أشادت الصحف الإسبانية الاثنين بريال مدريد وبمدربه الفرنسي زين الدين زيدان معتبرة أنه «غيَّر التاريخ الحديث للفريق»، مع مواصلة مشجعي النادي الملكي الاحتفال باللقب الثالث والثلاثين في بطولة إسبانيا لكرة القدم. وكان النادي الملكي قد ضمن الأحد إحراز اللقب بفوزه على ملقة 2 - صفر؛ لينهي الدوري بفارق ثلاث نقاط عن غريمه برشلونة الفائز بدوره أمس على ايبار 4 - 2 في المرحلة الثامنة والثلاثين (الأخيرة). وبهذا اللقب - وهو الأول في الدوري لريال منذ عام 2012 - رفع زيدان (44 عامًا) رصيده من الألقاب مع النادي إلى أربعة منذ توليه مهامه الموسم الماضي، بعد لقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي والكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية. وسيكون الدولي الفرنسي السابق أمام فرصة رفع غلته إلى خمسة ألقاب، عندما يدافع عن لقبه الأوروبي في نهائي دوري الأبطال أمام يوفنتوس الإيطالي في النهائي المقرر في الثالث من حزيران/ يونيو. وركزت الصحف الإسبانية على محورية زيدان في اللقب المدريدي. وعنونت صحيفة «إل موندو»: «انها ليغا (بطولة إسبانيا) زيدان»، مرفقة بصورة للمدرب محمولاً على أكف اللاعبين بعد نهاية المباراة الأحد. من جهتها، كتبت إل بايس «ريال زيدان، بطل»، وحيت مسار اللاعب السابق في صفوف ريال (بين 2001 و2006)، والنجم السابق للمنتخب الفرنسي الذي عُيِّن مدربًا في يناير 2016. وتابعت الصحيفة «إن هذا الفوز على ملقة 2 - صفر ينصف البطولة التي هيمن عليها فريق زيدان. المدرب الذي يواصل حصد النجاح». وأضافت «في موسمه الأول الكامل مع الفريق أحرز لقب الدوري الذي لم يحرزه ريال منذ 2012. ويبقى أمامه تحدي دوري أبطال أوروبا الذي يخوض مباراته النهائية في 3 حزيران/ يونيو ضد يوفنتوس». وعلى صعيد الصحف الرياضية اكتفت «ماركا» على صفحتها الأولى برقم «33»، في إشارة إلى عدد ألقاب ريال في البطولة الإسبانية، وأضافت «على مقاعد الاحتياط أيضًا زيدان يوسع أسطورته». وتابعت الصحيفة المدريدية في صفحاتها الداخلية «لقد غير زيزو التاريخ الحديث لريال. إدارته للفريق يمكن اعتبارها بأنها غير عادية. إنه اللقب الرابع في 17 شهرًا، ويبقى أمامه نهائي دوري الأبطال». وكتبت صحيفة «إس» على صفحتها الأولى «تشامبيونز (أبطال)»، ولخص مديرها ألفريدو ريلانيو في مقاله آراء جانب كبير من الصحافة المحلية بأن علامة زيدان هذا الموسم كانت نجاحه في مداورة لاعبيه بشكل دائم للحفاظ على لياقة الأساسيين حتى نهاية الموسم. أضاف «هذا الدوري فاز به زيدان بفريقين. كل الفضل لزيدان لنجاحه بالأمر الأصعب لمدرب إشراك اللاعبين الذين لا يلعبون عادة». الآلاف يحتفلون في مدريد وكان زيدان قد قال بعد الفوز الأحد «في داخلي أنا فرح للغاية لإحراز لقب الليغا الإسبانية». مضيفًا «خضنا 38 مرحلة، وكانت هذه الأصعب. بالنسبة إلي، البطولة الإسبانية هي الأجمل». أضاف «الفوز هنا، بهذه الطريقة، مع هذه المجموعة، أنا مغتبط». مشيرًا إلى أنه «اليوم الأكثر سعادة في مسيرتي الاحترافية». وكان الآلاف من مشجعي النادي قد ملؤوا ليل مدريد بصخب الاحتفالات حتى فجر الاثنين، على أن يستكملوا ذلك في وقت لاحق اليوم. وتوجه الآلاف من المشجعين الذين ارتدى معظمهم القميص الأبيض الشهير للنادي الملكي إلى ساحة «سيبيليس»، المكان التقليدي لاحتفالات ريال في وسط العاصمة الإسبانية، وهللوا بحماس لدى وصول اللاعبين على متن حافلة مكشوفة، كُتب عليها «أبطال». وارتدى قائد الفريق سيرخيو راموس ولاعبون آخرون قمصانًا لريال، كُتب عليها الرقم 33، في إشارة إلى اللقب الثالث والثلاثين. والتقط اللاعبون صورًا للاحتفالات عبر هواتفهم الخليوية من أعلى الحافلة. وسار راموس إلى وسط الساحة لرفع علم النادي «الميرينغي» على أنغام الأغنية الشهيرة لفرقة «كوين» البريطانية «وي آر ذي تشامبيونز (نحن الأبطال)»، ونال المدافع البرازيلي مارسيلو التشجيع بعدما علق وشاحًا للنادي حول عنق التمثال. «الآن يبقى أمامنا إحراز دوري أبطال أوروبا. نحن نعول على دعمكم. شكرًا لكم!».. قالها نجم الفريق البرتغالي كريستيانو رونالدو قبل أن يبدأ الغناء مع المشجعين. وسجل رونالدو الهدف الأول، وأضاف الفرنسي كريم بنزيمة الثاني في مرمى ملقة؛ ليقودا ريال إلى لقبه الأول في الدوري منذ 2012. وينقل التركيز حاليًا إلى الحفاظ على لقب دوري الأبطال الأوروبي. وقال اميليو غوين (37 عامًا)، أحد المشجعين المتحمسين لريال الذي جاء مع أصدقائه للاحتفال باللقب: «إنه أمر رائع. وفي 3 يونيو بعد النهائي (دوري الأبطال) سيكون الأمر أكثر روعة». وفي حال نجاح ريال بإضافة اللقب الأوروبي إلى المحلي فإنه سيحقق الثنائية التاريخية للمرة الأولى منذ 60 عامًا، وتحديدًا منذ موسم 1957 - 1958 مع لاعبيه التاريخيين ألفريدودي ستيفانو وريمون كوبا وفرانسيكو خينتو. وكانت لزيدان أيضًا حصته الوازنة من مديح المشجعين. وقال الفريديو كورديرو (36 عامًا) الذي لف كتفيه بعلم ريال «كان التعاقد مع زيدان أفضل قرار اتخذه ريال منذ فترة طويلة». وسيتم تكريم ريال في بلدية العاصمة في احتفالية مقررة الاثنين. وتقى من الموسم الكروي الإسباني مباراة واحدة، هي نهائي مسابقة كأس الملك، وتجمع برشلونة وألافيس في 27 مايو.