يدرك سعادة السفير - الأستاذ - عبد الله المعلمي - مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة -, أنّ : «دموع التماسيح التي يذرفها مندوب إيران على الضحايا اليمنيين، لن تخدع أحدا»؛ فأسلوبهم الأفعواني الناعم، ومعسول كلامهم، وخبثهم التاريخي المعروف عبر العصور، لن يمكنهم هذه المرة من تمويه الصورة ؛ لأنّ المشهد العام على الساحة الدولية ينبئك عن مزيج من الحروب الإيرانية، وتأجيج الصراع الطائفي، عن طريق دعم الأقليات المتطرفة بالسلاح، والمال، ورفع قدراتها على العنف، والتدمير، وما يحدث في اليمن، هو أنموذج حي على المحاولات الإيرانية؛ لبسط نفوذها في المنطقة، وتهديد أمن الخليج . تنتهج السعودية نهجاً صلباً في الدفاع عن ثوابت استراتيجية، ترى أنها تحفظ المنطقة العربية من تدخلات طهران. وتريد إيران تشييع اليمن على الطريقة الصفوية؛ لإعادة إمبراطورية الفرس المجوسية الثالثة، وبلبوس إسلامي خداع، يرسم خارطتها أصحاب العباءات، والعمائم السوداء الحاقدة، التي نسج الحنق على الإسلام، وأهله خيوطها الواهية الخبيثة، ما يسمح بانتشار العناصر المتطرفة، وخلق واقع جديد، أساسه التقسيم الطائفي، والعرقي، إلا أنّ المؤشرات العديدة، والهامة على تراجع الدور الإيراني في المنطقة، والتضييق عليها في أكثر من جبهة، هو سيد الموقف - اليوم -، ولا أدل على ذلك مما يجري على الساحة اليمنية من انتصارات لقوات التحالف العربي . لا يمكن فصل الصيرورة الحالية عن دروس التاريخ، وتراكم الخبرة الواقعية، ففهم أبعاد اللعبة الإيرانية، يؤكد على أنّ نهجها العدواني في اليمن ليس - أبداً - في وارد التفاعل مع عملية ديبلوماسية، تنهي انتهاكات الانقلابيين، بل العكس هو الصحيح، وذلك من خلال عدم احترامها لقواعد القانون الدولي المعاصر، وإصرارها المتواصل على انتهاك ميثاق الأممالمتحدة، وذلك عن طريق التدخل في شؤون الدول الأخرى، وهو ما أكده سعادة السفير من أنّ : «أبناء اليمن يدركون - تماماً - أنّ دعم طهران للحوثيين بالأسلحة، والصواريخ سبب معاناتهم «، مطالباً مجلس الأمن الدولي ب «إجراء مناقشة عاجلة لانتهاكات إيران لقرار حظر السلاح على الحوثيين، وحلفائهم». هكذا، تثبت الدلائل أنّ إيران راعية الإرهاب في المنطقة مقابل ضوء أخضر من أمريكا، ودعم عناصر اللادولة ؛ بهدف إسقاط أنظمة الحكم في الدولة الوطنية المستقرة، وخلق حالة من الفلتان الأمني، باعتبار أنه جزء من بنود الاتفاق النووي - الأمريكي الإيراني -، في إطلاق يد إيران العسكري، وتنقلها بسهولة بين المواقف المتناقضة في السياسات الخارجية ؛ من أجل إدخال المنطقة في حروب طائفية، وقومية، وعرقية لعقود طويلة.