انتهى الأمر، وأصبح اللعب فوق الطاولة، بعد سنتين من شراكة الموت بين مليشيات الحوثي ومليشيات صالح، ومع استمرار تقلص رقعة الانقلاب واتساع رقعة الشرعية، تعدى الأمر التراشق الإعلامي بالاتهامات بين طرفي الانقلاب ليصل إلى المنابر، نعم إنها آخر فصول الانقلاب، حرب المنابر، ففي خطبة الجمعة الماضية في مسجد الصالح انتقد خطيب المسجد العفاشي المدعو علي المطري ما تفعله مليشيات الحوثي في صنعاء من سلب المال العام وظلم الناس وعدم صرف مستحقاتهم ورواتبهم والتعدي على المؤسسات العامة، وعدم احترام الشراكة السياسية مع مليشيات صالح، وهي المرة الأولى الذي يتكلم خطيب محسوب على المخلوع بهذا الوضوح وهذا العنف ضد مليشيات الحوثي، وأمطر المطري الانقلابي عبد الملك الحوثي بسيل من الانتقادات المذهبية ضد ما يعرف بالمسيرة القرآنية في أول هجوم مذهبي ضد الحوثي، كما استهزأ بتصرفات من يدعوا انهم أنصار الله ويظلمون عبيد الله، بينما في حجة شن الخطيب الحوثي عبد الله النعمي في مسجد حورة هجوما لاذعا ضد عفاش متهما إياه بأنه لا يقاتل ولا يعمل أي شيء إلا الاختباء، بينما من يقتل في كل الجبهات هم أفراد مليشيات الحوثي، وقد رفع النعمي من سقف هجومه ليقول بالحرف الواحد إن المخلوع والمقربين منه مجموعة سراق وأدعياء ومنافقون وجبناء. تبادل الاتهامات هذه المرة هو الأعنف ويختلف عما سبقه من تجاذبات طرفي الانقلاب، ولاسيما بعد الانتكاسات العسكرية القوية في كل من الجوف والبيضاء وصعدة وحجة وعمران وصنعاء وتعز، وهذه الانتكاسات أثرت بشكل واضح على الزخم الهجومي للمليشيات والتي اكتفت باتخاذ الوضع الدفاعي والتمترس في الأخاديد الصخرية في المناطق الجبلية التي يتواجدون، بها ناهيك عن الضغوط المجتمعية ضد الانقلابيين من الفئة التي كانت تعرف بالفئة الصامتة على أثر التراشق بالاتهامات بين نشطاء المجتمع المدني وطرفي الانقلاب حول تفشي مرض الكوليرا الذي وصل إلى مرحلة خطيرة في المحافظات التي تتواجد فيها المليشيات. لمحة الدكتور وجدي المخلافي ابن تعز الذي يعمل مديراً لمستشفى الجوف العام، هذا الشاب أصبح القاسم المشترك لكل أطراف المجتمع في الجوف فهو المسعف للجنود والمطور للبنية التحتية الصحية والمكافح للكوليرا، حيث يتوافد المرضى من عمران وصعدة وصنعاء للعلاج في الجوف مجاناً. المخلافي نموذج لليمني الغيور على شعبه، شخصياً أعتقد ان اليمن يزخر بأمثال المخلافي متى أتيحت لهم الفرصة.