انتهى مسلسل الانتخابات الأمريكية، وثبت فشل مراكز ومعاهد استطلاعات الرأي ومحطات البث المباشر التي كانت تؤكد يوميًّا فوز «هيلاري»، بل إن مجلة «newsweek» الأمريكية أصدرت العدد الجديد بصورة هيلاري على أنها «المدام الرئيس»، ولكن قامت المجلة بسحب الأعداد التي تم توزيعها بعد أن فوجئت بنتيجة الانتخابات. ولم تكن المفاجأة خاصة بها، بل كان لكثير من المواقع والصحف نصيب من تلك المفاجآت التي أكدت أن هناك «صدمة» من النتيجة، وأن هناك تحولاً سيحدث، بل إن هذه التحول وُصف بأنه يشبه سقوط جدار برلين الذي يرمز لانتهاء مرحلة وبداية مرحلة أخرى جديدة. بينما مؤشرات التحول الأمريكي ظهرت منذ سنوات عديدة، خاصة أن تلك المؤشرات واضحة للعيان، وتحتاج فقط لتطبيق تعليمات المدرسة السلوكية الأمريكية التي تؤكد أن السلوك بحاجة للتفسير وللتنبؤ؛ لذا يمكن الوقوف عند مؤشرات التحول الأمريكي، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر: المؤشر الأول: التحول عن البترول، والبحث عن بدائل له، وعدم استخدامه بأساليب متعددة وبمفاهيم مختلفة، والمطالبة باستخدام طاقة بديلة، ومرة أخرى المطالبة بطاقة صديقة للبيئة، ومرة ثالثة البحث عن طاقة متجددة.. وتم تحديد عام 2030م للتحول عن البترول. المؤشر الثاني: التحوُّل إلى كوبا، وفتح علاقات جديدة مع الجارة الفقيرة الصغيرة بعد محاصرتها أكثر من 55 عامًا. المؤشر الثالث: التحول إلى إيران، وفتح علاقات جديدة واتفاق جديد معها، على الرغم من آثاره السلبية الكثيرة على المنطقة. المؤشر الرابع: قانون العدالة ضد من أسموه (خطأ) رعاة الإرهاب، المعروف اختصارًا باسم «جاستا»، الذي يتيح لعائلات ضحايا هجمات سبتمبر مقاضاة أي دولة أو أي فرد في العالم. ولكن المؤشرات السابقة لم تظهر فجأة، بل كان يسعى ويحرك تلك المؤشرات سرًّا وعلنًا أفرادٌ وهيئات داخل أمريكا وخارجها، تعرف باسم «اللوبي الأمريكي». ويبقى السؤال: هل يوجد لوبي عربي مؤثر؟