الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الأصيل
الأنباء السعودية
الأولى
البطولة
البلاد
التميز
الجزيرة
الحياة
الخرج اليوم
الداير
الرأي
الرياض
الشرق
الطائف
المدينة
المواطن
الندوة
الوطن
الوكاد
الوئام
اليوم
إخبارية عفيف
أزد
أملج
أنباؤكم
تواصل
جازان نيوز
ذات الخبر
سبق
سبورت السعودية
سعودي عاجل
شبرقة
شرق
شمس
صوت حائل
عاجل
عكاظ
عناوين
عناية
مسارات
مكة الآن
نجران نيوز
وكالة الأنباء السعودية
موضوع
كاتب
منطقة
Sauress
أمين الرياض : تدشين قطار الرياض يعكس حجم الطموح الذي تحمله القيادة الرشيدة لمستقبل العاصمة
الجاسر: افتتاح خادم الحرمين لقطار الرياض يمثل بداية عصر جديد لحركة التنقل وعلامة بارزة في حركة التنمية
ترحيب دولي بوقف النار بين حزب الله وإسرائيل
محافظ خليص ووكيل محافظة رابغ يطّلعان على مشروع تحول حوكمة مكاتب التعليم
وكيل إمارة جازان يفتتح برنامج المخدرات عدو التنمية
«أبشر» تعلن تحديث بعض أنظمة خدماتها يوم الجمعة القادم
الجوع يفتك بغزة.. و«الأونروا»: الفلسطينيون يأكلون من النفايات
الاتحاد الآسيوي يعلن فتح تحقيق في احداث مباراة السد والهلال
كيف قادت السعودية مستقبل الرياضة عالميًا؟
مجلس شؤون الأسرة يرعى كرياثون "الإبداع في الأسرة"
استطلاع: 60 % سيستخدمون مترو الرياض للذهاب للعمل والمدارس
تعيين اللاعب الدولي السابق "صالح الداود" مديراً للمنتخب الأول
وزير الثقافة يوجه بتمديد معرض "بنان" حتى 30 نوفمبر الجاري
جامعة الأميرة نورة تُنظِّم لقاء "فتح أبواب جديدة وآفاق واسعة للمعرفة والتعلُّم"
طريف تسجّل أدنى درجة حرارة بالمملكة
خادم الحرمين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء المملكة يوم غدٍ الخميس
أمير تبوك يستقبل رئيس وأعضاء اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم بالمنطقة
الجاسر: قطاع النقل حقق نسبة نمو 17% منذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية
أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة
الخريف: الصندوق الصناعي اعتمد مشاريع بقيمة 12 مليار ريال في 2024
وزير الرياضة : 80 فعالية عالمية زارها أكثر من 2.5 مليون سائح
رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة
"أنا المدينة".. تجربة واقع افتراضي تنقل الزوار إلى العهد النبوي
وزير الطاقة يعقد اجتماعًا ثلاثيًا مع نائب رئيس الوزراء الروسي ووزير الطاقة الكازاخستاني
نائب وزير الصحة يستعرض إنجازات "مستشفى صحة الافتراضي" ضمن ملتقى ميزانية 2025
"سلمان للإغاثة" يوقع اتفاقية لتشغيل مركز الأطراف الصناعية في مأرب
أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة
شراكة تعاونية بين جمعية البر بأبها والجمعية السعودية للفصام (احتواء)
توقيع مذكرة لجامعة الملك خالد ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية
المملكة تشارك في اجتماعات الدورة ال29 لمؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي
وزير الدفاع اللبناني: لا حرية لإسرائيل في أراضينا
"الأونروا" تحذّر من وصول الجوع إلى مستويات حرجة في غزة
هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية
استقرار الدولار الأمريكي قبيل صدور بيانات التضخم
وصول الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت
أربعة آلاف مستفيد من حملة «شريط الأمل»
التعاون والخالدية.. «صراع صدارة»
في دوري يلو .. تعادل نيوم والباطن سلبياً
7 مفاتيح لعافيتك موجودة في فيتامين D.. استغلها
الزلفي في مواجهة أبها.. وأحد يلتقي العين.. والبكيرية أمام العربي
أنشيلوتي: الإصابات تمثل فرصة لنصبح أفضل
مشاعر فياضة لقاصدي البيت العتيق
الدكتور عصام خوقير.. العبارة الساخرة والنقد الممتع
جذوة من نار
لا فاز الأهلي أنتشي..!
هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية
هؤلاء هم المرجفون
الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة
شركة ترفض تعيين موظفين بسبب أبراجهم الفلكية
معاطف من حُب
اكتشاف علاج جديد للسمنة
السعودية رائدة فصل التوائم عالمياً
«السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات
أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن
"سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية
حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام
زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة
نوافذ للحياة
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
أَمْرُ اللهِ إشْلَر
الجزيرة
نشر في
الجزيرة
يوم 19 - 12 - 2016
لا يَعْلَم إلا اللهُ وحدَهُ مَبلغَ السعادَةِ التي يَعِيشُها أَمْرُ اللهِ الآنَ وَهُوَ خارِجٌ مِنْ القاعَةِ وقَدْ انْتَهَى مَنْ أطْروحَةِ الدّكتوراه نِقاشًا. ولا يَعْلَمُ إلا اللهُ وَحْدَهُ مَبْلَغَ الجُهْدِ الّذي بَذَلَهُ في سَبيلِ طَلَبِ العِلْمِ عَناءً.
فالكتابَةُ عن تَأثِيرِ اللُّغَةِ الأجْنَبِيَّةِ فِي ثَقافَةِ مَنْ يَتَعَلَّمُها مِنَ الأتْراكِ أمرٌ مضنٍ تَكَلُّفُهُ. وَهو ما يُعْرفُ ب (metalinguistic).أمّا أَمْرُ اللهِ فَهُو الآنَ جالِسٌ على أرِيكَةِ فِنَاءِ جَامِعَةِ مَرْمَرَة بإسطَنْبول لا يُقاوِمُ ذِكْرَياتِهِ الَّتِي أخَذَتْهُ إلى أيَّامِ طُفولَتِهِ. فَقَدْ كانَ لَصِيقًا بِوالِدِهِ، يَحْضُرُ جَلَسَاتِهِ وَدُروسَهُ. فَوالِدُهُ كعَالِمَ دِينٍ ضَليعٍ فِي فُنونِ الفِقْهِ وَالتَّفْسِيرِ وَاللَّغَةِ. كَانَ الفَتَى أَمْرُ اللهِ يَعِي كُلَّ ما يَقولُونَ، فَقَدْ آتاهُ اللهُ عَقْلًا مُدْرِكًا وَقَلْبًا حافِظًا. وَكانَ أَكْثرُ ما يَشُدُّهُ مِمَّا يَسْمَعُ الكَلام عَنِ التّارِيخِ وَالسِّيرِ، فَيَسْرَحُ بِذِهْنِهِ عِنْدَ الحَدِيثِ عَنْ مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ، وَيَتَخَيَّلُ نَفْسَهُ يَطوفُ أحْيانًا بِالبَيْتِ الحَرامِ، وَيُصَلِّي فِي المَسْجِدِ النَّبَوِيِّ أحْيَانًا أُخْرَى. بَلْ كَانَ يَسْرَحُ أبْعَدَ مِنْ ذَلِكَ، فَيَرى نَفْسَهُ يَسْمَعُ خُطْبَةَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ، أوْ يَرى نَفْسَهُ جُنْدِيّا في جَيْشِ سَعْدٍ يَوْمَ القادِسِيّةِ. أوْ تَاجِرًا يبيع الخز في أسْوَاقِ بَغْدَادَ. أوْ شَاعِرًا يَمْدَحُ الخُلفاءَ في دِمَشقَ، وَيَجْلِسُ بَيْنَ جَريرٍ وَالفَرَزْدَقِ. أمَّا إذَا جَاءَ ذِكْرُ سَمَرْقَنْد وَطاشْقَنْدْ وَبُخَارَى وَأخَواتِهَا مِنْ مَنَاطِقِ وَادِيْ فَرَغانَةَ وَبِلادِ مَا وَرَاءِ النَّهْرِ فَتَراهُ يَتَنَهَّدُ تَنَهُّدًا عَمِيقًا وَيَذْكُرُ البَيْتَ المَشْهُورَ الَّذِي يَقُولُ:
