إدراكًا بخواء الشعارات الإيرانية من أي مصداقية، وما خلفته من جرائم، وقبائح، وسوء أفعال، جاءت محاضرة وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد معالي الشيخ صالح آل الشيخ على هامش مهرجان «الجنادرية 31»؛ لتبين أن: «الأمة الإسلامية، وأهل السنة، والجماعة، لن تخدعها الشعارات البرّاقة التي تطلقها إيران باسم الإسلام، التي هي ذر للرماد في العيون»؛ وحتى لو حاولت: «إيران باستمرار التأثير، وتحويل الشيعة إلى ميليشيات. ودور الجميع أن يقفوا لذلك بالمرصاد؛ لأن المنهج الخميني أفسد الوحدة الإسلامية، وأراد لأهل السنة، والجماعة، الفرقة، والتشتت». شعارات براقة جميلة - لا غبار عليها - ترفعها إيران، إِذ لا أسهل من الوصول إلى تعاطف الجماهير، ولا أيسر من دغدغة مشاعر البسطاء بتصريحاتهم الطنانة، وشعاراتهم الرنانة؛ ليأتي لطمهم بكشف سوءتهم الفكرية الضحلة، التي لم تتعد شعاراتهم البراقة فقط، التي يطلقها قادتهم السياسيون بين الحين والآخر، كالعمل على تأسيس حكومات إسلامية، وتحرير المسجد الأقصى من أيدى اليهود الغاصبين، ورفع الظّلم عن الشّعوب المستضعَفة، والأقليات المضطهدة، إلى غير ذلك من الشِّعارات الزَّائفة، التي اختطفت كثيرًا من شباب المسلمين قَلِيلي الخبرة، والتّعليم، وألقت بهم في غَياهب التَّشيُّع، والرَّفض. تُعد الشعارات الإيرانية من سياسات الخداع التي اعتمدتها في الوقت الحاضر؛ حتى يمكنهم أن يتسللوا منه إلى كثير من العقول البسيطة؛ من أجل التأثير في ميولهم، والاستحواذ على تعاطفهم، بما يوشك أن يكرر سيناريو الخداع الكبير، الذي وقع فيه جمهور من الأمة أيام انقلاب الخميني، وانتصار الثورة الإيرانية، وتكوين النظام الثيوقراطي، الذي يتمحور حول ولاية الفقيه، وأيديولوجياته، وأدبياته؛ وليطلق على حركته وصفًا بثورة المستضعفين، فكانت خدعة قدمت كل خدمة؛ لتحقيق الاستراتيجيات، والسياسات، والمخططات التي تنفذها إيران في ظل مصالح أساليبهم القذرة. روجت الشعارات الخمينية التي يكذبها الواقع إلى العنف، والقتل، والتكثير من سواد أهل الباطل. كما روّجت للتطرف الطائفي، وما استتبعه ذلك من نشر الأفكار المنحرفة، وتأجيج مشاعر الكراهية بين المسلمين؛ باعتباره تحديًا جديدًا، يهدف لإشغال المسلمين عن قضاياهم الأساسية في خدمة مجتمعاتهم، وفق منهج الوسطية، والاعتدال، والتصدي لأعدائهم. بل إن تلك الشعارات الزائفة التي ترفعها إيران، توازت مع مصالح الغرب في إعادة ترتيب دول المنطقة، وما أسموه ب»مخطط الشرق الأوسط الجديد»، الذي يعملون على تقسيمه طائفيًا، وعرقيًا، وإثنيًا. في الحالة الإيرانية تحديدًا أصبحنا نفهمها أكثر من أي وقت مضى، فالشعوبية الإيرانية الفارسية طاغية، والسلطة مٌحتكرة بالدم الفارسي - فقط -، والانقسامات السياسية، والعرقية، والطائفية، تسود إيران بدءًا بالصراع السياسي بين الإصلاحيين، والمتشددين، إضافة إلى خطورة الانقسامات التي تسود الجبهة الداخلية المتدهورة على الأصعدة - السياسية والاقتصادية والاجتماعية - في إيران، وهي واضحة للعيان؛ ولتُرفع القبعات - بعد ذلك - تحية لمن حال دون تحقيق أحلام قادتها، وملاليها في إعادة إحياء امبراطورية فارس المقبورة، إنها المملكة العربية السعودية.