تناولت ندوة (مستقبل الإعلام السعودي في ضوء الثورة الرقمية) التي أدارها الدكتور فهد العسكر، بمشاركة الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز البعيز، والدكتور محمد بن عبد العزيز الحيزان، والدكتور فهد الطياش، و الدكتور عبد العزيز الخضيري، الذي جاء في مشاركته قوله: أنا أتمنى أن تستحضروا ذلك الزمن الجميل هل كان آباؤنا وأمهاتنا أقل تديّناً، من عمل على شيطنتنا خلال هذه العقود» متسائلاً: لمَ توجد فجوة بين أبناء الوطن الواحد ذي العقيدة الواحدة واللغة الواحدة والدم الواحد؟ ولماذا لم نعرف سابقاً مثل هذا التطرف الذي يقتل فيه الإنسان نفسه ووالديه ويدمر سمعة وطنه ودينه فالإعلام العالمي والإقليمي يتغذى اليوم على كل ما نطرحه في إعلامنا من نقد غير بناء لمجتمعنا، منتقد تشويه الواقع وتكبير الصورة الصغيرة جداً والفردية إلى صورة كبيرة يجدها الإعلام العالمي فرصة لإبرازنا كمجتمع سعودي عربي مسلم متخلف! من جانب آخر، قال د.البعيز: عندما نتحدث عن المستقبل، لا يمكن أن نتجاوز تلك الفرحة فرحة الشباب المتفائل بالقادم أفضل، عندما اطلعت على برنامج التحول الوطني وجدت فيه 9 مبادرات لوزارة الثقافة والإعلام، والتي يفترض أن تنتهي خلال أقل من 5 سنوات، هذه المبادرات تتجاوز تكلفتها أكثر من 3 مليارات ريال، إضافة إلى ما سيتم مساهمته من القطاع الخاص، هذه المبادرات 7 منها في الجانب الإعلامي على المستويين المحلي والخارجي وتأخذ نحو 78% من إجمالي التكلفة.. فبرنامج التحول أيضاً اشتمل على أربعة أهداف إستراتيجية لوزارة الثقافة والإعلام أبرزها تنمية الصناعات الإعلامية والصناعات ذات العلاقة وتعزيز تنافسيتها عالمياً، صناعة الإعلام والصناعات ذات العلاقة، هذه الوظائف وهذه الصناعة يتوقع أن ترفع قيمة الناتج المحلي للصناعات الإعلامية إلى 6.6 مليار ريال. ومضى د.البعيز قائلا: إن مستقبل الإعلام السعودي في ظل هذه المنافسات مرهون بقدرته على الاستجابة لتحديات الانفتاح والتواصل الثقافي وكسب تلك المنافسة مع الإعلام الخارجي، والتحديات التي يجب أن نتعامل معها تتمثل في العمل على تحويل الإعلام الرسمي من إعلام حكومة إلى إعلام دولة، وإبعاد الإعلام الرسمي من حلبة المنافسة مع الإعلام التجاري، فتح مجال أكثر رحابة وترحيباً للاستثمارات السعودية في مجال الإعلام بكل جوانبه الإخبارية والترفيهية والثقافية، تبني سياسة إعلامية تجعل من العمل الإعلامي بكل قنواته وأنماطه فرصاً واعدة وظيفياً. أما د.الحيزان فقد اعتبر أن مرحلة الإعلام الرقمي تشكل الإعلام الحقيقي، مستشهداً ببعض مؤسسات الإعلام العالمية العملاقة التي فوجئت حين غرة بهذا التحول إلى فضاء مختلف وتعمل ليل نهار من أجل أن تصنع هذا الإعلام المنتظر، وهذا بالتحديد مشكلة الإعلام السعودي، وهو عدم التفكير في المشاركة في صناعة هذا الإعلام المنتظر أو الإسهام فيه، تتعامل معه كما تتعامل مع منتجات الإعلام الأخرى، مستعرضا سمات الفضاء الجديد، فهو قائم على التفاعلية، وسعة الانتشار والسرعة، وأيضاً سهولة تملك هذه الوسائل، مردفا قوله: بمزيد من اليقظة وخوض تجربة مواكبة المتغيرات سنستطيع فعلاً الدخول في هذا الإعلام المنتظر، مستعرضاً المشاكل والتحديات التي ستواجه المؤسسات الإعلامية الرسمية والصحافة السعودية كي تصبح ضمن الإعلام المنتظر. من جانب آخر أشار د.الطياش إلى أنه عندما دخلت التقنية غيرت الكثير من بيئة الاتصالات المحلية والكونية، قائلا: نحن أمام ثورة كبيرة وشكل جديد للإعلام، ولذلك أطلق عليها تقنية ممزقة، معتبراً أن ما يحدث في عالمنا هو تحد لما يحدث للإعلام الجماهيري.. مستعرضا جزئيات معينة طرحوا فيها مشاكل الإعلام كان قد حددها من سبقه من الإعلاميين عام 1970 وهي: غياب السياسات والوظائف، والخلط بين النموذجين الحكومي والخاص، وضعف بناء الكوادر والكفايات، وضعف البناء الداخلي والهيكلي، وغياب الأبحاث والتطوير، وتكرار الجهود وزيادة الهدر، وضعف الإنتاج وتقنينه.