برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن ناصر بن عبدالعزيز تم تتويج الطفلة إرادة بجائزة المركز الأول في مسابقة المملكة بألوانهم الثانية، بلوحة مجسمة ومعبرة عن طريقة نقل الماء التراثية (السقا) عبرت الفنانة الصغيرة والمميزة إرادة الحارثي (والتي تعاني من تشوه خلقي في الأطراف) أجمل تعبير باستخدام الفرشاة والألوان عن هذه المهنة التراثية المميزة. ولعل إرادة ضمن مجموعة كبيرة من الأطفال المعوقين الذين شاركوا في المسابقة من مختلف مراكز جمعية الأطفال المعوقين العشرة في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية والتي يتواجد بها هذه المراكز. وقد أبدى الأمير فيصل إعجابه بأعمال الأطفال وتكرم سموه بتكريم الأطفال الفائزين بالمسابقة من مختلف مراكز الجمعية والأطفال المشاركين من التعليم العام والشركات الراعية وعلى رأسها شركة نفط وشركة اسمنت العربية ومجموعة نزيه. وقدمت العديد من الفرق الشعبية ألواناً من التراث الحجازي مثل المزمار وفرقة الجنوب والسمسمية وعدد آخر من الفنون الشعبية التي لاقت استحسان الحضور من الأطفال وأسرهم. وقد كان مركز الملك عبدالله لرعاية الأطفال المعوقين في جدة قد نظم مسابقة «المملكة بألوانهم 2» والتي شارك بها العشرات من الأطفال المعوقين من كافة مناطق المملكة ومراكز التأهيل الحكومية والأهلية، حيث يعرضون لوحات فنية برؤيتهم تعكس مشاعرهم وحبهم لمملكتهم وتصور أهم المعالم التي تشتهر بها كل منطقة، كما تم تنظيم فعاليات متنوعة بالمشاركة مع قطاعات مختلفة وعلى رأسها قطاع التعليم لغرس المفاهيم الوطنية، وتنميتها في نفوس الطلاب والطالبات. وقد انطلقت المسابقة منذ ما يزيد عن شهرين بين مراكز الجمعية المختلفة بينما بدأت ورش العمل والفعاليات المصاحبة للمعرض بمقر المركز، وأقيم الحفل الختامي لتسليم الجوائز للأطفال الفائزين. وأكد مدير مركز الملك عبدالله لرعاية الأطفال المعوقين بجدة الدكتور زهير ميمني على «أن المعاق لديه القدرة على صناعة الحدث والمساهمة في بناء الوطن، وقال: «نسعى من خلال هذه المسابقة إلى التعريف بالجمعية ومراكزها ونشاطاتها والخدمات التي تقدمها للأطفال المعاقين في مختلف مراكزها بالمملكة والتي يتجاوز عددها عشرة مراكز، والتي تم افتتاح أول مركز لها في مدينة الرياض بعهد خادم الحرمين الشريفين عام 1403ه، ومن ثم مع تولي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئاسة مجلس إدارتها ازدهرت الجمعية وتوسعت إلى أن أصبحت الآن 11 مركزاً، ولتعزيز الوعي بخارطة المعالم السياحية والتراثية والثقافية المتنوعة في المملكة عبر تقديمها برؤية مختلفة من وجهة نظر ذوي الإعاقة، ومن جهة أخرى إبراز مواهب الأطفال وصقلها وخلق روح الإبداع لديهم ودمجهم في المجتمع كعلامة بارزة في الفن والإبداع والشفافية، وإبراز الجانب المشرق لبلاد الحرمين، لتظهر المملكة في أبهى صورها وسحرها ورونقها في طيف واسع من الأعمال الفنية، هذا إلى جانب الشعور الشخصي بالاعتزاز بأن الوطن يجني ثمار اهتمامه ودعمه للطفل المعاق، وهو ما يعزز قناعتي بأن الطفل المعاق والمؤهل تأهيل جيد لديه القدرة والعزيمة والرغبة لكي يساهم في بناء مستقبل وطنها، خاصة وأنها الركيزة الأساسية الأولية لبناء الثروة البشرية صانعة الثروات». وأضاف: «مسابقة الرسم تواكب اليوم العالمي للإعاقة التي نحتفل به مع هذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعاً، وبحمد الله وفضله حققت المسابقة النجاح خاصة مع حجم العمل الكبير الذي قام به المركز لإبرازها بالشكل اللائق، وقد تخلل المسابقة عدد من الورش الفنية التي تشمل ورش الرسم والخط والخزف والتصوير الفوتوغرافي لمدة سبعة أيام، وكانت مفتوحة لكل محبي الفن من الرسم والتصوير، واشترك فيها عدد كبير من أبناء الجمعية لإبراز مهاراتهم بالمشاركة مع كبار الفنانين التشكيليين». وأعرب ميمني في ختام تصريحه عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن ناصر بن عبدالعزيز لتشريفه الحفل والدعم والتشجيع لأبناء الجمعية على أعمالهم المميزة التي تم تقديمها في الحفل، وكذلك للجهات الحكومية والشركات الوطنية التي تفاعلت مع فكرة المعرض وبادرت بدعمه ورعايته، وفي مقدمتها شركة نفط للخدمات المحدودة، وشركة إسمنت العربية ومسك للورود ومجموعة نزيه.