لِلنَّاسِ فِي آخِرَتِهِمْ جَنَّةٌ
وَجَنَّةُ الدُّنْيَا سَمَرْقَنْدُ
لَكِنَّ بَعْضَ الكَلِمَاتِ الَّتِي تَرِدُ فِي مَجالِسِ وَالِدِهِ بِاللُّغِةِ العَرَبِيَّةِ كَانَتْ تُحْزِنُهُ ، فَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ اللُّغَةَ العَرَبيّة، فَكَانَ ذَلِكَ يُكَدِّرُ خَاطِرِهِ وَيُشْعِرَهُ بِالنَّقْصِ!لمْ يَسْتَسْلِمْ أَمْرُ اللهِ لِذَلِكَ، فَقَرَّرَ أنْ يَتَعَلَّمَ اللُّغَةَ العَرَبِيّةَ وَيَبْرَعَ فِيها حَتَّى يَصِيرَ أحْسَنَ مِنْ أَهْلِهَا! فَأكَبَّ عَلى دِرَاسَتِها فِي بَلِدِهِ، فَنَالَ مِنْها مَاشَاءَ اللهُ أنْ يَنالَ، لَكِنَّهُ أدْرَكَ قِصَرَ خَطْوِهِ، وَقِلَّةَ زادِهِ فِيها، فَقَرَّرِ الرحِيل إلى إحدى البِلادِ العَرَبِيَّةِ. لِيُحَقِّقَ آمالَهُ وَيَجْعَلَ بَعْضَ خَيالِهِ واقِعًا.
وَصَلَ الفَتى أَمْرُ اللهِ إلى مَعْهِدِ اللُّغَةِ العَرَبِيّةِ بِجامِعَةِ المَلِكِ سُعود، لَكِنَّ أولَ يومٍ لهُ في الَمعْهَدِ كانَ يَوْمًا عاصِفًا لَنْ يَنْساهُ مابَقِيَ عَلى قَيْدِ الحَياةِ. فَقَدْ رَأى مَسْؤولَ الاسْتِقْبالِ يَنْظُرُ بِتَحْدِيقٍ شَدِيدٍ إلى الطَّالِبِ الَّذِي قَبْلَهُ، وَقَدْ بَدى وَكَأنَّهُ نَيْجِيرِيّ، مِمّا أغْضَبَ النَّيجِيرِيَّ كَثِيرًا، لَكِنَّ مَسْؤولَ الاسْتِقْبَالِ عَبْدُ الكَرِيمِ لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، وَظَلَّ مُؤدِّيا عَمَلَهُ فِي هُدُوءٍ. أمَّا أَمْرُ اللهِ فَكَانَ نَصِيبُهُ مِنْ ذَلِكَ اليَوْمِ أنْ يَقْعُدَ لِاخْتِبَارِ تَحْديدِ الُمسْتَوى؛ وَالَّذِي كَانَتْ نَتِيجَتُهُ مُخَيِّبَةً لَهُ وَصادِمَةً؛ فَقَدْ وَضَعَهُ الَمعْهَدُ في المُسْتَوى التَمْهِيدِيّ، رُغْمَ إجادَتِهِ لِأبوابٍ فِي النَّحْوِ لَا يُجِيدُها كَثِيرٌ مِنْ أبْنَاءِ العَرَبِ النُّجَبَاءِ. أثّرَ هَذا المَوْقِفُ فِيهِ كَثِيرًا بَلْ أغْضَبَهُ غَضَبًا جَعَلَهُ يُقَرِّرُ مَعَهُ العَوْدَةَ إلى بِلادِهِ في أقرَبِ فُرْصَةٍ، ولَكِنَّ بَعْدَ أنْ يؤدّيَ الحجَّ وَالعُمرَةَ! فقدْ فَشِلَتْ رِحلتُهُ في يَومِها الأوَّلِ .
