعود الكبير ومن أبناء الملك سعود الأمراء محمد وخالد وماجد وبدر وسعد وفيصل وسلطان وعبدالرحمن وهم طلاب بمعهد الأنجال، وعند وصوله إلى القلعة الحمراء أمّ الملك سعود بالمصلين صلاة الجمعة ومن ثم أقاموا للملك سعود وضيوفه الكرام الحفلات الشعبية والمناسبات الكبيرة التي تليق بمقام الملك سعود وضيوفه الأبرار حيث دامت زيارته (17) يوماً وهي حافلة وناجحة لكلا البلدين حيث شمل برنامج زيارته الكريمة عدة مدن هندية بومباي ودلهي وعليكرة وبناريس وحيدر أباد واستقبلاستقبالاً شعبياً كبيراً بهذه الزيارة الميمونة، حيث أصبح لها أهداف إستراتيجية طويلة الأمد لخدمة البلدين الصديقين. ومن مشاهدات برنامج هذه الزيارة التاريخية: 1) تم البدء بصفحة شراكة إستراتيجية تخدم الهند والمملكة ودول الجوار «الخليج العربي». 2) تم بناء تحالف كامل بين البلدين الصديقين سواء إقليمية أو دولية في زمن الحرب الباردة. 3) تم بناء أسس جديدة بين البلدين تخدم الشعبين الهندي والسعودي في جميع المجالات. 4) أقيم له حفل شعبي كبير في بومباي على شرف الرئيس الهندي وأعضاء حكومته في مقر إقامته في القلعة الحمراء. 5) أمّ المصلين في جامع القلعة الحمراء في يوم وصوله الجمعة (وهو شرف لهم بأن خادم الحرمين الشريفين يصلي بهم). 6) لاقى تكريماً عظيماً من رئيس الوزراء الهندي جواهر نهرو. 7) إهداء الملك سعود فرساً عربيًا أصيلاً لرئيس الوزراء جواهر نهرو. 8) وضع حجر الأساس لتأسيس الجامعة السلفية في بناريس. 9) زيارته لإقليم البنجاب بترحيب من حاكم الإقليم وشعبه. 10) زيارته لمدينة عليكرة بالسيارة وعلى جانب الطريق اصطفت الجماهير للترحيب بالملك سعود وضيوفه الكرام. 11) أمّ المصلين في جامع مدينة عليكرة. 12) نال شهادة الدكتوراه الفخرية تكريماً له من جامعة عليكرة. 13) زار تاج محل بعليكرة وهو من أعظم المعالم التاريخية في الهند. 14) أمّ المصلين في جامع دلهي (100 ألف مصل). 15) نال شهادة الدكتوراه الفخرية في القانون. 16) زار كلية الدفاع الوطنية العسكرية وقدم سيفاً من الذهب للجنرال حبيب الله رئيس الكلية. 17) ختام زيارته لسبعة عشر يوماً حيث غادر بومباي إلى المملكة بعد أن سجل الملك سعود «رحمه الله» في حفل الزيارات التاريخية الناجحة معبراً عن شكره وتقديره على الحفاوة والتكريم الذي لاقاه من الرئيس الهندي وحكومته أثناء إقامته والتي نتج عنها تأسيس وبناء وربط العلاقات على أعلى المستويات بين البلدين والشعبين الصديقين وهذا نهج سار عليه المؤسس الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه» وأخذ بنهجه الملك سعود (رحمه الله) وإخوانه البررة مما جعل للمملكة مكانة وصوتاً مسموعاً في المحافل الدولية. وبالله التوفيق،،، ** **