بدلاً من الساحات والميادين العامة، يتصدر السعوديون دول العالم في البحث عن كلمة «المشي» في محرك البحث الشهير «قوقل»، وعلى الرغم من محاولات التوعية المستمرة من كثير المختصين، إلا أن هذه الرياضة عجزت حتى الآن عن جذب عدد كبير من المنتمين لها، وهو ما وضع هدف تعزيز رياضة المشي، الهدف الإستراتيجي الأول لرؤية 2030 الخاص بالهيئة العامة للرياضة، وذلك تحت عنوان «زيادة ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية بشكل منتظم». وتستهدف الخطوة فئة الشباب من سن 15 سنة فما فوق لممارسة الرياضة وهو ما يؤكد تطلعات القيادة في بناء جيل قوي يساهم في بناء وتنمية الوطن. وينتظر الكثير من الشباب تطبيق تلك الرؤية وإعلان خططها سواءً من بيوت الشباب بمناطق المملكة أو الأندية الرياضية، وما يؤكد تلك الرغبة هو انضمامهم للجماعات الرياضية التطوعية ومنها «مشاة السعودية» التي أصبحت منتشرة بمختلف مناطق المملكة بعد أن دشنها أحد المهتمين بتعزيز الصحة. في هذا السياق، قال الدكتور صالح الأنصاري مستشار منظمة الصحة العالمية واليونسكو في مجالات تعزيز الصحة، إن الإقبال على هذه الرياضة بدأ يتشكَّل أخيراً، وهناك رغبة لدى الشاب السعودي في ممارستها، حيث تعد المملكة من أعلى دول العالم تستخدم محرك البحث قوقل للبحث عن كلمة المشي باللغة العربية للتعرّف أكثر على فوائدها وهذا يؤكّد انتشار الوعي لدى فئة الشباب. وأضاف أنه لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار مئات الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي تشجع وتقدم المعلومات عن رياضة المشي يتابعها الكثير من المواطنين للاستفادة من رسائلها التوعوية عن هذه الرياضة. وأضاف الدكتور أنصاري أن رياضة المشي تأتي ضمن صُلب رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ، حيث يشمل أحد محاور الرؤية زيادة ممارسة الرياضة مرة على الأقل أسبوعياً من 13 إلى 40 %، مؤكداً تفاؤله بتحقيق نسبة أكبر من ذلك بكثير وذلك من خلال تجربته في هذا المجال. ومن خلال تجربته عن فوائد المشي ذكر الأنصاري أن أكثر من 10 قصص واقعية لأشخاص انتقلوا من السمنة والخمول والإصابة بالأمراض المزمنة المصاحبة لها، انتقلوا بالتدريج إلى ممارسة مشي المسافات الطويلة وحب المشي الطويل في الطبيعة، والهايكنج وتخلصوا من تلك المشكلات الصحية وتوقفوا عن استخدام الأدوية التي كانوا يتناولونها، بل أصبح العديد منهم دعاة ونشطاء في نشر ثقافة المشي والنشاط البدني، مشيراً إلى الفوائد الصحية والنفسية في هذا النشاط المهم. وتطرق الأنصاري إلى مجموعات المشي التي قام بتدشينها منذ 4 سنوات ليزداد نشاطها مؤخراً من مجموعة واحدة إلى 34 مجموعة تشمل مختلف مناطق المملكة وتهدف إلى تبادل الخبرات وتحفيز المشاركين للاستمرار في هذه الرياضة المهمة ولتعزيز ثقافة المشي لدى جميع أفراد المجتمع.