ما يزال أشاوس هذا الوطن يهبون أرواحهم، ويُنافحون عن حدود وطنهم وأراضيه، ويصونون مقدساته أمام محاولات مستميتة من الحوثيين -قاتلهم الله- والجماعات الإرهابيّة؛ للنيل من وطننا وخليجنا العربي.. أبطالٌ يوارَون الثّرى بين الحين والآخر، وملحمة بطوليّة تجابه هذا الْعَدُو الأفّاك، واسم بطوليّ آخر من منطقة (تبوك) يُستشهد بثكنات الحد الجنوبي؛ إنّه (محمد السوية الحويطي)، شهيدٌ ضِمْن كوكبة من الأبطال تُكتَب أسماؤهم على صفحات التّاريخ بيراع من ذهب، يُضاف اسمه بعِزَّة وبسالة ضمن شهداء الواجب بدفاعهم عن هذه الأرض الطيبة. ارتحل إلى ربه، فاحتضنت الدموع صَهْوَة «السّعلوة» الشاهقة، وانداح الحزن من جنباتها، رافعين أصدق الدّعوات بالرّحمة والمغفرة لبطلٍ مثلك بكته قلوبنا قبل أعيننا. وهأنذا على صفحات الرثاء اعتصر قلمي ليسكب من حبره ألم الفراق فيرتَعش حتى يصْطَكَّ، ثم يعاود الكرَّة لعله يكتب عن خُلقٍ وإنسانية تَكَتنز بها شخصية هذا الشهيد. رحلت أيها الهمام عن هذه الدنيا العابرة، ومرتع آخر يرتقي أَثِيلاً مثلك. وساحل تبوك يشاركنا مرارة الحزن لرحيلك، فقد افتقدك فقداً متلفاً للروح، ومرهقاً بدُجى السهارى، وهناك الكثير ممن تَجَشَّمَ مرارة فقدك من البعيد والقريب، لأنك كباقي الشهداء ألْمَعِيّ برباطة الجأش والشهامة. مرتفعات (السعلوة) نَشَجَت لرحيلك، ورَدّدَ الوادي مع تلك الجموع المودعة فيض الأدعية وعبارات السلوان. رحمك الله أيها الشهيد