لو كنت مسؤولاً في مشروع النقل العام، لاستعنت بخبرة سائقي باصات (خط البلدة)، كون النقل العام بالحافلات سيعمل بالرياض قبل المترو، وهؤلاء الأشخاص لديهم (ملكة عجيبة) وابتسامة ساحرة بالفطرة لاستقبال الراكب وتوديعه، إضافة لأن التزامهم بمعايير السلامة المرورية والحفاظ على (الركاب) كان مثار اهتمام صحف عالمية سبق أن كتبت عنهم مثل (وول ستريت الأمريكية) وغيرها، ولا يمكن أن ننسى أنهم أيقونة ضبط إيقاع تحرك بقية السيارات في الشارع من خلال فسحهم الطريق للراكب والراجل والمار.. وعدم استخدامهم (للمنبه) إلا في أضيق الحدود، كجزء من تطبيقهم للنظام المروري بحذافيره! من النادر رؤية رجل المرور يمنح مخالفة لسائق باص (خط البلدة) لا سمح الله، في حال وقع أحدهم في مشكلة أو خلاف (طارئ) مع سيارة أخرى، فإنك ستجد (خطوط البلدة) كلها، وقد اجتمعت لبدء حوار راق، ونقاش هادئ لتقريب وجهات النظر بين كل الأطراف، هذه الباصات لا يستطيع أحد انتقادها أو انتقاد سائقيها - لأنهم مواطنون يترزقون الله - حقهم علينا (الدعاء لهم) بمزيد من النجاحات، ولا سيما أن تصريحات مسؤولي وزارة النقل غير مطمئنة لمُستقبلهم (المليء بالغموض) مع تأكيد معالي وزير النقل (ما قبل السابق) أن تشغيل الحافلات بمشروع النقل سيخفي (ظاهرة خط البلدة)..؟! بصراحة ربنا أول مرة أعرف أن باصات (خط البلدة) ظاهرة من وجهة نظر وزارة النقل - القاعدة تقول كل ظاهرة لها علاج - رغم أن معظم زبائنهم من (العمالة الآسيوية) وبعض المقيمين العرب ممن لا يملكون سيارات، ومع ذلك تجد أن هناك لغة مشتركة بين السائق (الظاهرة) وبين هؤلاء، قبل أسبوع وجدت (مُتسعاً من الوقت) فركنت سيارتي ولم أحتج سوى دقيقتين لأجد نفسي قابعاً في ذيل (خط البلدة)..؟! لا يمكن وصف صوت (الشكمان) المُزعج، ولا مستوى النظافة السيئ، ولا روائح الدخان (وغيره) مع الزحام، المراتب تتراقص بي مع كل مطب أو حفرة، السيارة كانت تتمايل بشكل سريع، وتقف فجأة، ثم تعود لتنطلق مرة أخرى، غيّرت مكاني وإذا أنا بأحد المقاعد المتحركة جوار أحد العمال، الذي نظر إلي بتقزز، وكأنه يقول حتى (خط البلدة) بتسعودونها؟! غداً نتعرَّف على تفاصيل التجربة.. وعلى دروب الخير نلتقي.