أكد رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر العيبان رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - العديد من المبادرات في مجال الإعاقة منذ أن كان أميرًا لمنطقة الرياض، وما زالت هذه القضايا تشغل باله حتى مع تعاظم مسؤولياته - حفظه الله - منذ تولي مقاليد الحكم. وقال الدكتور العيبان في كلمته التي ألقاها خلال افتتاحه أمس ندوة «حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة»، وذلك في فندق الريتزكارلتون بالرياض: من جهود خادم الحرمين الشريفين الكبيرة إنشاء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، الذي يعد مركزًا رياديًّا في مجالات البحث العلمي لقضايا الإعاقة ومسبباتها ووسائل تفاديها وعلاجها، والذي يسهم في تسخير نتائج البحوث ومخرجاتها لأغراض التخطيط والتقييم في مختلف مجالات الإعاقة والرعاية والتأهيل. وشدد رئيس هيئة حقوق الإنسان على الجهود التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز في مجال الإعاقة، والدعم اللامحدود وبصماته الموجودة في البرامج. وأوضح الدكتور العيبان أن الهيئة تنظّم هذه الندوة في إطار برامج وأنشطة مذكرة التفاهم للتعاون الفني الموقعة بين المملكة - ممثلة بهيئة حقوق الإنسان - ومفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان المصادق عليها بالمرسوم الملكي الكريم رقم م/ 31 في 27 / 5 / 1434ه. وتهدف المذكرة إلى بناء القدرات، خاصة في مجال الإعاقة، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ورفع القدرات في الجوانب المختلفة التي تتعلق باتفاقيات حقوق الإنسان. مشيرًا إلى أنه قد جرى تنظيم العديد من الأنشطة والبرامج منذ عام 1435ه. وما زالت جهود برامج التعاون قائمة ومتواصلة، ويجري التحضير لها وللعديد من هذه الفعاليات والأنشطة في مختلف الموضوعات في الأيام والشهور والسنوات المقبلة. موضحًا تضافر جهود الدولة - ممثلة بالوزارات والأجهزة الحكومية المختلفة وغير الحكومية من جمعيات المجتمع المدني - لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع المجالات؛ لتشمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية، وكل الجوانب التي لا يُستثنى منها صاحب إعاقة؛ فهم شركاء في تنمية المملكة، وهناك حقوق تتعلق بالتعليم والرعاية العلمية والتأهيل والعمل والمشاركة في الحياة العامة. وقال الدكتور العيبان: لقد أخذت رؤية المملكة 2030 في محاورها وأهدافها وفي برنامج التحول الوطني العمل على تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها في إطار أهداف التنمية التي تسعى لتحقيق التنمية المستدامة لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة؛ باعتبارهم شركاء في التنمية، ولهم دور أساس في مخرجاتها. وأوضح الدكتور العيبان أن الندوة تهدف إلى تنمية الوعي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وإيضاح الجهود الوطنية، واستعراض السياسات والإجراءات المتبعة لرعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، وتسليط الضوء على تزايد الاهتمام الدولي بتلك الحقوق، ومن ذلك التعريف بالاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والبروتوكول الاختياري الملحق بها، ونشر الوعي بأحكامها على نطاق واسع، ومناقشة واقع ذوي الإعاقة في المملكة، والتعرف على التحديات، واقتراح الحلول المناسبة لمعالجتها. مؤكدًا أن المملكة سارعت للانضمام إلى الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والبروتوكول الاختياري الملحق بها استنادًا إلى مبادئها المستمدة من أحكام الشريعة الإسلامية التي ضمنت حقوق ذوي الإعاقة، وكفلت شؤونهم ورعاية مصالحهم. مشيرًا إلى انتخاب الدكتور أحمد السيف عضو مجلس الشورى من ذوي الإعاقة في عضوية لجنة الأممالمتحدة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. من جانبه، قال وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور علي الغفيص: لقد جعلت المملكة من أولويات شؤونها رعاية الفئات الخاصة في المجتمع الذين يعانون عجزًا أو إعاقة أو فقرًا، كما جعلت حماية حقوقهم وتعزيزها أساسًا دستوريًّا، ينطلق من أحكام الشريعة الإسلامية. وامتدادًا لهذا الاهتمام جاءت رؤية المملكة 2030 مؤكدة ومؤيدة لمفهوم تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من الحصول على فرص عمل وتعليم مناسب. وجاء برنامج التحول الوطني 2020 مشددًا على تحويل شريحة من مستفيدي الضمان والرعاية الاجتماعية، ومنهم الأشخاص ذوو الإعاقة، من متلقين للمساعدة إلى منتجين. وقد أطلقت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية العديد من المبادرات التي تمكّن الأشخاص ذوي الإعاقة من القدرة على العمل والاندماج في المجتمع، ووضعت السياسات والإجراءات لتحسين بيئة العمل، وجعلها ملائمة لهم، وراجعت الخدمات التي تقدم لهم بهدف تحسين جودتها. وكل هذه الجهود يعود فضلها إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد على دعمهم واهتمامهم بالمواطن بجميع فئاته في المملكة، وكذلك الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الذي نذر نفسه للاهتمام بهذه الفئة برئاسته جمعية الأطفال المعوقين ومركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة والجمعيات المتخصصة، ودعمها لهم. وأكد عضو مجلس الشورى الدكتور ناصر الموسى أن ذوي الاحتياجات الخاصة عامة وذوي الإعاقة على وجه الخصوص يحظون في المملكة بكل العناية والرعاية والاهتمام غير المحدود من لدن قيادة المملكة منذ تأسيس المملكة على يد الملك المؤسس - رحمه الله - حتى عهدنا الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وقال الدكتور الموسى خلال ترؤسه جلسة «النهج الحقوقي للإعاقة» إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يولي ذوي الاحتياجات الخاصة عامة وذوي الإعاقة اهتمامًا غير مسبوق منذ أن كان أميرًا لمنطقة الرياض؛ وليس أدل على ذلك من أنه هو الذي أسس مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، وهو أسس جائزة الملك سلمان لأبحاث الإعاقة. مشيرًا إلى أن أعضاء مجلس الشورى يولون ذوي الاحتياجات الخاصة كل الدعم والاهتمام، وقد أوجدوا بيئة متميزة لإصدار العديد من القرارات التي تدعم هذه الفئة الغالية.