في الجلسة الأولى لمجلس الشورى في دورته الجديدة، حذر رئيسُ المجلس الأعضاءَ الجدد من زلات اللسان أمام الإعلام، وفقاً لما تناقلته الصحف، فيما تم حجب الجلسة عن الإعلاميين ولم يُسمح لهم بالدخول لتغطية عملية تشكيل لجان المجلس. زلات اللسان قاتلة، سواء من أعضاء مجلس الشورى أو من غيرهم، لكن هناك فرق بين «زلات اللسان» وبين التعبير بشفافية وصراحة عن الرأي حتى لو كان مختلفاً. ولذلك فإن المأمول هو أن ينفتح المجلس على الإعلام إلى أقصى حد ممكن بالرغم مما قد يكون هناك من سلبيات تتمثل في نزوع بعض الأعضاء إلى إبداء آراء «شعبوية» بصرف النظر عن وجاهتها بمقياس المصلحة العامة في المدى الطويل. سلبيات الانفتاح أمام الإعلام الذي يمثل إطلالة المجتمع على المجلس تتضاءل بالمقارنة مع الإيجابيات. ومثلما أن مجلس الشورى يمثل السلطة التشريعية أو التنظيمية، كما نسميها هنا، فإن الإعلام هو السلطة الرابعة في جميع المجتمعات الناضجة. المعقول والمنطقي هو أن ينظر رئيس وأعضاء المجلس إلى الإعلام على أنه شريكهم في المسؤولية وأنهم يستطيعون من خلاله التفاعل مع المجتمع والاستماع إلى صوته ومعرفة مطالبه واحتياجاته، وكذلك إيصال أفكارهم ورؤاهم إلى المجتمع من خلال الإعلام بأشكاله المختلفة. لا أحد يتمنى أن يتورط أعضاء المجلس في زلات لسان مع الإعلام، لكن ما قد يرى البعض أنه زلات لسان قد يكون في الواقع مواقف حقيقية يؤمن بها من يتحدث بها إلى الإعلام حين يكررها أكثر من مرة. وقد لا يروق للبعض أن يسمع هذه الآراء التي تُسمى «زلات لسان»، ولكن ربما الأحسن أن يعرف الناس كيف يفكر بعض الأعضاء فليس عيباً أن يكون لبعض الأعضاء آراء تختلف عن السائد داخل المجلس أو خارجه، بل إن التنوع في الأفكار والمشارب ربما يكون ظاهرة صحية بشكل عام. وعليه، نتمنى من مجلسنا الموقر ألا «يتحسس» من الإعلام أكثر من اللازم، وأن يتواصل معه بكل شفافية بوصفه شريكاً لا خصماً متربصاً يبحث عن زلات اللسان كي يصنع منها مانشيتات صحفية. نتطلع إلى دورة يتفوق فيها المجلس على أدائه في الدورات السابقة وندعو له بالتوفيق، ونتطلع أيضا إلى متابعة شفافة ومنصفة من الإعلام لجلسات وأنشطة المجلس.