دَخَلَ أَمْرُ اللهِ الفَصْلَ التَّمْهيديَّ مُرْغما، وَجَلَسَ على الكُرسِي مُجْبرًا، وَأنْصَتَ لِلْمُعَلِّمِ كَارِها. وَازْدَاد حَنَقُهُ وَفَارَ دَمُهُ بَعْدَ أنْ سَمِعَ طالِبًا بَدا وَكَأنّهُ مُسْلِمٌ أورُبّي جاءَ مِنْ
ألبانيا
أو روسِيا يَقْرَأ القُرْآنَ قِراءةً أضْعَفَ مِنَ الضَّعيفَةِ، وَأسْوَأ مِنَ السَّيئَةِ. فَقَالَ في نَفْسِهِ: إنْ كُنتُ نَجوتُ مِن نظْرةِ عَبدِ الكريمِ، فَلَمْ أنْجُ مِنْ هَذا التَّصْنِفِ اللَّئِيمِ. وَلمَا جاءَ دَورُ أَمْرِ اللهِ في المُشَارَكَةِ فِي الدَّرْسِ أحْجَمَ ولَمْ يُجِبْ، تَنفيسًا لِغَضِبهِ، وانتِقاما مِنْ تَصْنيفِهِ. فابْتَسمَ لَهُ الُمعَلِّمُ وَتَركَهُ.
لِمْ يكَدْ وقتُ الدرسِ يَنْتَهي حَتى ذَهَبَ يُصَلّي الظُهَرَ وَهُوَ يَتلفّتُ ذاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمالِ، لعلَّه يَجدُ مَنْ يعرفُهُ أو يُكلِّمُه، فَلمْ يَنَلْ بُغيَتَهُ. فَلمّا فَرَغَ الإمامُ من صَلاِتِه وأقْبَلَ عَلى الُمصَلِّينَ بِوجْهِهِ، جَزمَ أَمْرُ اللهِ عِنْدَما نَظَرَ إلَيْهِ أنَّهُ تُركيُّ الأصْلِ وَالفَصْلِ، فَكادَ يَطيرُ لِذلِكَ جَنانُهُ فَرحًا. وَبَعْدَ الصَّلاةِ ذَهبَ إلَيْهِ وَعَرَّفَهُ بِنَفْسهِ وَشَكَى إلَيْهِ حَالَهُ. فَقالَ لَهُ صاحَبُهُ الجَديدُ آدمُ، وهُوَ يَبْتَسِمُ ابْتِسامَةً وَاسِعَةً: لَا تَخَفْ! فَما أغْضَبَكَ أغْضَبَنِي في يَوْمِيَ الأوَّلِ، فَبِدَايَتي بِالأمْسِ مِثْلُ بِدايَتِكَ اليَوْمَ، فَلَمَّا انْطَلَقْتُ في الُمحَادَثَةِ نَقَلونِي إلَى المُسْتَوَى الثَّانِي وَللهِ الحَمْدُ. أمّا نَظَرَاتُ النّاظِرِ فَلَا أعْرِفُ عَنْها شَيْئا، وَأمّا القَارِئُ المُسِيء فَلا أدْرَي مَا خَبَرُه. ثُمَّ قال آدَم: زِدْني سُؤالًا أزِدْكَ جَوابًا. فَقَالَ لَهُ أمر الله: يكفي هَذا اليَومَ.
وَقَبَلَ أنْ تَغيبَ شَمْسُ ذَلِكَ اليَوْمِ ذَهَبَ أَمْرُ اللهِ إلَى سَكَنِ المَعْهَدِ وَاسْتَلَمَ غُرْفَتَهُ، لِتَسْتَمِرَّ مُفاجَآتُه، وَلَكِن بِلَوْنٍ آخَرُ ، فَقَدْ شَاءَ اللهُ وَإنْ لَمْ يَشَأ أَمْرُ اللهِ أنْ يَكونَ ذَلِكَ الفَتَى الأورُبِّي رَفِيقَ سَكَنِهِ، عِنْدَها عَرَفَ خَبَرَهُ، وَالحَرْفَ الَّذي قَرَأ بِهِ القُرْآنَ، فَهْوَ رَجُلٌ غَيْرُ مُسْلِمٍ، وَقَرِيبٌ لِلسَفِيرِ الإيْطَالِي فِي الرِّياضِ. جَاءَ لِيَدْرُسَ اللُّغَةَ العربِيّةَ قَبل أنْ يَلْتَحِقَ بِجامِعَة رُوما لِيَدْرسَ الحَضارَةَ الشَرْقِيّةَ فِيهَا.
