هو الشيخ ناصر بن محمد الخزيم -يرحمه الله- ولد في البكيرية عام 1340ه. النشأة والتعليم: نشأ في بيت والده الشيخ محمد بن عبدالرحمن الخزيم رحمه الله، نشأة علم وورع حيث كان والده فقيهاً عالماً زاهداً ورعاً، قرأ القرآن على والده وتعلم في كتاتيب مدينته ثم رحل إلى الرياض لطلب العلم ولازم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي عام المملكة ،وقرأ عليه أغلب الفنون من تفسير وحديث وفقه وفرائض وغيرها. كما طلب العلم على الشيخ محمد بن مقبل، والشيخ عبدالعزيز السبيل في البكيرية، والشيخ محمد بن ناصر الوهيبي رحمهم الله في رياض الخبراء وغيرهم. الحياة العملية: في بداية حياته كان إماماً لصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن عبدالعزيز يرافقه في سفره وإقامته. ثم استقر في محافظته البكيرية وشارك مدرساً متعاوناً في أول مدرسة أنشئت في المحافظة عام 1367ه - ثم عين مدرساً في مدرسة رياض الخبراء الابتدائية بعد إنشائها عام 1368ه. - ثم أسس مدرسة السحابين الابتدائية 1372ه وعين مديراً لها. - ثم عمل مديراً لمدرسة الخبراء عام 1380ه. - ثم انتقل إلى البكيرية وعمل مديراً للمدرسة السعودية عام 1386ه. وخلال عمله مدرساً في مدرسة رياض الخبراء عام 1368ه أصبح مؤذناً في المسجد الجامع ملازماً لفضيلة الشيخ محمد بن ناصر الوهيبي رحمه الله وينوب عنه في الإمامة. وأيضاً خلال عمله مدرساً في مدرسة الخبراء كان إماماً وخطيباً في جامعها، وبعد انتقال عمله إلى البكيرية عمل إماماً وخطيباً في المسجد الجامع الكبير حتى شعر بكبر سنه وبُعد مسكنه فقدم اعتذاره عن الإمامة عام 1417ه. الأعمال الاجتماعية والخيرية: الشيخ ناصر رحمه الله من وجهاء المجتمع في البكيرية له حضور اجتماعي ومشاركة بارزة في الجمعيات الخيرية، فهو عضو مؤسس في جمعية الدعوة في البكيرية وعضو مؤسس في جمعية البر الخيرية وغيرهما مشاركاً في الإجتماعات والمناسبات العامة التي تخدم الصالح العام في مدينته، كما أنه مؤسس ومدير مكتبة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الخيرية بالبكيرية عام 1395ه، التي تعتبر من أبرز أعماله الخيرية جعلها الله صدقة جارية له رحمه الله. مكتبة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الخيرية بمحافظة البكيرية: أسسها رحمه الله عام 1395ه، وقد ساعده بعض طلبة العلم في المرحلة الأولى من التأسيس ودعمه المحسنون من أهالي البكيرية ، بدأت بأربعين كتاباً وتبلغ الآن أكثر من أربعة عشر ألف عنوان توفر لروادها أفضل الخدمات المكتبية، لذا يقصدها الباحثون والقراء والزوار. وقد عمل مشرفاً عليها ومديراً لها منذ تأسيسها حتى وفاته بدون مقابل يبتغي الأجر من الله، ولما اعتلّت صحته كلف أبناؤه بالإشراف عليها، والآن يشرف عليها ابنه صاحب المعالي الدكتور محمد نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام، وسوف تستمر بأداء رسالتها إن شاء الله. مناقبه وصفاته: كان الشيخ ناصر الخزيم هادئ الصوت بشوشاً طلق المحيا كريماً محباُ لليتامى والمساكين وراعياً لهم، ويسعى للإصلاح بين الناس بجاهه وماله، واصلاً لرحمه وأقاربه. يروي لي والدي أن الشيخ كان يأتي ماشياً على قدميه من البكيرية إلى غرب رياض الخبراء ليسلم على كبار السن وأصحاب الفضل والجاه ويتجه شرقاً حتى يصل إلى البكيرية، ويروى لي العميد المتقاعد عبدالرحمن العبري صاحب متحف العبري في رياض الخبراء عن والده الشيخ ناصر يرحمه الله أن الشيخ ناصر الخزيم عندما كان يعمل مدرساً في رياض الخبراء كان الشيخ يشتري احتياجاته منه ثم انقطع عنه وجاء إليه يوماً بعد صلاة الفجر وسأله لم الانقطاع؟ فبرر ذلك بتأخر الراتب عنه، فرد عليه العبري وقال له لاتتردد ابداً ومتى ماجاءت رواتبكم سدد ماعليك، وكانت الرواتب حينها تتأخر بالأشهر، ولما استلم الشيخ ناصر راتبه احضره بكيس من القماش وسلمه للعبري وقال خذ منه ماتطلبه مني وارجع الباقي، وهذا ماكان. وحدثني أن من أنجب من درّسهم في مدرسة رياض الخبراء هما الدكتور مطلب بن عبدالله النفيسة وزيرالدولة وعضو مجلس الوزراء والأستاذ محمد بن حجاج العريني المديرالعام (الأسبق) للشئون الإدارية بالمديرية العامة للجوازات. أسرته وأولاده: له أخوان هما صالح الذي كان مستشاراً في رئاسة الحرس الوطني وإبراهيم يرحمه الله من رجال التعليم في البكيرية وأخت واحدة، و رزقه الله ذرية صالحة بإذن الله عشرة من الذكور وإحدى عشر من الإناث من ثلاث زوجات، منهم معالي الشيخ الدكتور محمد نائب الرئيس العام لشئون المسجد الحرام وعبدالرحمن مدير الشئون الإدارية والمالية في مصلحة الجمارك وصالح مساعد مدير التعليم في محافظة البكيرية. وفاته: بدأ رحمه الله يفقد جزءاً بسيطاً من ذاكرته في بداية عام 1418ه، ثم فقدها بالتدريج وفي عامه الأخير اعتلّت صحته فأصيب بالتهاب في الصدر واستمر علاجه حتى توفي رحمه الله في مستشفى البكيرية العام، وتمت الصلاة عليه ظهر يوم الأحد 11-6-1426ه في المسجد الجامع الكبير الذي كان إماماً فيه وحضر الصلاة عليه جمع غفير من محافظة البكيرية وماحولها وامتلأ الجامع بهم بما يشبه يوم الجمعة، وأم المصلين عليه أكبر أبنائه د. محمد بن ناصر الخزيم نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام. وأخيراً أدعو للشيخ ناصر الخزيم أن يرحمه الله ويتجاوز عنه ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنه ووالدي ووالديكم أجمعين. وأتمنى من بلدية البكيرية تسمية أحد الشوارع الرئيسية باسم الشيخ ناصر بن محمد الخزيم وهذا أقل تكريم له. وختاماً أشكر الأخ والصديق الوفي معالي الدكتور الشيخ محمد الذي زودني بمعلومات ضافية عن والده. ** ** - د. محمد الصالح العبدالله العريني * بريد إلكتروني: [email protected]