قد كنت محظوظًا حين أتيحت لي الفرصة في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية وفخورًا أن أشاهد ثلاثة أفلام سعودية هي «سومياتي تدخل النار»، و»فضيلةأن لا تكون أحد»، و»وسطي»، من إنتاج شباب سعوديين ومن أهمها شركة «تلفزيون 11»، وقد لاقت إعجاب واستحسان الحضور من أجانب وسعوديين وعرب تجاوز عددهم 2600 مشاهد داخل قاعة العرض. ومن بدء العرض للأفلام لم ينقطع التصفيق المتواصل، واستمرت الإثارة والاهتمام بمشاهدة أحداث الأفلام التي شدت الناس، سواء كانت القصة أو السيناريو أو الإخراج، وكذلك احترافية الممثلين والممثلات السعوديين وكأنهم تعلموا في استديوهات هوليوود وتخرجوا منها. والمثير للدهشة مشاركة الجاليات الإندونيسية وتفاعلهم مع أحداث الفيلم سواء السائق ذي القرنين أو الخادمة سومياتي، وجدنا أنهما قد أجادوا وأبدعوا بالرغم من أنهما يشاركان للمرة الأول في عمل تمثيلي، ناهيك عن محدودية ثقافتهم بصناعة الأفلام، إلا أن توجيهات المخرج مشعل الجاسر أظهرهما وكأنهما من أبرز نجوم التمثيل، وجعلهما يؤديان بإتقان، وهذا يدل على براعة وعبقرية واحترافية المخرج السعودي. وعلى الطرف المقابل حيث أبدع المخرج علي الكلثمي في إخراج فيلم «وسطي» حيث شد المشاهد كونه أبدع في المقدمة أو حتى في نهاية الفيلم، حيث ختم الفيلم بمشهد مؤثر ولم يتمالك الجمهور نفسه إلا أن صفق بحرارة وإعجاب. ولم أنس فيلم «فضيلة أن لا تكون أحد» رغم قصر الأحداث إلا أن السيناريو والقصة والإخراج من بدر الحمود كانت في قمة الروعة وكنا مأخوذين نحن كجمهور. وتوقعاتي أن شباب تلفاز11 سوف يتركون لهم بصمة في الدراما السعودية ويصنعون الفارق ويتفوقون على جيل بخش العلي وسعد خضر والمالكي والقصبي والسدحان، نعم وسوف نشاهد أعمالاً مميزة خلال الفترة القادمة، ولا بد من المبادرة بدعم هؤلاء الشباب سواء في تلفاز11 أو غيرهم، وإن كنّا نأمل أن يتم عرض الفيلم السعودي العام القادم في مدينة الرياضوجدة، وهذا حلم لو تحقق سوف يثري ويصب في صالح الثقافة السعودية.