تحدثنا في الجزء الأول من المقالة عن الأوضاع المتدهورة في إيران والانتهاكات المتكررة من نظام رجال الدين والاستقالات الجماعية من قبل الوزراء في حكومة روحاني.. وهنا نواصل الحديث عن النظام المشؤوم والمنبوذ في العالمين العربي والإسلامي، بل في العالم أجمع، حيث أصدرت الأممالمتحدة ومجلس الأمن العديد من القرارات الهادفة إلى تقويض التدخلات الإيرانية في المنطقة وفرض مزيد من الحصار الاقتصادي وحجر الأموال الإيرانية لمزيد من العقوبات على هذه الدولة المنتهكة للقرارات والأعراف الدولية التي لا تراعي حقوق الإنسان، ولا حقوق الجار، ولا تعترف بسياسة الجوار والسلم الدوليين وتعشق الدمار، وجلب العار للأُمة الإسلامية رغم ما يطلقه رجال الدين وأصحاب العمائم السوداء من تصريحات تنم عن جهلهم وهم يعتقدون بسلامة دينهم ولكنهم في ضلال وظلام والدين الإسلامي أبعد ما يكون عن عقولهم ورؤوسهم وتفكيرهم ونعوذ بالله من شركياتهم ومعتقداتهم ونظرياتهم التي يبررون فيها تصرفات رجال الدين وعنجهياتهم وبعدهم عن تطبيق تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة الداعية إلى التسامح ونبذ العنف واحترام الآخر وكيفية التعايش وحسن الجوار..! إيران بلد الفوضى والانتهاكات ومصدر لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة وأحد أهم رموز الشر في العالم ومنذ قدوم الخميني إلى المنطقة وحربه ضد العراق واستمرارها لأكثر من 8 سنوات وما حصل فيها من قتل ودمار وتشريد للأسر والأطفال وانتهاك للأعراض ومزيد من الفقر والجوع واندثار المحاصيل وعدم إيجاد المأوى لعشرات الملايين من الأفراد وحرق للمزروعات ومصادر الرزق والمعيشة والمنطقة تعيش في دوامة الصراعات التي يكون بطلها دوما نظام رجل الدين المُتطرف..! ورغم الدعوات الدولية المتفاوتة من العديد من الدول والرؤساء وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية وحكومة خادم الحرمين الشريفين قبل سنوات عدة وعقد العديد من المؤتمرات والعشرات من المُباحثات والدعوات الموجهة إلى النظام الإيراني بالتهدئة واحترام الجوار وعدم انتهاك الأعراف الدولية والعيش في سلام في المنطقة لمزيد من الرخاء لشعوب المنطقة، إلا أن النظام الغاشم الإيراني استمر بضرب النداءات والدعوات والقرارات الصادرة لتكون المنطقة آمنة مُستقرة عرض الحائط واستمرت الانتهاكات الإيرانية والغطرسة من قبل الحرس الثوري والحكومة وبدعم مُستمر وقوي من المُرشد الأعلى إلى أن وصل بها الحال، وبالمنطقة إلى مزيد من الفوضى وحل الدمار بأغلب المُدن العربية وانتشرت الحروب والأمراض في اليمن وسوريا ولبنان واستمرت التدخلات الإيرانية في المنطقة وكانت البحرين أحد أهداف الحكام الإيرانيين واستمرت الميليشيات الداعمة للإرهاب تنتهك الأنظمة والأعراف الدولية، فحاولت مراراً وتكراراً زعزعة الأمن والاستقرار في البحرين ودعمت الثورات والانتفاضات الطائفية هُناك، إلا أنها باءت بالفشل واستمرت بدعمها الطائفي في شرق المملكة (القطيف تحديداً) ورغم انكشاف أمرها وفضائحها إلا أن القاعدة الإيرانية تقول «إذا لم تستح فاصنع ما تشاء»..! الصراعات الداخلية في أغلب الحكومات العربية تجد أن لإيران طرفا وأيادي فيها..! الاغتيالات السياسية ولرجال الدين والعلماء والصحفيين تجد لإيران طرفا وأيادي فيها..! دعم الإرهاب العالمي وانتهاج أسلوب التخويف والرعب لشعوب المنطقة أحد أهم منتوجات رجال الدين وتعليم المُرشد الأعلى الإيراني وإحدى أهم الركائز التي تقوم عليها حكومة طهران..! الغريب في الأمر أن مجلس الأمن الدولي ظل يُمارس سياسة الصمت تجاه التصرفات الإيرانية وانتهاكاتها المتكررة ودعمها للحوثيين في اليمن وميليشيات المخلوع صالح واستمرارها في الانتهاكات والأعراف الدولية وتزويد الحوثيين بالأسلحة والذخائر، ونعلم جميعا أن سياسة إيران هي (تغذية الثقافة الطائفية) عبر الميليشيات الموالية لها وسياستها الواضحة في عزل العراق عن الأمة العربية وجرّه إلى الفلك الإيراني وإبعاده عن سياقه العربي ورغم أن العرب يشكلون 80 % من سكان العراق إلا أن الهجرة والقتل وتدمير المنشآت وزراعة الرعب في القرى والهجر العراقية ومواقف الحكومة العراقية ذات المصالح الشخصية أولاً وعاشراً جعلت من سياسات رجال الدين تنجح إلى حد ما في العراق الذي يجب أن يلتفتوا إلى ما تنتهجه إيران في بغداد والبصرة وغيرهما من المدن والقرى العراقية لزرع ثقافة تهجير بعض الطوائف وطردهم من ديارهم..! ما تقدمه إيران للحوثيين من أسلحة وصواريخ وصل مداها للمُدن والقرى السعودية، وقتل الأبرياء العزّل المدنيين لا تنفع معه «دموع التماسيح» التي يصطنعها مندوب إيران في الأممالمتحدة ولن تخدع أحداً.. ويعلم الجميع أن معاناة الشعب اليمني هي نتيجة للسياسات الإيرانية في المنطقة ودعمها للحوثي والميليشيات هُناك..!