هل قُمتَ بإجراء اختبار تُحدد فيه قدرة (ابنك أو ابنتك) على معرفة واكتشاف الأخبار المُضللة أو الخاطئة أو المُزيفة والإشاعات التي تملأ شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي، وقد يتعرضون لها بشكل مُنتظم عبر رسائل الواتس أب وغيرها؟!. لا يجب أن تكون (خبيراً إعلامياً) حتى تقوم بمثل هذا الاختبار، يكفي أن تنبه هذا (المُستخدم الشاب) بأن هناك أخبار ومواقع تستهدفه، هذا الشعور سيجعلنا حذرين أكثر كي لا نُصدق أخبارا أو معلومات أو تحليلات يتم نشرها - دون مصادر - أو تكون مُزيفة لا أساس لها من الصحة في المواقع الرسمية حتى لو كانت منسوبة لمصادر صحيحة، أو تُخالف العقل والفهم والثقافة المُجتمعية التراكمية التي تنمو مع الإنسان وتكبر معه، لتهدد دينه ووطنه وأخلاقه!. لم أجد دراسة سعودية - حسب علمي - توضح كم نسبة من يكتشف من أبنائنا الأخبار المغلوطة والمُفبركة، ولا كيف يقومون بالتعامل معها؟!. 40 % من الطلاب في أمريكا يُصدقون الخبر المنشور عبر (تويتر أو فيس بوك) حسب شكله، وحجمه، والصورة التي ترافقه دون التركيز في المصدر أو البحث عنه، أو التمعن في المحتوى - وفقاً لما نشرته وول ستريت - لذا تقدم بعض الجامعات العالمية نصائح وخطوات (تمحيص المنشور) عبر تدريب العقل على رصد المعلومات الصحيحة والحذر من خلطها بمعلومات خاطئة للتضليل، وضرورة النظر بعين الناقد والشكاك تجاه أي معلومة وعدم التسليم بأنها صحيحة لمُجرد نشرها وتداولها، التحقق دائما من المصادر والرجوع للمواقع الرسمية إذا لزم الأمر للتأكد من وجود أصل الخبر المنشور .. إلخ؟!. لا يجب أن تقلق من عدم قدرة ابنك في بداية الأمر (التفريق) بين الأخبار الصحيحة وتلك المشكوك في صحتها، فالمسألة تحتاج تدريب وحذر وخبرة تراكمية - بالمناسبة هذا دور التعليم والمدارس أولاً - كثيرون يُخطئون في تقدير بعض الأخبار التي تنشر بسرعة عبر الإعلام الإلكتروني المليء بالشائعات، بل إن الأمر طال بعض الصحفيين الذين استعجلوا البث قبل التثبت!. التدوير وإعادة الإرسال، وتعدد المصادر المُروجة للخبر، التعرض له عبر أكثر من وسيلة تواصل، لا تعني بالضرورة صحته، تلك قاعدة ذهبية علينا الانتباه لها جيداً؟!. أخيراً التعليم والثقافة، والثقة في النفس والوطن والمجتمع، هي أفضل طرق المواجهة، وأكثرها فاعلية!. وعلى دروب الخير نلتقي.