في يوم الاثنين الموافق 9-5-1438ه توفي الشيخ الأستاذ والمربي الفاضل أبو أيوب أحمد بن سليمان السعيد رحمه الله بعد حياة حافلة بالأعمال والجد والنشاط، حيث عمل ردحاً من الزمن مديراً لثانوية حوطة سدير تخرج على يديه أجيال كثيرة استفادوا من علمه وحكمته وقيادته، حيث كان قائداً متميزاً ورباناً ماهراً يجمع بين اللين والشدة والترهيب والترغيب والتوجيه، له أسلوبه المميز في الإدارة سواء مع الطلاب أو المدرسين أو الموجهين، لا تجد شخصاً زامله أو تعامل معه أو تخرج من مدرسته إلا ويثني عليه خيراً ويقدر حسن تعامله ورقي أسلوبه ولطف توجيهاته، لم يشتك منه أحد، يتعامل مع الجميع بما هم أهلاً له، ولم أتتلمذ على يديه مثل كثير من أترابي أبناء سدير ولكن سمعته تجاوزت الأفاق ولم يلق به إلا لماماً وفِي مناسبات عامة تراه فيها باشاً هاشاً يحتفي بالجميع كأنهم أصدقائه رغم فوارق السن بينهم، ذا طرفه وحديثه لا يمل لديه إلمام ومعرفة بالأخبار والحوادث ورغم ضعف بصره إلا أنه أوتي بصيرة وحكمة وسداد رأي ولم يثنه ذلك من التواصل مع الجميع وحضور المناسبات، تجده في اجتماعات عائلته السعيد من المبادرين لما يخدمها ويعزز أواصر لحمتها، لم يكن وجيهاً في أسرته أو مدينته جلاجل بل كان وجيهاً ومحبوباً في سدير كلها. وكما قيل الموعد يوم الجنائز فقد شهد جنازته خلق كثير امتلأ جامع الشعيبة على سعته بهم وكل يثني عليه خيراً ونقول بإذن الله وجبت وهؤلاء شهود الله في أرضه، رزقه الله أبناء وبنات من زوجاته أم أيوب وأم سليمان وجميعهم صالحون موفقون وهذا ما نحسبهم والله حسيبهم رباهم على البر والتقوى وحسن الخلق فأصبحوا لبنات تخدم المجتمع، فالعزاء يقدم لأسرته الصغيرة زوجاته وأبنائه وبناته وأنسابه وأصهاره وأحفاده ثم لأسرته السعيد التي افتقدت ركناً من أركانها ثم نعزي أصدقاءه وأحبابه وطلابه الكثر وهذه سنة الله في خلقه. اللهم أن عبدك ابن عبدك ابن أمتك أحمد السعيد قدم إليك فأكرم وفادته وأحسن ضيافته، اللهم يمن كتابه وهون حسابه ولين ترابه وألهمه حسن جوابه، اللهم طيب ثراه وأكرم مثواه وأجعل الجنة مستقره ومأواه، وأن العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب إنا لله وإنا إليه راجعون، وإنني لأدعو أبناءه وأصدقاءه ليسطروا سيرته لأن فيها الشيء الكثير. رحمك الله يا أبا أيوب.