يتجاوز مركز الملك سلمان للشباب الحدود التقليدية للأفكار المعنية بالشباب بمختلف أطيافهم، حين ينظم ملتقى «جرب»، الذي يحاور عقول الشباب، ويطرح أسئلة تحفّز الحضور على إعادة التفكير في مناح كثيرة من حياتهم. الملتقى الأول من نوعه على مستوى العالم العربي الذي يقيمه المركز نهاية الشهر الجاري (30 مارس)، يهدف إلى تحفيز الشباب لخوض تجاربهم الخاصة، وتعريفهم بالخطوات الأساسية للتجربة، وكسر حاجز الخوف منها، وإبراز نماذج ملهمة في هذا المجال. ويأتي ملتقى «جرب»، امتداداً لمبادرة خطّط، وبناءً عليها، إذ تناول «خطّط» التعريف بأهمية التخطيط في حياة الشباب من كافة النواحي المهمة وبخاصة الجانب الشخصي والمالي والتواصل وصناعة العلاقات، وكذلك السعي نحو تحقيق الحلم. ويسهم «جرّب» الذي سيقام في مركز المؤتمرات بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض، في الدفع بتطوير قدرات الشباب نحو التجربة، وذلك ضمن جهود مركز الملك سلمان للشباب في صناعة الفعاليات القادرة على إيجاد جيل شبابي مبدع يحقق التنمية للمجتمع ويصنع الفارق من خلال التوجيه والدعم والتمكين. ويتضمن الملتقى الذي يستهدف الفئة العمرية من (18-34) عاماً، محاور تعليمية، وتجارب ملهمة، وفقرات تفاعلية، ويجيب عن الأسئلة المنطقية الأكثر تداولاً التي تحفز الإنسان على التجربة والانطلاق إلى آفاق جديدة من الإبداع. ويركز المركز على أن تكون رسالته أوسع من محيط قاعة الندوة، ولذلك روعي في مختلف محاور وأدوات وآليات الملتقى أن تكون الرسالة شاملة وعامة، وتأخذ طريقها للانتشار بين جميع الشباب في المملكة، وهي أن صناعة النجاح لها طرق متعددة ومشارب متنوعة ويمكن بروح المبادرة والإصرار والتحدي أن تتحقق كل الأهداف. وأكد المدير التنفيذي لمركز الملك سلمان الأستاذ هاني المقبل أن هذا الملتقى يأتي استكمالاً لمبادرة خطّط التي أقيمت في مرحلة سابقة، «ضمن إستراتيجية المركز التي تركز أيضا على ترابط المبادرات وبناء مبادرة على أخرى وتعزيزها في مختلف المجالات التي تخص الشباب». وبيّن المقبل «أن المركز وهو يقيم هذا الملتقى الذي يحفز الشباب على الانطلاق نحوخوض تجاربهم الخاصة، فهو أيضا يركز على أن التجارب جزء أصيل في تكوين روح الشباب نحو البناء وتطوير قدراتهم الشخصية، مما يسهم في تفعيل دورهم في مجتمعهم ووطنهم، فالشباب هم اللبنة الأساسية في مجتمعنا، وأن المرحلة الأولى من صناعة مستقبل المملكة هي الاستثمار في تحفيز وتمكين شباب اليوم، ليكونوا قادة المستقبل، ومن هنا يكون دور المركز في دعم كل ما يتعلق بفتح الآفاق أمامهم ليمضوا في تحقيق أهدافهم». ويتحدث في الملتقى متخصصون في مجالات متنوعة، وهم قسورة الخطيب المتخصص في التسويق والإعلام الرقمي، وحسام القريشي المتخصص في المسؤولية الاجتماعية والبراء العوهلي في مجال التوثيق والترحال، ود. فواز أسعد المتخصص في مجال المبادرات، ومحمد القحطاني في مجال الخطابة. ويشير المحور الأول في الملتقى إلى الطريقة التي يمكن أن يسلكها الشخص لتجربة شيء جديد (كيف تجرب؟)، فيعرّفون الحضور بالمنطقة الآمنة التي يعيش فيها كل إنسان والمعروفة بمنطقة الراحة التي تشعر الإنسان بالراحة والأمان لأن كل ما بها مألوف، وتخوفه من المجهول، مثل تأدية العمل ذاته كل يوم بشكل روتيني، ويشيرون إلى منطقة أجمل وأفضل وهي منطقة التعلم التي تحتاج إلى قليل من الجرأة لتجربة أمر جديد وكسر الروتين. ويتصدى المحور الثاني للإجابة عن سؤال «لماذا نجرب؟»، فيشرح قيمة التجربة، ويوضح أن الإنسان مجموعة من التجارب التي تجعله ينظر للأشياء بشكل مختلف، ويحلل كل ما يعرفه سابقاً من وجهة نظر جديدة تماماً، وبالتالي يبني قراراته بناء على ذلك، إضافة إلى أن التجارب الجديدة، تبني للشخص ملفاً ثرياً يجعل الآخرين يثقون به. ويتطرق المتخصصون في الملتقى، ويقدم الملتقى للحضور، شرحاً ونصائح عن الوقت المناسب لتجربة أمر جديد (متى تجرب؟)، خصوصاً عندما يبدأ الشخص في تكرار العمل ذاته في عمله أو حياته اليومية. كما يوضح الملتقى المجال الذي يمكن للشخص أن يجرب فيه (أين تجرب)، وكيف يمكن أن تدخل التجربة في كل شيء تقريباً. في حين يأتي المحور الخامس بسؤال «من يجب أن يجرب؟»، ليجيب مجموعة من المتخصصين البارزين من جيل الشباب، على هذا السؤال، بسرد قصص واقعية عن أثر التجربة في نجاح الناس، والتأكيد على أهمية التجربة للجميع، لأن الإنسان -ببساطة- لن يصل إلى الاكتفاء من التجربة، ولن يتوقف عن ارتكاب الأخطاء والتعلم منها مهما بلغت به الخبرة. كل ذلك يأتي في إطار رؤية مركز الملك سلمان للشباب التي تعمل على تأسيس وتجذير ثقافة التميز وترسيخ روح المبادرة لدى الشباب، والإسهام في بناء جيل مبدع من قادة المستقبل، يدفعون مسيرة تقدم الوطن وازدهاره في شتى المجالات.