أجمع عدد من الشبان السعوديين العاملين في قطاع السياحة والسفر، أن العمل في القطاع السياحي يتيح للشاب الحصول على جملة من الخبرات التي يكتسبها من خلال التعامل مع مختلف فئات المجتمع، مشيرين إلى أن القطاع السياحي يتميز عن غيره من القطاعات الأخرى بالحيوية والتجديد في العمل والتطوير، وأن العامل في هذا القطاع لا يتوقف عند حد معين أو درجة معينة، وإنما تطلعاته لا تتوقف عند حد معين متى ما وجد الإصرار والمثابرة. وقال فرسان الضيافة السعوديون العاملون في المجال الخدمي السياحي إنهم فخورون بالعمل في القطاع ولا يخشون نظرة المجتمع، داعين أقرانهم من الشباب بالالتحاق في دورات تدريبية التي تقدمها مجموعة من الشركات السياحية بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، لما لها من ردود وانعكاسات إيجابية تتمثل في اكتساب الخبرات وتنمية المواهب المكتسبة لدى الشباب الطموح. وهنا، أكد محمد السحيمي طاهي في أحد الفنادق أن العمل في القطاع السياحي يتيح للشاب فرصة تقديم جملة من المواهب التي يكتسبها، إضافة إلى اكتساب عديد من الخبرات من خلال الاحتكاك بمن هم في نفس المجال ويملكون خبرات طويلة، كما أن العمل في القطاع السياحي يهيئ الفرصة لدى الشباب حول طريقة التعامل مع كافة فئات المجتمع التعامل الأمثل، متطلعاً إلى الوصول إلى مراتب عليا في المجموعة من خلال المثابرة والجدية في العمل، والسعي الحثيث إلى الحصول على الدورات التدريبية التي لها انعكاسات إيجابية على العامل في القطاع. فيما استعرض فهد السلامة مدير البرامج السياحية في إحدى شركات الرحلات السياحية، عدداً من المهام التي يقوم بها والمتمثلة في إعداد البرامج السياحية للأفراد والعائلات سواء داخل المملكة أو خارجها، من خلال تأمين حجوزات تذاكر السفر وأماكن الإقامة في الفنادق، وإعداد البرامج السياحية، وتوفير جميع الخدمات التي يحتاج إليها العملاء خلال رحلاتهم. وأضاف السلامة: «عملت في أكثر من شركة في مجال السفر والسياحة، وتدرجت بمواقع عمل عدة في وكالات السفر، ففي البداية كنت موظفاً عادياً في حجز التذاكر، وتحت التجربة لمدة ثلاثة أشهر، وخطوة بعد خطوة أصبحت مسؤولاً عن مجموعة من موظفي الحجز، لأصبح بعد ثلاث سنوات مسؤولاً عن مكتب للحجوزات في إحدى الشركات السياحية الضخمة، ثم بعد فترة تم تكليفي بإدارة ثلاثة فروع لهذه الشركة، لانتقل بعدها إلى شركة فرسان للسياحة وأتسلم موقع مدير عام البرامج السياحية لجميع فروع الشركة بالمملكة». وقال: إن من أهم الفوائد التي اكتسبها التواصل مع عديد من الأصدقاء من كافة أنحاء العالم، الذين كانوا في الحقيقة عملاء، كما أن السفر والسياحة يساعدان في توسيع المدارك والخبرات، ويمنحان فرصة كبيرة في تعلم اللغات الأخرى، مع إمكانية التعرف على مجتمعات متنوعة وتقاليد متباينة، وهذا وحده موضوع رائع، كما اكتسبت معلومات جغرافية هائلة بحكم عملي. وأشار إلى أن للسياحة دورًا كبيرًا في توفير فرص العمل، وهناك دول بأكملها تعيش من المدخول السياحي فقط، كما أن السياحة في المملكة أصبح لها وزنها وأمنت الكثير من الوظائف للسعوديين، خاصة بعد جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار وبزمن قياسي، من خلال تنظيمها لعمل المكاتب السياحية وجمعهم تحت مظلتها، إضافة إلى اهتمامها بالسياح والعملاء وتنظيمها للدعايات والحملات الإعلانية والتعريف بمناطق المملكة سواء من خلال الكتيبات أو الإعلانات والدلائل السياحية وغيره. وأكد متعب عبدالله المحمود المرشد السياحي ومنظم الرحلات أنه دخل مجال السياحة عام 2006 عبر حصوله على ترخيص بمزاولة مهنة الإرشاد السياحي لبعض الأنواع من الرحلات، ومنذ 8 سنوات بدأ عمله في تنظيم الرحلات، حيث أنشأ قسما خاصا للرحلات في شركة كبرى، مبيناً أنه ومن خبرته في الإرشاد وتعامله مع عدد من المنظمين قام بافتتاح مؤسسته الخاصة لتنظيم الرحلات بعدما لمس إقبالاً كبيراً من الجاليات الأجنبية وخاصة الأوروبية والأمريكية التي تعيش في المملكة على الرحلات السياحية في مناطق المملكة. وأوضح أنه ترك وظيفته الرسمية ودخل مجال تنظيم الرحلات اعتماداً على قاعدة كبيرة من الزبائن كونها خلال عمله سنوات في السياحة خاصة من الأجانب المقيمين والزوار الذين يفوق عددهم 3 آلاف شخص ينظم لهم رحلات بشكل أسبوعي، وهو ما أتاح له تنظيم رحلات بشكل تجاري مربح، بجانب رؤيته الخاصة في قلة عدد المنظمين وعدم اهتمامهم بالسياح المقيمين، وأيضاً المقومات السياحية العديدة والمتنوعة التي تتمتع بها المملكة في الكثير من المناطق. وقد أشارت دراسة حديثة لمركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى أن إجمالي الوظائف المباشرة وغير المباشرة في القطاع السياحي وصل بنهاية عام 2016م إلى 1.351.008 وظيفة، منها 900.672 وظيفة مباشرة، و450.336 وظيفة غير مباشرة، ويمثل السعوديون حاليا أكثر من 28 في المائة من اجمالي عدد العاملين في القطاع السياحي، حيث تمثل السياحة القطاع الاقتصادي الثاني في المملكة، بعد قطاع المصارف والبنوك، من حيث نسبة السعودة وأوضحت الدراسة أن معدل نمو فرص العمل في القطاع السياحي بالمملكة بين الفترة ( 2010 - 2020م) يقدر ب(10 في المائة) سنوياً مقارنة بمعدلات النمو العالمي لنفس الفترة والتي قدرت ب(2.5 في المائة) سنوياً، مقدرة أعداد المواطنين الذين سوف يتم توظيفهم في القطاع السياحي حتى عام 2025م ب(317.352)، مقارنة ب(94.249) في عام 2015م وتقدر الوظائف المحدثة بين أعوام 2014 و 2025 ب(223.103)..