استفاق العالم على مجزرة جديدة في حق الطفولة ارتكبتها عصابات الكهوف القادمة من خلف الشمس. في يوم الاثنين 3 أكتوبر في بير باشا، المكان الذي سيظل يتذكر هذا اليوم الذي ارتصت أرصفته بأطفال في عمر الزهور ما بين جريح وشهيد. 9 شهداء خمسة منهم أطفال كانوا يبحثون عن كراسة وقلم وثوب مدرسي يرسمون التحدي لأجل المستقبل فكانت قذائف الغدر والخيانة منهم أقرب و17 جريحًا من بينهم 6 أطفال وثلاث نساء. أطفال في عمر الزهور كانوا يتجولون في السوق بحثًا عن أدوات مدرسية وثياب للمدرسة ومنهم من كان يحمل في يديه الماء ليبيعه مقابل الحصول على مبلغ زهيد ليستطيع شراء كراسة مدرسية يواجه بها كهنوت الإمامة والتخلف والغزاة القادمون من خلف الكهوف. لا ذنب لهم سوى أنهم قرروا أن يواجهوا الظلام بالنور والبندقية بالقلم لكن قذائف الغزاة المحملين بتاريخ الإجرام أبى إلا أن يطفئ نور هذه الشموع المتوهجة في عمر الزهور. عام دراسي جديد وأطفال تعز رغم الحرب والحصار ما زالوا يحلمون في طيات صدورهم حبًا للعلم، دمر الحوثيون واتباع المخلوع مدارسهم فافترشوا الشوارع بدلاً عن الكراسي المدرسية وجعلوا من الجدران مكانًا لشخبطاتهم وحروفهم التي تهتف للعلم والحياة. وسائل التواصل الاجتماعي كانت قد امتلأت بصور الجريمة البشعة التي قامت بها الميليشيات بحق المدنيين العزل وراح ضحيتها أطفال ونساء ما بين قتيل وجريح ناشد من خلالها الناشطون المجتمع الدولي التدخل لإيقاف تلك الجرائم التي ترتكبها الميليشيات بحق المدنيين في تعز. رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي كان قد أدان هذه الجريمة التي تضاف إلى سجل الانقلابيين الأسود قائلاً: «إن ما قامت به الميليشيات الانقلابية الاثنين، في منطقة بيرباشا بمحافظة تعز هو «جريمة بشعة»، بعد أن قصف المتمردون سوقًا مكتظًا مما أدى إلى سقوط عديد من الضحايا المدنيين بينهم أطفال ونساء». وفي لقاء له مع السفير البريطاني أشار الرئيس هادي إلى أن «الميليشيات لا تزال بعيدة عن السلام أو التفكير فيه، وأنها اختارت طريق قتل المواطنين وحصار المدن سلوكًا ومنهجًا لها». وبدوره، أكَّد السفير البريطاني «أن استهداف المدنيين يعد أمرًا مرفوضًا، وأن ما قام به الحوثيون وحليفهم صالح في تعز فعل مدان من قبل الحكومة البريطانية والعالم أجمع». الأممالمتحدة هي الأخرى أدانت الجريمة على لسان المتحدث الرسمي باسم المفوض الأممي لحقوق الإنسان روبرت كولوفيل مشيرًا إلى أن القذيفة التي استهدفت المدنيين في سوق بير باشا نتيجة قذائف من مديرية التعزية التي لا تزال تخضع لسيطرة الحوثيين وقوات صالح حسب ما أكَّد شهود عيان لموظفي المفوضية العليا لحقوق الإنسان في اليمن. كما أدان التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن في بيان رسمي نشر على صفحته فيسبوك الجريمة البشعة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح بمنطقة بئر باشا وعبر التحالف اليمني «عن قلقه البالغ إزاء ما تعيشه مدينة تعز من أوضاع مأساوية وإنسانية صعبة للغاية عقب محاصرة ميليشيا الحوثي وصالح لها منذ ما يقارب العام في ظل صمت مخزٍ من قبل المجتمع الدولي». ودعا محافظ تعز علي المعمري مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الطارئة استيفن اوبراين، إلى زيارة المحافظة للاطلاع على الوضع الإنساني الكارثي، والوقوف بجدية أمام الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي ترتكبها الميليشيا الانقلابية ضد المدنيين منذ 19 شهرًا. وأضاف «أن ميليشيا الحوثي وصالح لا تزال تستهدف المدنيين وتمارس جرائم الاختطاف والتهجير القسري للأهالي من منازلهم التي كان آخرها ما حدث من جرائم تهجير في مديريتي الوازعية وحيفان وقرية الصيار بمديرية الصلو وغيرها من الجرائم التي تتكرر بشكل يومي ضد المدنيين».