المعنى يثقب رأسي متسللاً إلى عظام جمجمتي الكهلة، يحاول إجراء بعض التعديلات، وترميم خلل ما.. خلل أنني أنسى مأساتي، وأبدأ من أمل جديد. كل الحدائق في فمي ستغني لحنها الأبدي للحظة صمت وحيدة لتلك الإشارة التي ستجهز على دمي في ناي شديد اللهفة إلى صوت لحني المخبأ في روحي. مستعصية على نوئها أنثى يختطف سماءها السطر لتفر طيورها إلى حيث غيمة شجرة، لا يأكلها الحظ، فالدوائر دون فلك ولا شمس تغمرها بعتب، كل ما هناك أن الشمعة انتحرت في حديقة شمس لم تضمرها؛ فسارعت في ساعة أجلها. أكلما اعترض الكمد طريقي تسمرت مكاني وكأنني تمثال مصلوب، يتفرج عليه الخلق في مشهد لحرية لا حرة.. يا للسخرية المتوارية من المبدأ المقدس في تمثال مستعبد. من يدري أنني لا أُسيء إلى سمعة الكواكب حين أعلن سوء حظي في كثير من الأمنيات والأحلام والقصائد الفاشلة لسبب هو أنني لا أحاول أن أهدم قوام المعاني في الحروف والكلمات المتقدة، ولكنها هي التي تهدمني، وتهزأ بمقولاتي عن الحظوظ السيئة التي تملأ ندمي بالغصات المتلونة على شفاهي وعلى برعم كل زهرة جديدة، فلا تعطيها الصلاحية في النظر إلى السماء حين تضحك في غنج. ما زلت أتذكر طعم الجنون في أناقته الفائضة عن طاقاتي السخية وأنا أمسك بيد يدي؛ ليغويني الماء الذي أستجمعه في راحتي؛ كي أمطر حلاوة الكون في بكاء يشبه لون السماء الفرحة برقصاتي حين تدعوني للنزهة في شغب لا يستريح عن ملاحقتي بكثير من المواجع الغائمة على قوادمي، أحاول رشها بالبخور المعتق في لقاءاتنا القليلة من غصة وداعنا المؤكد، ولكنني لا أستطيع أن أتفسخ عن قربنا الحزين وهو يتلهف. لكأن لقاءنا لا يحين إلا إذا تأكد موعد فراقنا قبل أن نلتقي على جرف دمعة مارقة، تتذكرنا لحظة بلحظة، تذكرنا ببعدنا الأثير.