وضعت سيدات الأعمال السعوديات بصمة مضيئة في بورصة تنظيم المعارض واكتسبن خصوصية في هذا المجال واستطاعت المرأة السعودية العاملة في عالم الاستثمار كسر احتكار الرجل في هذا السوق، إذ برزت أسماء مضيئة في هذا المجال، ومن هذه الكوادر سيدة الأعمال سارة بغدادي التي استطاعت أن تصل بطموحاتها إلى عالم المال والأعمال. «عكاظ» دخلت إلى عوالم بغدادي فكشفت أن سيدة الأعمال السعودية استطاعت أن تكسر احتكار الرجل لسوق المعارض وسجلت نجاحات باهرة ومتميزة، وفي نفس الوقت كشفت أن محدودية أماكن العروض في جدة تمنع سيدات الأعمال من مداواة جروح الأسر المنتجة وخفض الأجنحة التي تعرض بها الأسر المنتجة أعمالها في المعارض بعروس البحر الاحمر. وفي سؤال عن تخوف الكثير من سيدات الأعمال من خوض غمار العمل التجاري بعيدا عن المشاغل النسائية، قالت «السبب الرئيس هو أن المجتمع المحافظ الذي يجعل خبرات المرأة محدودة في مجالات العمل المختلفة، والعمل التجاري يعتمد بشكل أساسي على الخبرة الشخصية للفرد القائم على المشروع، ولذلك تعمل الجهات التي تمول المشاريع على التأكد من خبرة الشخص قبل منحه القرض، فهي أساس النجاح، وبالنسبة للمرأة لا تكتسب الخبرة في مجال كالعقار إلا إذا كان والدها أو زوجها يعمل في نفس المضمار». وعن كيفية كسب المرأة ثقة العملاء في مجال تنظيم المعارض،قالت «تتفوق السيدات في الأعمال التي ترتكز على تقديم الخدمات لأنها قائمة على عدة مهارات، أولها الحرص على إرضاء العميل من خلال تقديم خدمة متكاملة، وثانيا لأن السيدة السعودية تعرف المعنى الحقيقي للجودة لأنها شخصيا تطلبها من قبل مقدمي الخدمات التي تحتاجها، بالإضافة إلى أن تنظيم المعارض يعتمد على التفاصيل المملة أحيانا والاهتمام بها من صميم تكوين المرأة، وهي تحب أن تتقن التفاصيل وبالتالي اكتسبت الخبرة وثقة العملاء عند تقديمها خدمة تتفوق على غيرها في مجالات عدة كتنظيم حفلات الزفاف والتصميم لملامسة تلك المسارات لخبراتها المتراكمة». وفيما إذا كانت سيدة الأعمال تجد مساندة من قبل الغرف التجارية في حال فشل المعارض أو إلغائها، قالت «طالما ارتضت السيدة الدخول إلى عالم الأعمال ومنافسة الرجل فهي مكلفة بتحمل نجاح أو خسارة العمل، ولدي حكمتي الخاصة في هذا المجال التي اكتسبتها بعد أن انتقلت من العمل كموظفة في الغرفة التجارية إلى السوق الحرة، تتمثل في توضيح الفرق بين القطاعين، فالعمل في وظيفة بمثابة السباحة في مسبح واضح الحدود يحوي مياها هادئة واتجاهات معروفة وعلى أساس ذلك كله يتصرف الموظف، أما العمل الحر فهو عبارة عن السباحة في البحر بغموضه وأمواجه ويلزم المتعامل معه التحلي بالصبر والجسارة والمثابرة والتخطيط بعيد المدى، وعلى السيدة الطامحة الأخذ بأسباب النجاح وعليها أن تعلم أن معظم الناجحين اليوم هم من العصاميين الذين بنوا نجاحاتهم على تراكمات من الفشل، وعليها ألا تتوقع المساعدة من الغير لمجرد أنها امرأة». وحول المعوقات التي تقف أمام المرأة في مجال تنظيم المعارض، قالت «في البداية دائما ما أكرر أنه لا معوقات أمام المثابرة ولكن يمكن تذويب التحديات بالصبر والعمل، ومن ناحية تنظيم المعارض فالمجال بمجمله يحوي عددا من التحديات بغض النظر عن هوية صاحب المشروع من ناحية التمويل والتنسيق وإيجاد المواقع المناسبة للفعالية، لأن مدينة جدة تتضمن مواقع معارض محدودة ومحجوزة طوال العام، ومن ناحية أخرى هناك تحد في تدريب وتأهيل العاملين في القطاع ولا توجد تحديات معينة تواجه المرأة العاملة في تنظيم المعارض بل توفرت أسماء نسائية ناجحة في هذا المجال، وهي تستعين بموظفيها للوصول إلى جهة معينة في حال استعصى عليها ذلك». وفيما إذا كانت توجد أسماء نسائية تحدت نفسها وعملت على تنظيم معارض خارجية، قالت «قليل من الشركات السعودية بشكل عام من تعمل على تنظيم معارض خارج المملكة، لأن نسبة نجاح المعرض تزيد عند قيام شركة من نفس البلد بتنظيمه لمعرفتها الأعمق بالأمور المتعلقة بالعمل، بالإضافة إلى زيادة تكلفة التنظيم في حال سفر فريق العمل للتنظيم في دولة أخرى، ولذلك تعمل الشركات المحلية على عقد تحالفات مع شركات من نفس الدولة الذي يقام بها المعرض لتنظيمه». وحول ما يشاع أن سيدات الأعمال وراء عزوف المتطوعات عن العمل في تنظيم المعارض لعدم وجود التحفيز الكافي، قالت «دخول الشباب في عمليات تنظيم المؤتمرات كان في منتدى جدة الاقتصادي لعام 2002، وكنت من المنظمين للمنتدى بالتعاون مع الغرفة التجارية واحتاجت الشركة المنظمة إلى منظمين مؤقتين، فاقترحنا استقطاب شباب وفتيات من الجامعات والكليات وتم تدريبهم للعمل المؤقت وكلفت بالإشراف المباشر على الفرق، وكانت مكافأتهم هي اكتساب الخبرة والشهادات التي أثرت سيرهم الذاتية، مع مرور الوقت كون الشباب أنفسهم مجموعات للتنظيم في الأعمال المؤقتة ومن ثم تحولت إلى شركات صغيرة نمت بذرتها من التطوع». محدودية الخيارات في ما يتعلق بغياب سيدات الأعمال عن مداواة جروح الأسر المنتجة بمحاولة تخفيض إيجارات المواقع في المعارض لتخفيف أعبائهم المادية فإن السبب هو أن مواقع المعارض في جدة محدودة والخيارات الأخرى المتاحة هي قاعات الفنادق المحدودة أيضا في مقابل ارتفاع الطلب مما أدى إلى رفع الأسعار، وعند تقسيم التكلفة على المساحات وتكلفة التجهيز يرتفع سعر الركن الواحد داخل المعرض، وأقترح بالنسبة للأسر المنتجة إقامتها في مواقع غير تجارية.