وَأرادَ اللهُ لِأَمْرِ اللهِ بَعْدَ ذَلِكَ بِعِدَّةِ أيَّامٍ وَهُوَ يَتَنَقَّلُ في رَدَهاتِ المَعْهَدِ أن يَلْتَقِيَ بِالطَّالِبِ النَيْجِيريّ الَّذِي كَانَ مَعَهُ أوَّلَ يَومٍ في الدِّراسَةِ، فَلَمْ يُمْهِلْهُ أَمْرُ اللهِ حَتَّى سَألَهُ عَنْ نَظَرَاتِ عَبْدِ الكَرِيمِ في ذَلِكَ اليَوْمِ المَشْهودِ ، فَضَحِكَ النَّيْجِريُّ ساني أبو بَكْرٍ كَثِيرًا وَقَالَ: لَم أتْرُكِ الأمْرَ يَمُرُّ عَلى عَواهِنِهِ، فَقَدْ عُدْتُ إليْهِ وَسَألْتُهُ عَنْ ذَلِكَ. هُنا بَرَقَتْ أسَارِيرُ وَجْهِ طونجاي، واسْتَجْمَعَ نَفْسَهُ، وَأقبَلَ عَلى صَاحِبِهِ مُصْغِيًا إلَى كَلامِهِ. فَأكْمَلَ ساني وَقَالَ: قُلْتُ لِلرَّجُلِ مَا بَالُ عَينِكَ كَانَتْ شاِخصَةً فِيَّ يا رَجُلُ؟ فَقَالَ لِي: إنِّما حَدَّقْتُ فيكَ النَّظّرَ لِأني تَذَكَّرْتُ طالِبًا نَيْجِيرِيًّا آخَرًا اِسْمُهُ أحْمَدُو مُعَاذُو، دَرَسَ عِنْدَنا قَبْلَ سَبْعِ سَنَواتٍ، وَلَو كانَ الحَلِفُ علَى الغَيْبِ جائِزًا لَحَلَفْتُ أنَّكَ أخُوهُ، فَضَحِكْتُ مِنْ قُوَّةِ المُفاجأةِ واحْتَضَنْتُ عَبْدَ الكَرِيمِ وَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ صَدَقْتَ وَصُدِّقْتَ، فاحْلِفْ غَيرَ حانِثٍ وَلا مُكَذَّبٍ. فَقالَ أمر الله: نَعَمْ يَحْلِفُ غَيْرَ حانِثٍ وَلا مُكَذَّبٍ .... هَذا ما يُعْرَفُ عِنْدَ العَرَبِ بِالفَراسَة، كُنْتُ أسْمَعُ عَنْهَا وَها أنا أعِيشُها.
أفَاقَ أَمْرُ اللهِ مِنْ خَيَالِهِ، وَوَجَدَ أنَّهُ قَدْ نَثَرَ الشَّايَ عَلى الصَّفْحَةِ الَّتِي رَقَمُها 51 مِنْ رِسَالَتِهِ، وَهِيَ بِدَايَةُ البَابِ الثَّانِي الَّذِي عُنْوَانُه: International communication
د. محمد بن عبد الرحمن آل الشيخ - رئيس مجلس إدارة العربية للجميع
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الصَمتْ ... العِلمْ المَهجُورْ
«اَلْحِدَادُ» وَ «الْحَدَادُ»
(اَلْحَرْقُ) وَ (الْحُرْقُ)
من صور التفكير الخرافي
عَلَّمَتْنِي الحَيَاةْ
أبلغ عن إشهار غير لائق