يحاول بعض المحافظين، الذين يظنون أن المرأة ليست مؤهلة لتحقيق الإنجازات، وليست جديرة بالتالي للتكريم، أن يشككوا في الأخبار التي ترد من الغرب، والتي تقف فيها المرأة السعودية على منصات التميز. ولكي يثبتوا وجهة نظرهم، يتشبثون بنظرية المؤامرة السهلة والشديدة الإقناع، ليُلبِسوا من خلالها تلك الإنجازات ثوبَ تغريب المجتمع، واستيراد التحرر، بهدف هدم القيم الإسلامية! هذا ما ظللنا نسمعه طيلة الأسبوع الماضي، بعد أن تداولت الأوساط الإعلامية خبر تكريم طبيبة سعودية، ضمن الاحتفالية بيوم المرأة العالمي، والذي يوافق 8 مارس. وجاء التكريم ضمن فعاليات جمعية دبلوماسية في نيويورك، ل 18 امرأة من دول العالم، وكان من ضمن المكرمات الطبيبة السعودية رشا بنت فهد البواردي. وكرمت الدكتورة البواردي؛ لكونها أول سعودية تتخرج في جامعة هارفارد الطبية بأمريكا، وكأول طبيبة وباحثة في مجالها؛ حيث لم يسبقها أحد من المبتعثات. ولقد أقيم الاحتفال في القاعة الوطنية بمقر الجمعية في مدينة نيويورك؛ لتكريم السيدات اللائي حققن إنجازات أكاديمية واقتصادية واجتماعية للمرأة في جميع أنحاء العالم. هل يتعارض تميز المرأة مع قيم شريعتنا أو قيم مجتمعنا؟! ألم تكن المرأة صاحبة دور فاعل في التاريخ الإسلامي والعربي؟! أليست هي الأم والأخت التي نتسمى بها في بوادينا وحضرنا؟! ما الجديد إذاً؟! أهو إفلاسٌ للتيار الذي يحاول اليوم أن يدير عقارب البوصلة على مزاجه، وحسب أجنداته؟!